بسم الله الرحمن الرحيم
((( اللهم صلِ على محمد وآل محمد )))
قصة أصحاب الكهف 4 /
قصة أصحاب الكهف 4 /
فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء وجناهم الليل فأووا إلى الكهف وربض الكلب على الكهف
ومد يديه عليه ، وأمر الله ملك الموت بقبض أرواحهم ، ووكل الله تعالى بكل رجل منهم
ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال ، ومن ذات الشمال إلى ذات اليمين ، قال :
وأوحى الله تعالى إلى الشمس (( فكانت تزاورهم عن كهفهم ذات اليمين إذا طلعت ،
و غربت تقرضهم ذات الشمال ) ،
فلما رجع الملك ((دقيانوس )) من عيده سأل عن الفتية فقيل له : إنهم اتخذوا إلهاً غيرك
وخرجوا هاربين منك فركب في ثمانين ألف فارس وجعلوا يقفون آثارهم حتى صعد الجبل
وشارف الكهف فنظر إليهم مضطجعين فظن أنهم نيام ، فقال لأصحابه : لو أردت أن
أعاقبهم بشيء ما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم فآتوني بالبنائين فأتي بهم فردموا عليهم
باب الكهف بالجبس والحجارة ثم قال لأصحابه: قولوا لهم يقولوا لإلههم الذي في السماء أن
كانوا صادقين يخرجهم من هذا الموضع فمكثوا ثلاثمائة وتسع سنين ، فنفخ الله فيهم الروح
وهموا من رقدتهم لما بزغت الشمس ، فقال بعضهم لبعض : لقد غفلنا عن عبادة الله تعالى
قوموا بنا إلى العين ، فإذا بالعين قد غارت
و الأشجار قد جفت فقال بعضهم لبعض : إنَّا من أمرنا هذا لفي عجب مثل هذه العين قد
غارت في ليلة واحدة ،
و مثل هذه الأشجار قد جفت في ليلة واحدة ،
فألقى الله عليهم الجوع فقالوا أيكم يذهب بورقكم هذه إلى
المدينة فليأتنا بطعام منها و لينظر أن لا يكون من الطعام الذي يعجن
بشحم الخنازير وذلك قوله تعال
{ فبعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً }
أي أحل و أجود و أطيب فقال لهم تمليخا : يا أخوتي لا يأتيكم أحد بالطعام غيري ولكن
أيها الراعي إِدفع لي ثيابك و خذ ثيابي .
فلبس ثياب الراعي ومرَّ وكان يمرُّ بمواضع لا يعرفها و طريق ينكرها
حتى أتى باب المدينة ، فإذا عليه علمٌ أخضر مكتوب
عليه : لا إله إلاّ الله عيسى روح الله ( صلى الله على نبينا و عليه و سلم )
فطفق الفتى ينظر إليه و يمسح عينيه و يقول : أراني نائم فلمّا طال عليه ذلك دخل المدينة
فمرَّ بأقوام يقرئون الإنجيل و استقبله أقوام لا يعرفهم حتى انتهى إلى السوق فإذا هو بخباز
فقال له : يا خباز ما أسم مدينتكم هذه ؟
قال : أفسوس . قال وما أسم ملككم ؟ قال : عبد الرحمن
قال تمليخا : إن كنت صادقاً فإن أمري عجيبٌ ادفع إلي بهذه الدراهم
طعاماً وكانت دراهم ذلك الزمان الأول ثقالاً كباراً فعجب الخباز من تلك الدراهم ................يتبع
تعليق