تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين
إن السنة عند الشيعة الامامية هي سنة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع والأئمة عليهم السلام هم حملة علوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما ينطقون به ليس خارجا عن سنة رسول الله ومن الروايات التي دلت على هذا المعنى ما جاء في بصائر الدرجات للصفار قال : ( حدثنا ابراهيم بن هاشم عن يحيى بن ابى عمران عن يونس عن عنبسة قال سال رجل ابا عبدالله عليه السلام عن مسألة فاجابه فيها فقال الرجل ان كان كذا وكذا ماكان القول فيها فقال له مهما اجبتك فيه لشئ فهو عن رسول الله صلى الله عليه واله لسنا نقول براينا من شى ) .
فالإمام عليه السلام إنما هو حاك ومفصل ومبيّن للسنة النبوية لا أنه مشرع مستقل ودوره هذا إكمال لمسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن محدودية أعمار الرسل والأنبياء جعلتهم في كثير من الأحيان يكتفون بذكر الكليات والقوانين العامة فلا بد حينئذ من وجود شخص له من المؤهلات التي تمكنه من تطبيق هذه القواعد وتفصيلها والإمام هو القادر الوحيد بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على معرفة الأحكام لكل وقائع الحياة المستحدثة وقد جاء في المستدرك للحاكم النيسابوري قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام ( أَنْتَ تُبَيِّنُ لِأُمَّتِي مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ بَعْدِي )
فيحكي الإمام عليه السلام في قوله وفعله الأحكام الواقعية التي جاء بها النبي صلى الله عليه واله وسلم فهو لا يخرج عن دائرة السنة النبوية فلا ضير حينئذ في عدم إسناد قول الإمام عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أنه لا ضير في إسناد قول أحد الأئمة إلى الآخر لأنهم يصدرون من منبع واحد ، وهذا المعنى مستفاد من عدة أحاديث وردت عن أهل البيت عليهم السلام فقد ورد في الكافي للكليني ( عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا أبا عبدالله عليه السلام يقول: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين عليه السلام وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وحديث رسول الله قول الله عز وجل ) .
فما يرويه أهل البيت عليهم السلام هو عن أبائهم عن جدهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعلي عليه السلام فحديثهم هو حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
تعليق