بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
أداب وفوائد أكل الفواكه
العنب

والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
أداب وفوائد أكل الفواكه
العنب

ثمار الجنة |
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لمّا أخرج آدم زوّده اللّه من ثمار الجنّة وعلّمه صنعة كلّ شيء، فثماركم من ثمار الجنّة، غير أنّ هذه تغيّر وتلك لا تتغيّر». وعن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: «لمّا أهبط اللّه عزّ وجلّ آدم من الجنّة أهبط معه مائةً وعشرين قضيباً، منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها، وأربعون منها ما يؤكل داخلها ويرمى خارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى بداخلها، وغرارة فيها بذر كلّ شيء، والغرارة والجوالق (أي : وعاء من الأوعية ) ». لأكل الثمار آداب مذكورة في الروايات. عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: «كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: اللهم كما رأيتنا أولها في عافية فأرنا آخرها في عافية». والظاهر أن المراد بالفاكهة الجديدة كل أقسام الفواكه، لكنه لا يشمل مثل التوت وما أشبه بقرينة التقبيل والوضع على العينين. وعن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: «إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أتي بطبق فيه رطب فوضع بين يديه وكان بعض القوم يتناوله اثنتين فيأكلهما، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): إحدى إحدى فإنّه أمر وأجدر أن لا يكون فيه غبن» ينبغي أكل الثمرة إذا أدركت. وفي الحديث: «إنّ الثّمار إذا أدركت ففيها الشّفاء» ((كلوا من ثمره إذا أثمر)) متى تأكل الفاكهة يستحب أكل الفاكهة في إقبالها لا إدبارها. قال (صلى الله عليه وآله): «عليكم بالفواكه في إقبالها فإنّه مصحّة للبدن مطردة للأحزان، وألقوها في إدبارها فإنّها داء الأبدان» سنتحدث عن العنب حيث لفت انتباهي مثل لطالما اسمعه ويكثر تردده على الألسنة خصوصاً من كبار السن وبمجرد قرب شهر أب حيث يقولوا "" ثاني عشرة من أب تقل الأعناب وتكثر الأرطاب"" سأنقل لكم في هذا الموضوع العنب في القران والسنة الشريفة العنب في القرآن الكريم ![]() يعد العنب أحد النباتات الفصيلة العنبية، وهو من أفضل الفواكه وأكثرها منافعا، ويؤكل رطبا ويابسا، وهو أحد الفواكه الثلاثة التى تسمى ملوك الفواكه وهى العنب والرطب والتين. ذكر العنب في مواضع كثيرة من آيات القرآن الكريم، وغالبا ما يأتي ذكره عقب النخيل كما جاء في قوله تعالى في سورة النحل: [يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)11 كما قال عز شأنه في سورة الرعد: وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4) قال الله سبحانه وتعالى في سورة النحل: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا غ— إِنَّ فِي ذَظ°لِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67) وقال تعالى في سورة عبس: فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31). العنب في السنة الشريفة ![]() جاء في كتاب موسوعة احاديث اهل البيت عليهم السلام للشيخ هادي النجفي ج3 عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل لما أهبط آدم (عليه السلام) أمره بالحرث والزرع وطرح إليه غرسا من غروس الجنة فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان فغرسها ليكون لعقبه وذريته فأكل هو من ثمارها فقال له إبليس لعنه الله: يا آدم ما هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الأرض وقد كنت فيها قبلك إئذن لي آكل منها شيئا فأبى آدم (عليه السلام) أن يدعه فجاء إبليس عند آخر عمر آدم (عليه السلام) وقال لحواء: إنه قد أجهدني الجوع والعطش فقالت له حواء: فما الذي تريد قال: اريد أن تذيقيني من هذه الثمار فقالت حواء: إن آدم (عليه السلام) عهد إلي أن لا أطعمك شيئا من هذا الغرس لأنه من الجنة ولا ينبغي لك أن تأكل منه شيئا فقال لها:فاعصري في كفي شيئا منه فأبت عليه فقال: ذريني أمصه ولا آكله فأخذت عنقودا من عنب فأعطته فمصه ولم يأكل منه لما كانت حواء قد أكدت عليه، فلما ذهب يعض عليه جذبته حواء من فيه فأوحى الله تبارك وتعالى إلى آدم (عليه السلام) ان العنب قد مصه عدوي وعدوك إبليس وقد حرمت عليك من عصيره الخمر ما خالطه نفس إبليس فحرمت الخمر لأن عدو الله إبليس مكر بحواء حتى مص العنب ولو أكلها لحرمت الكرمة من أولها إلى آخرها وجميع ثمرها وما يخرج منها ثم انه قال لحواء: فلو أمصصتني شيئا من هذا التمر كما أمصصتني من العنب فأعطته تمرة فمصها وكانت العنب والتمرة أشد رائحة وأزكى من المسك الأذفر وأحلى من العسل فلما مصهما عدو الله إبليس - لعنه الله - ذهبت رائحتهما وانتقصت حلاوتهما قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثم إن إبليس لعنه الله ذهب بعد وفاة آدم (عليه السلام) فبال في أصله الكرمة والنخلة فجرى الماء على عروقهما من بول عدو الله فمن يختمر العنب والتمر فحرم الله عز وجل على ذرية آدم (عليه السلام) كل مسكر لأن الماء جرى ببول عدو الله في النخلة والعنب وصار كل مختمر خمرا لأن الماء اختمر في النخلة والكرمة من رائحة بول عدو الله إبليس لعنه الله العنب ينزل للنبي والوصي - عليهما السلام – من السماء جاء في مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ذكر الراوندي في الخرائج: روت عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعث عليا - عليه السلام - يوما في حاجة له، فانصرف إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وهو في حجرتي، فلما دخل علي من باب الحجرة واستقبله رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى وسط واسع [ من ] الحجرة فعانقه، وأظلتهما غمامة سترتهما عني، ثم زالت عنهما الغمامة ، فرأيت في يد رسول الله - صلى الله عليه وآله - عنقود عنب أبيض وهو يأكل ويطعم عليا. [ فقلت: يارسول الله تأكل وتطعم عليا ] ولا تطعمني ؟ قالصلى الله عليه وآله: إن هذا من ثمار الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا. يستحب أكل العنب، خاصة للمغموم وخصوصاً الأسود. عن عليّ بن موسى الرّضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «أنّه كان يأكل العنب بالخبز». وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «العنب إدام وفاكهة وطعام وحلواء». وعن الصّادق (عليه السلام) أنّه قال: «شيئان يؤكلان باليدين جميعاً العنب والرّمّان». وعن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «خلقت النّخلة والرّمّان والعنب من فضل طينة آدم (عليه السلام) » وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: «ربيع أمّتي العنب والبطّيخ». وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: «خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب» وكان (صلى الله عليه وآله) يحبّ من الفاكهة العنب والبطّيخ». عن أبي عبدالله ( عليه السلام(قال : كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يعجبه العنب ، فكان يوما صائما ، فلما أفطر كان أول ماجاء به العنب ، أتته أم ولد له بعنقود عنب ، فوضعته بين يديه ، فجاء سائل فدفعه إليه ، فدست أم ولده إلى السائل فاشترته منه ، ثم أتت به فوضعته بين يديه ، فجاء سائل آخر فأعطاه إياه ، ففعلت اُمّ الولد مثل ذلك ، ثم أتته به فوضعته بين يديه ، فجاء سائل آخر فأعطاه ، ففعلت أم ولد مثل ذلك ، فلما كان في المرة الرابعة أكله " وقال (صلى الله عليه وآله): «شكا نوح (عليه السلام) إلى اللّه تعالى الغمّ فأوحى اللّه تعالى إليه أن يأكل العنب فإنّه يذهب الغمّ». |
وورد في قصّة نوح (عليه السلام):
«فخرج نوح ومن كان معه من السّفينة فلمّا رأى العظام قد تفرّقت من ذلك الماء هاله واشتدّ حزنه، فأوحى اللّه إليه: هذا آثار دعوتك أما إنّي آليت على نفسي ألا أعذّب خلقي بالطّوفان بعد أبداً، وأمره أن يأكل العنب الأبيض فأكله فأذهب اللّه عنه الحزن».
دخل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على امرأته العامرية وعندها نسوة من أهلها ،
فقال عليه السلام :
هل زودتموهن بعد ؟
قالت : والله ما أطعمتهن شيئاً ، فأخرج درهما من حجزته ،
وقال عليه السلام: اشتروا بهذا عنبا ، فجيء به ،
فقال عليه السلام : أطعمن ، فكأنهن استحيين منه ،
فأخذ عنقودا بيده ، ثم تنحى وحده ، فأكله .

وسنتعرف في الحلقة الثانية على تركيبة العنب وفوائده صحياً
والحمدلله ربِّ العالمين
وصلى على محمد وآله الطاهرين