احتجاج الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
كان الخليفة العباسي يرى بوجود إمام من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) على وجه الأرض وهو يعلم بمنزلته وقدره عند الناس من أكثر العوامل التي تهدد ملكه وسلطانه وهو على يقين أن الإمام أحق بهذا الأمر منه واصلح له .
ولذلك فمن الأسباب التي حفزت هارون لاعتقال الإمام وزجه في غياهب السجن احتجاجه ( عليه السلام ) على هارون الرشيد بأنه أولى بالنبي العظيم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من جميع المسلمين فهو أحد أسباطه وارثيه , وأنه أحق بالخلافة من غيره , وقد جرى احتجاج الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) معه في مرقد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذلك حينما زاره هارون وقد أحتف به الوجوه والإشراق وقادة الجيش وكبار الموظفين في الدولة , فقد أقبل بوجهه على الضريح المقدس وسلم على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قائلا :
( السلام عليك يا بن العم ) .
وقد اعتز بذلك على من سواه وافتخر على غيره برحمه الماسة من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه إنما نال الخلافة لقربه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان الإمام آنذاك حاضرا فسلم على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قائلا : ( السلام عليك يا أبت ) ففقد الرشيد صوابه واستولت عليه موجات من الاستياء حيث قد سبقه الإمام ( عليه السلام ) إلى ذلك المجد والفخر فاندفع قائلا بنبرات تقطر غضبا :
( لما قلت أنك أقرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منا؟ ؟ ) .
فأجابه ( عليه السلام ) بما لم يتمكن الرشيد من الرد عليه أو المناقشة فيه قائلا : لو بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيا وخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه إلى ذلك ؟ .
فقال هارون : سبحان الله !! وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم فانبرى الإمام مبينا له الوجه في قربه من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دونه قائلا : ( ولكنه لا يخطب مني ولا أزوجه لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب إليه منكم ) وأراد ( عليه السلام ) أن يدعم قوله ببرهان آخر فقال لهارون ) .
( هل كان يجوز له أن يدخل على حرمك وهن مكشفات ؟ ) .
فقال هارون : لا , فقال الإمام : لكن له أن يدخل على حرمي ويجوز له ذلك فلذلك نحن أقرب منكم , وكان دليل الإمام ( عليه السلام ) حجة دامغة أذهل بها خصمه ولم يترك له منفذا يسلك فيه للدفاع عنه , فقد ألبسه ثوب الغسل والخزي وأبان لمن حوله بطلان ما ذهب إليه هارون , فالإمام أولى بالنبي منه وأحق منه وأحق بالخلافة فهو سبطه ووارثه .
واندفع هارون بعدما أعياه الدليل إلى منطق العجز , فأمر باعتقال الإمام ( عليه السلام) وزجه في السجن . تذكرة الخواص ص 457 .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
كان الخليفة العباسي يرى بوجود إمام من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) على وجه الأرض وهو يعلم بمنزلته وقدره عند الناس من أكثر العوامل التي تهدد ملكه وسلطانه وهو على يقين أن الإمام أحق بهذا الأمر منه واصلح له .
ولذلك فمن الأسباب التي حفزت هارون لاعتقال الإمام وزجه في غياهب السجن احتجاجه ( عليه السلام ) على هارون الرشيد بأنه أولى بالنبي العظيم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من جميع المسلمين فهو أحد أسباطه وارثيه , وأنه أحق بالخلافة من غيره , وقد جرى احتجاج الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) معه في مرقد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وذلك حينما زاره هارون وقد أحتف به الوجوه والإشراق وقادة الجيش وكبار الموظفين في الدولة , فقد أقبل بوجهه على الضريح المقدس وسلم على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قائلا :
( السلام عليك يا بن العم ) .
وقد اعتز بذلك على من سواه وافتخر على غيره برحمه الماسة من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه إنما نال الخلافة لقربه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكان الإمام آنذاك حاضرا فسلم على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قائلا : ( السلام عليك يا أبت ) ففقد الرشيد صوابه واستولت عليه موجات من الاستياء حيث قد سبقه الإمام ( عليه السلام ) إلى ذلك المجد والفخر فاندفع قائلا بنبرات تقطر غضبا :
( لما قلت أنك أقرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) منا؟ ؟ ) .
فأجابه ( عليه السلام ) بما لم يتمكن الرشيد من الرد عليه أو المناقشة فيه قائلا : لو بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيا وخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه إلى ذلك ؟ .
فقال هارون : سبحان الله !! وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم فانبرى الإمام مبينا له الوجه في قربه من النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دونه قائلا : ( ولكنه لا يخطب مني ولا أزوجه لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب إليه منكم ) وأراد ( عليه السلام ) أن يدعم قوله ببرهان آخر فقال لهارون ) .
( هل كان يجوز له أن يدخل على حرمك وهن مكشفات ؟ ) .
فقال هارون : لا , فقال الإمام : لكن له أن يدخل على حرمي ويجوز له ذلك فلذلك نحن أقرب منكم , وكان دليل الإمام ( عليه السلام ) حجة دامغة أذهل بها خصمه ولم يترك له منفذا يسلك فيه للدفاع عنه , فقد ألبسه ثوب الغسل والخزي وأبان لمن حوله بطلان ما ذهب إليه هارون , فالإمام أولى بالنبي منه وأحق منه وأحق بالخلافة فهو سبطه ووارثه .
واندفع هارون بعدما أعياه الدليل إلى منطق العجز , فأمر باعتقال الإمام ( عليه السلام) وزجه في السجن . تذكرة الخواص ص 457 .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
تعليق