تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
هناك العديد من الأدلة القرآنية التي تدل على إمامة وعصمة أهل البيت ( سلام الله عليهم أجمعين ) ومن هذه الأدلة آية التطهير التي تقع ضمن آيتين مباركتين تتحدث وتخاطب نساء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ))[1]وصلّى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
من هم أهل البيت في آية التطهير ، وفيه ثلاثة أقوال :
1- أهل البيت في آية التطهير هم أهل الكساء : وهو رأي الشيعة بكل الطوائف .
2- أهل البيت في آية التطهير هم نساء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وهو ما ينقل عن عكرمة مولى عبد الله بن عباس .
3- أهل البيت في آية التطهير هم الجميع أصحاب الكساء ونساء النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) .
والبحث في أمور ثلاثة :
أولاً : إثبات العصمة من الآية المباركة :
الإرادة في الآية الكريمة ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ) ، أي إنّما يريد الله بالإرادة التكوينيّة أن يذهب عنكم الذنوب أهل البيت ، ويطهّركم من الذنوب تطهيراً ، فهذا يكون محصّل معنى الآية المباركة .
إنّ إرادة الله التكوينيّة لا تتخلّف ، وبعبارة أُخرى : المراد لا يتخلّف عن الإرادة الإلهية ، ( إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون )[2] .
فإذا كانت الإرادة تكوينيّة ، والمراد إذهاب الرجس عن أهل البيت ، فهذا معناه طهارة أهل البيت عن مطلق الذنوب ، وهذا واقع العصمة ، فتكون الآية دالّة على العصمة[3] .
ثانياً : في معنى الرجس :
الرجس هنا المقصود منه هو كل قذر أو مستقذر سواء كان مـــادياً أو معنويــــاً فيكون المراد منه الذنوب وإذهـــــاب الرجس هنا يعني الطهارة فالآية تدل على العصمة .
ثالثاً : في شمول الآية لنساء النبي :
لو قلنا أن نساء النبي داخلات ومشمولات بالآية المباركة فهل نساء النبي معصومات ؟
الدليل على عدم شمول الآية لهُنَّ أمران :
1- دليل سياقي : والدليل السياقي يتكون من أمرين :
أ- اختلاف الضمائر : الخطاب الموجه لنساء النبي بضمير التأنيث (لَسْتُنَّ ، اتَّقَيْتُنَّ ، بُيُوتِكُنَّ ...إلخ ) بينما الخطاب الموجه لأهل البيت بضمير التذكير (عَنْكُمُ ، يُطَهِّرَكُمْ ) ، فلو كان المقصود بالآية نساء النبي لما تغيرت الضمائر .
ب- اختلاف الأسلوب وطرقة الخطاب : اتبع القرآن الكريم في خطابه مع زوجات النبي أسلوب الأمر ، وأسلوب النهي ، وأسلوب الترهيب والوعيد وتشديد العقوبة : (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ))[4] بينما الخطاب مع أهل البيت بأسلوب المدح والتعظيم وهذا دليل على اختلاف المخاطَب .
2- قياس استثنائي :
لو كانت الآية تشمل نساء النبي لكنَّ معصومات والتالي باطل فالمقدم مثله في البطلان .
إذن فنساء النبي لسنَّ داخلات في آية التطهير .
بيان الملازمة : لما أثبتنا أن آية التطهير تدل على العصمة فيكون كل من تشمله الآية المباركة يكون معصوماً وهذا واضح .
بطلان التالي : والذي يدل على بطلان التالي وهو عدم عصمة نساء النبي الإجماع .
الخلاصة : إن أهل البيت هم أهل الكساء ثابت من نفس القرآن الكريم وبهذا يثبت بطلان القول الثاني والثالث وثبوت صحة القول الأول وهو رأي الشيعة الموافق للقرآن والسنة الشريفة .
وللكلام تتمة حول الآية المباركة والحمد لله ربِّ العالمين ...
[1] . سورة الأحزاب : آية ( 32 - 34 ) .
[2] . سورة يس : آية : 82 .
[3] . آية التطهير ، ص 14 .
[4] . سورة الأحزاب : آية 30 .
تعليق