تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة والسلام على نبينا ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين
حديث النفس لا مؤخذة عليه
حديث النفس مجرد الخواطر وما يتولد عنه بلا اختيار كالميل لا مؤخذة عليه
ولا يكتب لهما معصية لعدم دخولهما تحت الاختيار فالمؤاخذة عليها ظلم ، والنهى لهما تكليف بما لا يطاق والاعتقاد وحكم القلب بانه ينبغي ان يفعل هذافيؤخذ به لكونه اختيارياً وكذا الهم بالفعل والعزم عليه الا انه ان يفعل مع الهم خوفاً من الله وندم عنه كتب له حسنه وان لم يفعل لمانع منعه لا لخوف الله سبحانه كتب عليه سيئه والدليل على هذا التفصيل وروى ان رجلاً اتى ر سول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله نافقت فقال والله مانافقت ولو نافقت ما اتيتني تعلمني ، ما الذي رابك ؟ اظن ان العدو الحاضر اتاك ، فقال من خلقك ؟ فقلت الله تعالى خلقني فقال لك من خلق الله ؟ فقال اي والذي بعثك بالحق لكان كذا ، فقال ان الشيطان اتاكم من قبل الاعمال فلم يقو عليكم ، فاتاكم من هذا الوجه لكي يستزلكم ، فاذا كان كذلك فليذكر احدكم الله وحده ) وما روى عن امير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى (وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله ) ان هذه الاية عرضت على الانبياء والامم السابقة فابوا ان يقبلوها من ثقلها ، وقبلها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعرضها على امته فقبلوها فلما راى الله عز وجل منهم القبول على انهم لا يطيقونها ، قال اما اذا قبلت الاية بتشديدها وعظم مافيها وقد عرضتها على الامم السابقه فابوا ان يقبلوها وقبلتها امتك ،فحق علي ان ارفعها عن امتك ، وقال عز من قائل ( لايكلف الله نفساً الا وسعها )وما روى عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال ((وضع عن امتي تسع خصال الخطا ، والنسيان ، وما لا يعلمونه ، وما لا يطيقونه ،وما اضطروا عليه ، وما استكرهوا عليه ، والطيرة والوسوسة في التفكير في الخلق ، والحسد مالم يظهر بلسانه او يده )) وما روى انه سئل الصادق عليه السلام عن رجل يجيء منه الشيء على حد الغضب يؤاخذه الله تعالى ؟ فقال عليه السلام ( ان الله تعالى اكرم من ان يستغلق على عبده )) والمراد من الغضب فيه ، الغضب الذي سلب الاختيار وبالجملة القطع حاصل بعدم المؤاخذة والمعصية على مالا يدخل تحت الاختيار من الخواطر والميل وهيجان اذ النهى عنها مع عدم كونها اختياريه تكلف بمالا يطاق وان لم ينفك عن احدث خباثة في النفس واما على ان يكتب سيئه على الاعتقاد والهم بالفعل والتصميم عليهوالاختيار للقلب وقد ثبت في الشريعة ترتب الثواب والعقاب على فعل القلب اذا كان اختياريا قال الله تعالى (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عليه مسؤولاً)
تعليق