تعلو الأكف ملء العيون وأتوضأ من نورك ملاذا
حيدرعاشور
تعلو الأكف، ملء العيون وتتجرد الروح من الحياة والجسد،وتكمن في الانتظار،وهي تلقي بحجتها في ركن من أركان سمائك،وتبقى العيون متضّببات الى ضريحك ويتخلل الجسد الوجع والأنين، والنفس تصغي الى صدى الكلمات المترددات حول قبتك ،كمن يصغي لخطوات توقظك للحياة في كلمة ،في رغبة ،في الفكرة في الدعاء بكل ما يستجيب تحت قبتك التي عرفت باستجابة رغبات وأحلام المؤمنين بقضيتك الكبرى ... تمهلت خطاي وسط فضاء ضريحك وعيوني تقرأ القادمين اليك من وراء الأحقاد ممتلئة بالضغينة المبيتة، ورغم كرمك المخلد الذي عرفت به منذ طفك المؤلم، وأنت تضيف من يسعون الى قتلك وتكرم عدوك وتسقي عطش فرسه وترشف خيله ،ويعلن عليك غدره ويتآمر بقتلك ويشارك في استباحة دمك الشريف ببرود الشياطين ... تكرر الحياة غدرهم وتثبت المتواترات إن كرمك سائر مع نفس خادميك وهم يستقبلون أعداء الإيمان بعقيدتك وفكرك ،وهم يكابرون وسط ريح قبتك مطمئنين على سلامة أرواحهم لان عمر أرضك المطهرة ما خانت زائرا وان كان ثوب الخيانة ملبسه. تعلو الأكف ،ملئ العيون ويثقلني ما يرمي اليه الزمان جبلا ارتقيه إليك وفي داخلي لحظات مفزعة... سأوقظك كل يوم بصوت دعائي وأنا مخضب بوجعي المستديم حتى تبصرني،وأتقبل قسمتي ولا أتراجع حتى أورث وشم يلوح على جسدي فأتجلى بك روحا للروح وعاصمة أبدية للقلب وذاكرتي سطت على بقايا عهدك القديم معي حين كانت روحي هائمة في ضريحك تتعلم أبجدية الحزن والآم والوجع والجزع فاختمرت في جسدي صفات تحرسني من محطات الأفاعي . تعلو الأكف ملء العيون وأتوضأ من نورك ملاذا وفي محرابك مبتل بالضوء أتهجأ الفاتحة تبركا وأمانا عند أبوابك واقطف من كرمك الذي أغرقني عنقود المسّرة واغسل بدموعي أوجاع روحي ،وأبوح خلجاتي إليك سيدي بصمت عاشق، مشعلا كل هواجس الروح وأطوف حول القادمين اليك وانين حبهم يتعالى وتوسلاتهم بالله باسمك العظيم ان يخفف وطء السيوف المشرعة على رقابهم على يد (كوافر) العصر...الموت يحوم حولهم بسبب ولائهم لأمة سيد الرسل وخاتم النبيين، كريح صفراء عاتية ورائها عواصف حقد مجنونة... والمؤمنين بأنك القائد وحكومتك قادمة وسفينتك تعلن إبحارها نحو تطهير الأرض من رجس جراد الأفاعي والعقارب ،متسلحين بالإيمان ويترقبون بشغف صانعوا أمجاد المقدسات من أول النخل حتى أخر النهر وهم سائرون الى المناحر كالمصاحف المفتوحة... يتهجؤن سوره حتى أخر قطرة دم. تعلو الأكف وأنا أحصي أيامي فيطول الطريق ،لم اخذ شيئا إلا طفولتي وغالبا استدين أياما منها ،ويمضي الوقت يأكل وقتي.. لم اعد بوسعي أن افرق بين اللحظة الآتية والتي مضت ،لذا داهمتني فكرة التخلي عن الوقت...
تعليق