( حوار بين فتاة وشيطان )
_________________
العتبة العباسية المقدسة / قسم الشؤون الدينية
( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ )
الفتاة : وهي في سكرة الموت تقول : أنا في الرابعة والعشرين من عمري فقط لا شك إني احلم ... أكيد سيأتي الطبيب الان ... أكيد سوف يأتي ...أريد كأسا من الماء لقد جف ريقي ... لماذا لا يرد علي أحد ؟ أبي ... أمي ... لماذا لا يسمعني أحد؟
الشيطان : أنا أسمعك ولا أحد غيري يسمعك ؟
الفتاة : أنت ... أين أنت ؟ من تكون أنت ؟
الشيطان : أنا قرينك ... أنا الشيطان ... بكل روعته وجماله
الفتاة : أعوذ بالله منك ما هذا المزاح ... لابد أن هذا كابوس وسوف أصحو منه
الشيطان : أعوذ بالله ؟! ... أعوذ بالله ؟!... الان ... الان تقولين أعوذ بالله ... الان تذكرينها ؟! لماذا لم تذكرينها طول حياتك ؟ لماذا لم تذكرينها عند نزواتك ؟ الان وأنت في سكرات الموت ... الان تقولين ... أعوذ بالله يا للوقاحة
الفتاة : أموت ... نعم أموت ؟!... إنني مازلت صغيرة على الموت
الشيطان : ومنذ متى يعرف الموت صغيرا أو كبيرا ؟ إن الموت لا يعرف احد (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ) الان أرتاح منك بعد ما أنهيت مهمتي معك
الفتاة : مهمتك ما هذا الذي تقوله ... ما هي مهمتك
الشيطان : مهمتي التي بدأت منذ خلق الله عزوجل ادم يوم اقسم إبليس بأن يغوي بني ادم ومنذ ذلك الحين وانقسم الخلق الى حزبين ... حزب الله وحزب الشيطان
الفتاة : ويحك ما هذا الكلام الذي تقوله؟
الشيطان : هل هو كلام جديد عليك؟ ... اعذريني انه خطأي فقد عودتك على سماع الأغاني وكل حرام.
الفتاة : أعوذ بالله منك ... أنا من حزب الله أنا .... أنا أفضل من غيري كثيرا .
الشيطان : تقولين أنا أفضل من غيري ... أنا أفضل من غيري... ما أجملها من جملة أعلمها لامثالك ... انظري ... الذين في جهنم في الطبقة الرابعة يقولون نحن أفضل من غيرنا أهل الدرك الأسفل ... وكلهم في النار ... كلهم في ضلال ولا فرق بين ضلال بعيد وضلال قريب .
الفتاة : ولكن أنا ليس لي ذنوب أنا مسلمة... أنا مسلمة أنا ذنوبي صغيرة .
الشيطان : لا يا رفيقة العمر إن ذنوبك عظيمة ولكني كنت أصغرها في عينيك وازينها وأهونها (...فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) . وما كان لي عليك من سلطان إلا أن دعوتك فاستجبتي وأنا أزين الحرام فأنا عملي أزين الحرام لابن ادم أعمل بهذا منذ فجرالانسانية ... أمنيك... ألهيك...أخدعك...أجعلك تسوفين في كل توبة ...انك تطلبين الجنة مرة وأنا الطلب لك النار ألف مرة (...لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) .
الفتاة : وما ذنوبي يا رفيق الشوم ويا عشرة الندامة ؟
الشيطان : أولها وأكبرها أحبها ؟إلى قلبي ترك الصلاة ... أنا جعلتك تؤخرينها ... أنا جعلتك توجلينها ... ثم جعلتك تهملينها ... ثم أنا جعلتك تتركينها إلى أن مات قلبك أن العهد بين المسلم ونبيه وربه الصلاة فمن تركها فقد كفر ويا له من إنجاز عظيم بالنسبة لي !!
الفتاة : لعنة الله عليك وهل لك غير هذاعندي ؟
الشيطان : نعم يوجد غير هذا كثير .
الفتاة : أتحداك لو إن لي غيرها ... مع إنها الطامة الكبرى.
الشيطان مهلا ... مهلا... قتل الانسان ما أكفره ... سوف تموتين وأنت مسجل عليك انك زانية أكثر من مئة مرة.
الفتاة : اتحداك ... في حياتي لم اعرف رجلا أبدا.
الشيطان : صحيح الم تخرجين في يوم كذا وكذا إلى السوق وأنت متعطرة بعطرك الثمين.
الفتاة : نعم وما في ذلك؟ ولكنه مجرد عطر (...وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
الشيطان :أتريدين المزيد فوق هذا ؟ عليك فلان ... وفلان .... وفلان والقائمة طويلة .
الفناة : كذبت فأنا لا أعرف منهم أحد ... فكيف أحمل إثمهم؟ !!!
الشيطان : معقول ... معقول ... ما أشد نسيانك ؟ انسيتي يوم كذا ... ويوم كذا ... خرجتي بعباءة ضيقة ... متماياة...متبرجة... وحينها حلت عليك اللعنة في السموات والأرض وفتنتي فلان ... وفلان من عباد الله عز وجل وفتنتهم بك من نظرة إليك بل أفسدت توبة أحدهم وطبعا لك ذنوبا مثل ذنوبهم ((...وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) .ما اشد حساب الله عز وجل ... أنت نار أنا أشعلتها ... أنت سهم أنا رميته أصيب بك عباد الله .
الفتاة : لا ... أنا سأستشهد لعلي أموت على الشهادة (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ).
الشيطان : إنها أقدم كلمة اسمعها من أمثالك ... هيهات... هيهات لو كان قبل اليوم ولكنها الان أثقل من الجبال على لسانك ... أتحداك تنطقيها ان الاوان لكي نفترق ، لقد صاحبتك منذ صغرك وذهبت معك كل مكان الا القبر فاذهبي اليه وحدك وليظلم عليك وحدك.
الفتاة : لعنة الله عليك أفسدت علىي الدنيا والاخرة .
الشيطان : ألا أنهم قادمون ... ألا أنهم قادمون .
الفتاة : من...؟ من...؟ أهلي.... أهلي.
الشيطان :ويلهم هذا يوم لا ينفع فيه الاهل ... انظري جيدا إنهم الرعب بعينه إنهم ملائكة العذاب معهم حنوط من نار ما انتن ريحه ... الم يكشف عنك غطائك بعد (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) إنهم يقولون اخرجي أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى غضب وسخط من الله عزوجل (.....وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ).
أختاه جزاء صغير من قلبك فقط ... اجعليه لله ... ساعة واحدة فقط من وقتك من يومك ... للصلاة ، أختاه من يكون معك في كل وقت؟ ... ومن تلجئين إليه في كل أمرك ؟ ... من سيكون معك عند وفاتك ؟... من سيكون معك في قبرك أنت والظلام فقط؟... من يكون في المحشر معك ومن سيكون معك هناك في الصراط... هناك... فوق جهنم وهي تحتك تستعر ... ويملأ أذنيك صوتها ... وصوت من يصرخ فيها ... وهي تشتاق اليك؟.. هناك الله وحده وسوف تنادين...أي رب وما أحلاها من كلمة.. لو كنت في الدنياوقد عرفت الله عز وجل والله لتعيشين في سعادة... هل الملتزمين والملتزمات يعيشون في حزن وشقاء اساليهم ... والله اني اعرف اناسا اذا جاء الليل خرجت منهم الاهات شوقا لله ويمنون انفسهم بالنظر الى جمال وجهه يوم القيامة ...اختاه ألا تعلمين ان الله عز وجل مشتاق اليك.... الى توبتك نعم انت...
الله بجلاله وحنانه مشتاق اليك... الى متى قسوة القلب هذا مع الله لو تعلمين مدى شوق الله الى توبتك وفرحه برجوعك لتزويين اليه شوقا ((يا داود لو يعلم المدبرون عني انتظاري لهم ورفقتي لهم وشوقي الى ترك معاصيهم لماتوا شوقا الي ولتقطعت أ؟وصالهم لمحبتي يا داود هذه ارادتي بالمدبرين عني فكيف بالمقبلين علي))
وعلمي ان بينك وبينه.... توبة..... أربعة حروف.... فقط..... اربعة حروف وتدخلين دنيا لم تدخليها من قبل ...دنيا عجيبة .... ولاتملي توبي ثم توبي ثم توبي وابداي الان وصل اول فرض يمر عليك وقولي لنفسك كفى!! اليوم سأغير حياتي... اليوم سأعود الى الله
تعليق