تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الأعراف والأحكام العشائرية ... بين الحق والباطل اللهم صل على محمد وآل محمد
الكثير منا شاء الله له أن يجلس في يوم من الأيام في جلسة ( فصل عشائري ) ومن لم يجلس سمع عن هذه الجلسة وما يدور فيها وما يجري فيها ..
والأعراف العشائرية موضوع أثيرت حوله الكثير من النقاشات وتناوله الكثير بالكلام والتحليل .
والعرب بشكل عام يختلفون عن غيرهم بان مجتمعاتهم هي عبارة عن مجتمعات قبلية عشائرية ، يكون لأحكام العشيرة نفوذ وسطوة على أبناء هذه العشائر ..
ولا ننكر بأن هناك بعض العادات والتقاليد الجيدة في هذه العشائر ، ولكن هناك في المقابل الكثير من الأعراف أو ما يسمى بـ ( السواني ) غير مقبولة عند العقلاء وتتعارض وتتقاطع مع أحكام الدين الإسلامي . ولو نظرنا إلى جلسة الفصل العشائري فهي لا تنعقد إلا بعد ان يرتكب احد الأشخاص جريمة أو جناية أو تجاوز على الغير .. وحقيقة هذه الجلسة هي عبارة عن محكمة مصغرة فيها متهم وفيها من يصدر قرار الحكم ويحكم بقانون وضعي كتبه بعض شيوخ العشائر ضمن رقعة جغرافية محددة ، وفيها محامي يحاول التبرير لفعل صاحبه ، وفي هذه الجلسة وفي نهايتها يتم اصدار مجموعة من الأحكام تكون ملزمة للجميع ..
وعلى العموم إن كانت هذه الجلسة على نحو الصلح والتصالح فلا يرى فيها الشرع الكريم أي محذور ، بل بالعكس يشجع الشرع الكريم على الصلح والتصالح ونبذ الخلافات ونبذ كل ما يسيء للعلاقات الأنسانية ولعلاقات المسلمين فيما بينهم وكذلك فيما يجاورهم ويشاركهم الحياة من أديان أخرى .
ولكن المتتبع لهذه القوانين يرى فيها الكثير من الأجحاف والظلم والحكم الذي يتعارض مع أحكام شريعتنا المقدسة ..وقد ورد في القرآن الكريم وبالخصوص في سورة المائدة هذه الآيات :
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
وهذه الآيات الكريمة تحث على عدم الحكم بغير ما انزل الله تعالى وتصف من يحكم بغير ما انزل الله بهذه الأوصاف المتقدمة في الآيات الكريمة أعلاه .
نتمنى وندعو أن لا تتغلب الأحكام والقوانين العشائرية على أحكام الله تعالى لأنه فسق وفجور ، والمشكلة الكبرى هي أن من يسير في ركب هذه الأحكام وهذه الجلسات العشائرية يتصور أنه فاعل خير وأنه يحقن الدماء وأنه يحافظ على وحدة الناس وسلامتهم ، في حين ينسى بأن عليه أن يراقب هذه الأحكام ويدقق فيها ويطابقها مع ما موجود في الكتاب والسنة ومع ما يفرضه العقل .
دعائنا لكل من يريد أن يسير في ركب هذه الأحكام أن يراقب الله في كل حركاته وفي كل حكم ينطق به في هذه الجلسات ..
وفق الله جميع المؤمنين للعمل بكتاب الله وسنة نبيه المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) ، ووفق الله جميع من يجلس في هذه الجلسات أن يرى الحق حقاً فيتبعه ويرى الباطل باطل فيجتنبه ويجنب الناس تبعاته .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ..
تعليق