بسم الله الرحمن الرحيم بين الايمان والعلوا علاقة وثيقة ومعادلة حتمية بمعنى أن الايمان يساوي العلوا . وهذه الحقيقة من الحقائق الاساسية في القرأن ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) غافر : 1 نعم في الحياة الدنيا وليس في الاخرة فقط .
( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) الروم 47
ان القران يسجل هذه المعادلة بين الايمان والنصر من دون ترديد .
( وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين )
تحقيق النصر مشروط بشروط
ومن هذه الشروط ان يجتاز الايمان محنة الفتنة ومن دون عبور هذه المحنة والفتنة والثبات فيها لن يتحقق النصر بل لم يكن أصحابه من المؤمنين حقا
تأملوا الايات الاوائل من سورة العنكبوت : ( الم أحسب الناسُ أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )
ان الايمان لابد ان يعبر هذه الفتنة والمحنة ويمتحن فيهما فاذا صدق صاحبه نصره الله واذا تساقط في الفتنة والمحنة فلن ينصره . وان فتنة المحنة مفرزة يفرز فيها الله الصادقين في ايمانهم عن الكاذبين وضعفاء الايمان ( فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) هذا أولا . والشرط الثاني : ان ينصروا الله تعالى فاذا نصر المؤمنون الله وانتصروا لله نصرهم تعالى ( ياايها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) محمد ( ص ) 7
( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) الحج 40 وبهذا الشرط وذاك : الايمان يساوي النصر دائما . وهذه من سنن الله تعالى ولا تتخلف سنن الله .. واذا اصيبوا في موقع أو اكثر بنكسة موجعة فليس ذلك بمعنى ان النصر قد اخطأهم واصاب أعدائهم , وانما هو من القروح التي تصيبهم وتصيب اعدائهم على حد سواء في هذا المعترك ويبقى الطرف المؤمن هو الفاتح والغالب والمنتصر دائما والطرف الاخر هو المهزوم المغلوب _ ولو اضفنا ان قوى الظلام ايا كانت بحيلها ومكرها ومحاولة تغلغلها في اوساط اهل الحق في عصرنا الحالي وبطرق غير مرئية هذا يزيد الامر تعقيد ويزيد المحنة والاختبارات الصعبة والاجر على قدر المشقة _ وهذه الحقيقة الاولى في اية آل عمران ( وانتم الاعلون ) 2ويترتب على الحقيقة أن لايضعف المسلمون ولايحزنوا ( ولاتهنوا ولا تحزنوا ) والوهن : الضعف . 3 والحقيقة الثالثة : أن ما أصابهم من القروح والالام في هذه المعركة لم تخصهم وحدهم وانما عمتهم وعمت أعدائهم بطبيعة الحال , ولم يسلم عنها أعداؤهم فقد اصابهم القتل والجرح وخسارة الاموال والانفس والذي يقرر النصر والهزيمة هو الايمان الصادق والجحود والشرك والعناد لله ولرسوله صلى الله عليه واله واهل بيته المنتجبين وعليه فالرؤية القرآنية للنصر والهزيمة تختلف عن رؤية الناس وتصوراتهم _ نقلا بتصرف عن كتاب الخطاب الحسيني المرحلة الثانية للثورة الحسينية اية الله الشيخ محمد مهدي الاصفي
تعليق