بسمـ اللـه الرحمــن الرحيــمـ
أبو ذر هو جندب بن جنادة وهو من الذين قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم ، قيل : يارسول الله سمهم لنا ؟ قال : علي منهم ، يقول ذلك ثلاثاً أبو ذر ، مقداد ، سلمان الفارسي .
أن هذا الرجل العظيم يحبه الله ورسوله لم ينج من بطش عثمان لعنة الله عليه وعماله فقد لاقى انواع المضايقات بسبب معاوية ومروان وبقية الخط الأموي الحاقد على المؤمنين فقد طرد الى الشام بطريقة مؤلمة ثم طُرد ونفي الى الربذة وهي منطقة صحراوية لا يسكنها أحد حتى توفي فيها وقد ذكر ذلك الشهرستاني في ملله .
فهل يمكن بعد كل هذا أن يقول : إن الخليفة اجتهد ؟ بالطبع لا يمكن ذلك لأنه قد يجتهد وينفيه الى الشام ثم يكتشف خطأ اجتهاده ، فلماذا إذن ينفيه الى منطقة الموت الحتمي ؟!!
لا يمكن وبأي وجه أن يبرر عمل عثمان وكل من تآمر ضد هذا الصحابي الجليل الذي جاء في بعض الأحاديث أنه شبيه النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) في زهده وتواضعه ، وبلا شك فإن هذه الأحاديث كانت شهيرة بين المسلمين وان عثمان قد سمعها إما من فم النبي (صل الله عليه وآله وسلم) أو من الصحابة فلماذا ينفي ويؤذي شبيه روح الله عيسى ؟!
فقد جاء عن النبي (صل الله عليه وآله وسلم) : أبو ذر في أُمتي على زهد عيسى بن مريم .
وجاء أيضاً : أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى بن مريم .
وجاء أيضاً : في أمتي أبو ذر شبيه عيسى بن مريم في زهده .
وجاء أيضاً : من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر .
وجاء أيضاً : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على رجل أصدق لهجة من أبي ذر وقد ذكر هذا الحديث من الفريقين عن أكابر الصحابة كأبن عباس
وأبي الدرداء وأبي هريرة ، ومضافاً الى فضائله فإنه رابع او خامس إنسان دخل الإسلام كما صرح أبن عبد ربه وغيره ، ومنذ ذلك الحين والى بعد وفاة النبي الكريم في حُكم الخليفة الأول والثاني ظل أبو ذر يتمتع بالاحترام والتبجيل لإيمانه القديم ومواقفه البارزة وسبقه في الإسلام وكثرة فضائله ، الى أن جاء عثمان وبدأ مسلسل الإهانة والاحتقار والضرب لهؤلاء العظماء وهو ما يدعو الى التأسف والتعجب كيف لا يحترم الخليفة عظماء أمته ؟
فبدل أن يفتخر بهم أمام الشعوب والأمم الاخرى نراه ينزل بهم أشد العذاب أليس ذلك بعجيب ؟!
ولم يقتصر الأمر على أبي ذر وإنما طالت سياسة العنف والقوة والقهر غيره أيضاً ، فقد وقع تحت نير هذه السياسة الظالمة كبار الصحابة أيضاً الذين يتمتعون بمنزلة محترمة عند الله ورسوله وعند الناس مع تقدمهم في العمر وطعنهم في السن ، فكما أن شيبة أبي ذر لم تمنع عثمان أن يطرده الى الصحراء وأن يموت فيها ولهم من العمر زهاء التسعين ، كذلك لم يمنع مقام هؤلاء الصحابة العظام من أن يمارس عثمان العنف ضدهم ، ولم تحجزه فضائلهم عن ظلمهم وقهرهم وضربهم والاعتداء عليهم بدوافع ذاتية منه وبتحريك من مروان وبقية اعضاء البيت الأموي .
ومن جملة هؤلاء الصحابة : عبد الله بن مسعود كاتب الوحي فقد تعرض للضرب المبرح من قبل عبيد عثمان لما أمرهم بذلك حتى أثر ذلك على صحته فلازم الفراش ثلاثة أيام ثم مات بعدها بسبب ما ألم به من أوجاع بدنية ونفسية ، وقد أوصى الى عمار بن ياسر أن يصلي عليه ويتولى دفنه دون علم عثمان ، وقام عمار بتنفيذ هذه الوصية ، ولما سمع عثمان بذلك غضب غضباً شديداً على عمار وأعتبرها مواجهة صريحة ضده فأرسل عليه وقال له : لِمَ لم تخبرني ؟
فقال عمار : قد أوصى بذلك .
تمــ بحمــــــد اللــه ....

المصدر : كتاب الفرقة الناجية
تأليف : سلطان الواعظين الشيرازي (طاب ثراه)
أبو ذر هو جندب بن جنادة وهو من الذين قال فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم ، قيل : يارسول الله سمهم لنا ؟ قال : علي منهم ، يقول ذلك ثلاثاً أبو ذر ، مقداد ، سلمان الفارسي .
أن هذا الرجل العظيم يحبه الله ورسوله لم ينج من بطش عثمان لعنة الله عليه وعماله فقد لاقى انواع المضايقات بسبب معاوية ومروان وبقية الخط الأموي الحاقد على المؤمنين فقد طرد الى الشام بطريقة مؤلمة ثم طُرد ونفي الى الربذة وهي منطقة صحراوية لا يسكنها أحد حتى توفي فيها وقد ذكر ذلك الشهرستاني في ملله .
فهل يمكن بعد كل هذا أن يقول : إن الخليفة اجتهد ؟ بالطبع لا يمكن ذلك لأنه قد يجتهد وينفيه الى الشام ثم يكتشف خطأ اجتهاده ، فلماذا إذن ينفيه الى منطقة الموت الحتمي ؟!!
لا يمكن وبأي وجه أن يبرر عمل عثمان وكل من تآمر ضد هذا الصحابي الجليل الذي جاء في بعض الأحاديث أنه شبيه النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) في زهده وتواضعه ، وبلا شك فإن هذه الأحاديث كانت شهيرة بين المسلمين وان عثمان قد سمعها إما من فم النبي (صل الله عليه وآله وسلم) أو من الصحابة فلماذا ينفي ويؤذي شبيه روح الله عيسى ؟!
فقد جاء عن النبي (صل الله عليه وآله وسلم) : أبو ذر في أُمتي على زهد عيسى بن مريم .
وجاء أيضاً : أبو ذر يمشي على الأرض في زهد عيسى بن مريم .
وجاء أيضاً : في أمتي أبو ذر شبيه عيسى بن مريم في زهده .
وجاء أيضاً : من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر .
وجاء أيضاً : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على رجل أصدق لهجة من أبي ذر وقد ذكر هذا الحديث من الفريقين عن أكابر الصحابة كأبن عباس
وأبي الدرداء وأبي هريرة ، ومضافاً الى فضائله فإنه رابع او خامس إنسان دخل الإسلام كما صرح أبن عبد ربه وغيره ، ومنذ ذلك الحين والى بعد وفاة النبي الكريم في حُكم الخليفة الأول والثاني ظل أبو ذر يتمتع بالاحترام والتبجيل لإيمانه القديم ومواقفه البارزة وسبقه في الإسلام وكثرة فضائله ، الى أن جاء عثمان وبدأ مسلسل الإهانة والاحتقار والضرب لهؤلاء العظماء وهو ما يدعو الى التأسف والتعجب كيف لا يحترم الخليفة عظماء أمته ؟
فبدل أن يفتخر بهم أمام الشعوب والأمم الاخرى نراه ينزل بهم أشد العذاب أليس ذلك بعجيب ؟!
ولم يقتصر الأمر على أبي ذر وإنما طالت سياسة العنف والقوة والقهر غيره أيضاً ، فقد وقع تحت نير هذه السياسة الظالمة كبار الصحابة أيضاً الذين يتمتعون بمنزلة محترمة عند الله ورسوله وعند الناس مع تقدمهم في العمر وطعنهم في السن ، فكما أن شيبة أبي ذر لم تمنع عثمان أن يطرده الى الصحراء وأن يموت فيها ولهم من العمر زهاء التسعين ، كذلك لم يمنع مقام هؤلاء الصحابة العظام من أن يمارس عثمان العنف ضدهم ، ولم تحجزه فضائلهم عن ظلمهم وقهرهم وضربهم والاعتداء عليهم بدوافع ذاتية منه وبتحريك من مروان وبقية اعضاء البيت الأموي .
ومن جملة هؤلاء الصحابة : عبد الله بن مسعود كاتب الوحي فقد تعرض للضرب المبرح من قبل عبيد عثمان لما أمرهم بذلك حتى أثر ذلك على صحته فلازم الفراش ثلاثة أيام ثم مات بعدها بسبب ما ألم به من أوجاع بدنية ونفسية ، وقد أوصى الى عمار بن ياسر أن يصلي عليه ويتولى دفنه دون علم عثمان ، وقام عمار بتنفيذ هذه الوصية ، ولما سمع عثمان بذلك غضب غضباً شديداً على عمار وأعتبرها مواجهة صريحة ضده فأرسل عليه وقال له : لِمَ لم تخبرني ؟
فقال عمار : قد أوصى بذلك .
تمــ بحمــــــد اللــه ....

المصدر : كتاب الفرقة الناجية
تأليف : سلطان الواعظين الشيرازي (طاب ثراه)
تعليق