إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشبهة / الشيعة يعتقدون أن أئمتهم يرون أعمال العباد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشبهة / الشيعة يعتقدون أن أئمتهم يرون أعمال العباد




    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين

    تمثل الامامة الامتداد الوظيفي للنبوة وهي مستوحاة من السنة النبوية والقران الكريم ، قال الله تعالى في كتابه العزيز مخاطبا إبراهيم عليه السلام (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة

    فإبراهيم عليه السلام قد كان نبيا ومع ذلك فقد جعل الله تعالى له الامامة بعد أن استكمل شرائطها ، فليست الامامة هنا بمعنى النبوة بل هي مرتبة أعلى منها ، ومن وظائف تلك الامامة هداية البشرية للوصول بها إلى التكامل ، والهداية نوعان ، هداية بمعنى اراءة الطريق وكشفه ، وهداية تتعدى ذلك إلى الهداية الايصالية التي بها يصل الإنسان إلى المطلوب ، والهداية الايصالية مهمة عظيمة وتكليف جسيم يستلزم أن يكون الهادي في أوج مرتبة وأعلى كمال وأكمل يقين ويكون مطلعا على كل ما له دخل في القيام بهذه المهمة فتنكشف له بواطن الأشياء وحقائقها ومن بينها أفعال العباد وما يقومون به في الظاهر والباطن ولكي يستطيع من خلال ذلك الوصول إلى القلوب ويطلع على الموانع التي تمنع من الوصول إلى الكمال

    هذا وقد وردت بعض الآيات الدالة على أن الله سبحانه وتعالى ورسوله والمؤمنين يطلعون على أعمال العباد كما أن هناك روايات صحيحة تؤكد هذا المعنى ، قال تعالى ( يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) التوبة

    وقال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105) التوبة

    وقد أختلف علماء أهل السنة ومفسروهم في بيان المقصود برؤية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين في هاتين الآيتين ، وجميع القوال التي ذكروها فيها تكلف بيّن ومخالفة لظاهر اللفظ ، أما التفسير الأقرب للصحة في خصوص الآية التي أسندت الرؤية للمؤمنين مضافا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم نجد عدة أمور مهمة :

    أولا / إن الرؤية في الآية المباركة تعني الرؤية البصرية لا العلمية لأنها تعدت إلى مفعول واحد ، قال الجوهري في الصحاح ( الرؤية بالعين تتعدى إلى مفعول واحد ، وبمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين )

    ثانيا / إن الآية تحدثت عن رؤية الله والرسول صلى الله عليه واله وسلم أو المؤمنين لأعمال الناس العاملين في مقطع زمني محدد ، ثم تحدثت عن إنباء وإعلام الله تعالى لهم بحقيقة أعمالهم في مقطع زمني آخر محدد أيضا وهو غير المقطع الزمني الأول .

    ثالثا / إن الآية مطلقة لم تختص بعمل بالخصوص ولا بحالة معينة ولا تختص بالمؤمنين فقط بل كل إنسان يمكن أن يصدر عنه عمل سواء كان كافرا أم مسلما وسواء كان المسلم مؤمنا أم منافقا .

    أما الروايات التي دلت على رؤية أعمال العباد من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفئة من الناس نذكر منها :

    1- قال البزاز في البحر الزخار ( مسند البزاز ) : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُحَدِّثُونَ وَنُحَدِّثُ لَكُمْ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ [ص:309]، فَمَا رَأَيْتُ مِنَ خَيْرٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ مِنَ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ» وقال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد ( رواه البزاز ، ورجاله رجال الصحيح )

    2- جاء في مسند احمد حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنْ الْأَمْوَاتِ فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا

    3- وجاء في المستدرك للحاكم النيسابوري أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقَارِئُ، قَالَا: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ السَّكُونِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أُدَىٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مِثْلُ الذُّبَابِ تَمُورُ فِي جَوِّهَا، فَاللَّهَ اللَّهَ فِي إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "

    وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الطرق التي تشير إلى أن هناك أشخاصا مضافا إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يطّلعون على أعمال العباد

    فتكون بذلك رؤية الأئمة لأعمال العباد ولأهداف أكثر أهمية مما ذكرته الروايات أمر لا غرابة فيه

  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    احسنت اخي الفاضل بارك الله بكم نفعكم الله بها في الدنيا والاخرة
    ممكن توضيح قولكم

    ثانيا / إن الآية تحدثت عن رؤية الله والرسول صلى الله عليه واله وسلم أو المؤمنين لأعمال الناس العاملين في مقطع زمني محدد ، ثم تحدثت عن إنباء وإعلام الله تعالى لهم بحقيقة أعمالهم في مقطع زمني آخر محدد أيضا وهو غير المقطع الزمني الأول .
    احسن الله اليكم
    .................................................. ................................

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      ان الرؤية في المقطع الأول من الآية الكريمة ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )هي الرؤية البصرية الظاهرية في الدنيا والتي تكون لله والرسول والمؤمنين أما المقطع الثاني من الآية الكريمة ( وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) تكون الرؤية الحقيقية للأعمال وهو يوم البعث فيخبر الله العاملين بحقيقة أعمالهم حسنها وقبيحها فيكون المقطع الزمني الأول قبل البعث والمقطع الزمني الآخريوم البعث وما بعده

      تعليق

      يعمل...
      X