بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على صاحب الشفاعة والدرجة الرفيعة أبي القاسم محمد وعلى أله الطيبين وأصحابه المنتجبين .علاج الرياء : ان الرياء هو حب لذة المدح والفرار من الام الذم والاطماع بما بين ايدي الناس ،والطريق الى علاجه هو ان يقطع كل هذه الاسباب ولقد تقدم طريق العلاج في قطع الاولين ، وناتي طريق ازالة الثالث .
وما نذكره من العلاجات العلمية للرياء ،وهو العلم برغبة الشيء لانه نافعا ،واذا علم بانه ضار فيعرض عنه البته ،فينبغي على كل مؤمن أن يتذكر مضرة الرياء وما يفوت من صلاح القلب وما يحرم عنه حالا من التوفيق وفي الاخرة عند المولى جل جلاله وما يتعرض له من المقت والعذاب الشديد ومتى ذكر ذالك وقابل ما يحصل له في الدنيا من الناس والذين راءى من اجلهم لما يفوته في الاخرة من ثواب الاعمال، وترك الرياء لامحالة ،حيث ان العمل الواحد حسبما تترجح به كفة الحسنات لو خلص فيها ، فاذا فسد العمل بالرياء حول الى كفة سيئاته ، فتترجح كفتها ويهوي الى النار . ومع هذا فان المرائي يكون في الدنيا متشتت الهموم متفرق البال وهذا بسبب ملاحضة قلوب الناس ، فان رضاء الناس غاية لاتدرك ، ويكفي ذلك ولو علم الناس ما في بطن هذا الانسان من قصد الرياء واضهار لهم الاخلاص لمقتوه ،وسوف يكشف الله عن سره ثم يبغضه اليهم ولو اخلص لله لكشف الله لهم كل اخلاصه ، وحببه اليهم ولسخرهم له ولااطلق السنتهم بالمدح والثناء له ،حيث انه لايحصل له كمال بمدحهم ولانقصان بذمهم .ومن تنور قلبه بنور الايمان ونشرح صدره باليقين والايمان والعرفان ،ومعرفته بالواجب وحقيقته بالممكن ، واما العلاج العملي ،هو تعويد النفس على اخفاء العبادات وغلق الابواب دونها ،كما تغلق الابواب من دون الفواحش ،حتى يقنع القلب بعلم الله جل جلاله واطلاعه على عبادته ، ولاتنازعه نفسه الى طلب علم غير الله له وان شق في بداية المجاهدة ولاكن اذا صبر عليه مدة باالتكليف سقط عن الثقل وهان عليه بتواصل الطاف الله جل جلاله وما يمد به عباده من حسن التوفيقات والتاييد :بقوله تعالى في محكم كتابه المجيد : ( إن ألله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بانفسهم ) .فمن العباد المجاهدة ومن الله الهداية (إن الله لايضيع أجر المحسنين ) اللهم لاتجعلنا من الغافلين وجعلنا من عبادك الصالحين انك سميع مجيب والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .
تعليق