بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم اخوتي الكرام ورحمة الله وبركاته
من المعروف لدينا نحن الشيعة اننا عندما نقف على قبور شهداء الطف الكرام فاننا نخاطبهم بالزيارة المعروفة لدينا ،والتي من جملة مقاطعها المشهورة (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما).والواقع ان هذا الخطاب لم يأت من فراغ أو بدون مقدمات ،خصوصا انه ورد على لسان المعصوم (عليه السلام).والحقيقة ان هذا الخطاب المهم له عدة اسباب من اهمها انهم (رضوان الله تعالى عليهم) كانوا قد أدوا ما عليهم من الواجب الشرعي والاخلاقي تجاه إمامهم وسيدهم ومرجعهم وفي الوقت المحدد والمناسب تماما بحيث لو يتقدموا عليه ولم يتاخروا عنه ،كما حدث مع التوابين الذين ضحوا بكل ما لديهم وعن اخلاص تام وبذل كل ما في الوسع، إلا انهم تأخروا عن إتخاذ ذلك الموقف في الوقت الذي كان بإمكانهم أن يكونوا مع الامام في كربلاء وربما تغيير خارطة الاحداث ومسيرة التاريخ ، إلا أن ترددهم لبرهة من الزمن جعلهم يتخلفون عن إخوانهم منازل كثيرة.وهذا يذكرنا بما جرى في معركو مؤتة الشهيرة وما جرى على قادتها الثلاثة (جعفر ابن ابي طالب وزيد ابن حارثة وعبد الله وابن رواحة)
وروى البيهقي عن ابن عقبة، قال: «قدم يعلى بن أمية على رسول الله «صلى الله عليه وآله» بخبر أهل مؤتة، فقال رسول الله«صلى الله عليه وآله»: إن شئت أخبرني، وإن شئت أخبرك بخبرهم.
قال: بل أخبرني يا رسول الله، فأخبره رسول الله «صلى الله عليه وآله» خبرهم كله.
فقال: والذي بعثك بالحق، ما تركت من حديثهم حرفاً واحداً لم تذكره، وإن أمرهم لكما ذكرت.
فقال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «إن الله عز وجل رفع لي الأرض حتى رأيت معتركهم، ورأيتهم في المنام على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازوراراً [1]عن سريريْ صاحبيه، فقلت: عم هذا؟.
فقيل لي: مضيا، وتردد بعض التردد، ثم مضى»[2]
فبسبب تردد ابن رواحة قليلا كان ان اصبح منزله وسريره منحرفا عن منازل اخويه ومتخلفا عنهم ،وإن كان الجميع الى خير
هذا ودمتم سالمين..
تعليق