إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( من سبل أُنس الإنســــــــــــــان *** الصـديـــــق *** )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( من سبل أُنس الإنســــــــــــــان *** الصـديـــــق *** )



    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله ربِّ العالمين
    وصلى الله على حبيب آله العالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الغر الميامين




    إن الإنسان بطبعه، يحتاج إلى من يأنس به، فكل إنسان على وجه الأرض، لا يمكنه أن يعيش من دون أنس، سواء كان هذا الأنس بالحق أو بالباطل!.. ولو تُرك الإنسان في مكان لوحده، من الممكن أن يصاب بعد فترة بلوثة في عقله.. وبما أن الإنسان دائماً يبحث عن أنيس؛ فإن الشريعة جاءت لتحدد لنا معالم الأنس وتنقسم الى نوعان :

    أولاً
    -
    الأنس الدنيوي.. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (الأنس في ثلاث: في الزوجة الموافقة، والولد البار، والصديق المصافي)..

    والقصد بالصديق المصافي: أي الذي يكنّ لك الصفاء، لا الصديق المخادع!.. بعض الأصدقاء يريدك لنفسه، لا يريدك لنفسك، ولهذا بعض الصداقات الحميمة تنقطع، عند استغناء أحدهما عن الآخر!



    ثانياً: الأنس المعنوي.. إن الأئمة (عليهم السلام) يفتحون بابا رابعاً للأنس، فعن الإمام العسكري (عليه السلام): (من آنس بالله؛ استوحش من الناس).


    فإذن الحديث الذي ذكرناه عن الصديق هوأحد مصادر أُنس الإنسان وهو محور حديثنا :


    فلقد اهتمّ الإسلام اهتماماً كبيراً بتركيز العلاقات الإنسانية على أساس ثابت يخدم عقل الإنسان وقلبه وحياته، لأنّ علاقة الإنسان بالإنسان تترك تأثيرها على الكثير من جوانب حياته الداخلية والخارجية، باعتبار أن طبيعة العلاقة تخلق جواً من الإلفة والمحبّة والحميمية، بما يجعل الإنسان ينجذب إلى الآخر انجذاباً عقلياً وشعورياً. ولهذا فقد تحدّث الإسلام في الكتاب والسنّة عن مسألة الصداقة فيما يحتاجه الإنسان إلى هذه العلاقة، باعتبار أن الصداقة تمثّل حالة من التعاون بين الإنسان وأخيه الإنسان، بحيث يكون موضع سرّه وأمانته وأنسه، لأنّ الإنسان لا يطيق الوحدة، بل يحبّ أن يعيش مع الآخر لأنّه اجتماعيّ الطبع.
    وربما كانت علاقة القرابة لا تملأ كلّ ذات الإنسان، فقد يحتاج إلى من يكون قريباً له في العقل وفي الروح ممّن يمكن أن تكون قرابته أكثر من قرابة النسب، لأنّ قرابة النسب تمثّل هذا التواصل في الآباء والأجداد، وربّما لا يحمل التواصل بين هؤلاء في داخله تواصل العقل بالعقل والقلب بالقلب والروح بالروح، ففي الحديث عن الإمام علي(ع): "ربّ أخٍ لم تلده أمك".



    وجاء ذكر الصديق في القران الكريم

    فلخطورة تأثير الصديق على الصديق، أراد الله من الإنسان أن يعرف كيف يختار صديقه، وقد تحدّث الله سبحانه وتعالى عن الصداقة بشكلها الإيجابي، كما تحدّث عنها بشكلها السلبي في كتابه المجيد.

    فالصديق الإيجابي الذي حث عليه القران الكريم الذي تكون عندة
    1- تقوى القلب والفكر



    2- تكون صداقته لله وفي الله

    3- أن يكون عاقلاً ، لبيباً


    4- أن يمتلك عناصر الأخوة والإيمان النصيحة والمساعدة له والوقوف مع صديقة بالسراء والضراء.

    5- أن يكون العارف بأمور الدين من حلاله وحرامه


    6- أن يكون الصديق وفياً ، فربما تجد من حولك الكثير من الأصدقاء لكنك لا تجد منهم واحداً يفي لك بحقوق الصداقة ، ويؤدي لك ما هو معتبر فيها.

    7- أن تتوفر صفة التجاوب العاطفي وتبادل المحبة بين الصديقين ، لأن ذلك أثبت للمودة وأوثـق لعرى الإخاء ، فإن تلاشت في أحدهما نوازع الحب والخلة ، ضعفت علاقة الصداقة

    8 - أن يكون متحلياً بالإيمان ، والصلاح ، وحسن الخلق ، فإن لم يتصف بذلك كان تافهاً منحرفاً





    فإن هذه العناصر هي عناصر الايمان وهذه الصداقة ستبقى معك وتستمر في الدنيا والأخرة لأنها أرتكزت على قاعدة إيمانية حيث جاء ذكرها في قوله تعالى



    {الأخلاّء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف:67]. فالمتقون هم الذين تبقى صداقتهم وخلّتهم خالدة لأنها انطلقت من الموقع الثابت، فلا زوال لها بالموت، بل تمتدّ لتكون حياة المحبة في الدار الآخرة كما كانت حياة المحبة في دار الدنيا.



    وأنهم سوف يلتقون ويتقابلون هناك في الجنة وهذا مبين في قوله تعالى
    {ونزَعْنا ما في صدورهم من غلّ} فقد جاءوا إلى الآخرة وليس في قلوبهم أيّ حقد، بل كانت المحبّة تغمر قلوبهم، لأنّ محبة الإنسان لله تجعله يحبّ الناس الذين يلتقي بهم ليتعاون معهم، ويحبّ الناس الذين يختلف معهم ليهديهم، ولذلك فأن تكون مؤمناً يعني أن تغمر المحبّة قلبك، فلا مكان للحقد فيه.
    وقال تعالى
    {إخواناً على سررٍ متقابلين} [الحجر:47]. متحابّين، متحادثين، يعيشون سعادة الإيمان ورضوان الله أكبر {ورضوانٌ من الله} [آل عمران:15]



    وحتى أهل النار أجارنا الله وإياكم ينادون أصدقاءهم وهذا خير دليل يبين قيمة الصديق في الأخرة وهذا في قوله تعالى :
    · {فما لنا من شافعين* ولا صديق حميم} [الشعراء:100ـ101]. ويتحدث الإمام الصادق(ع) عن هذه الآية فيقول: "لقد عظمت منـزلة الصديق حتى أنّ اهل النار يستغيثون به ويدعون به في النار قبل القريب الحميم، قال الله مخبراً عنهم: {فما لنا من شافعين* ولا صديق حميم}" ومعنى ذلك أنّ الصديق الحميم هو الذي يفي لك، وهو الذي يعينك، حتى أن أهل النار يتلفّتون يميناً ويساراً ويتطلّعون إلى من كانوا يصادقون من أمثالهم فلا يرون أحداً فيتساءلون: أين هو الصديق الحميم؟



    أما الصديق الذي بينه القران الكريم وعرفه بالصديق السلبي

    وهم الذين لايعرفون التقوى

    ولايعرفون ولايهتمون بالحلال والحرام
    الزائغة أعينهم
    أنفسهم متعبة للشهوات وتتبع عيوب وعثرات الأخرين
    السائعين وراء المنكر التاركين للمعروف وأهله



    هؤلاء الذين يعيش الإنسان في الآخرة في حسرة من صداقته لهم، فسبحانه وتعالى يقول: {ويوم يعضّ الظالم ـ والمراد بالظالم الذي ظلم نفسه بالكفر أو بالضلال والمعصية ـ على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرسول سبيلاً ـ يا ليتني عشت في خط الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وكان لي طريق إليه وإلى رسالته فيما تمثّله من الهداية إلى الله ـ يا ويلتي ـ فينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور ـ ليتني لم أتّخذ فلاناً خليلاً ـ أي ليتني لم أتّخذ فلاناً صديقاً. وتسأله: ماذا فعل بك فلان؟ فيجيبك ـ لقد أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني ـ فلقد جاء ذكر الله على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان عقلي وقلبي منفتحين عليه، وكان قلبي منفتحاً عليه، وجاء هذا الرجل فكان حاجزاً بين عقلي وقلبي وذكر الله، فانحرف بعقلي وقلبي عن مسارهما. ثم عندما واجهت الموقف المصيري خذلني وكان الشيطان للإنسان خذولا









    ومن وصايا أمير المؤمنين علي إبن طالب لولده الإمام الحسن عليهم السلام أخترت الأربع الأولى في التوضيح الخاصة بموضوعنا لصداقة


    يَابُنَيَّ اِحْفَظْ عَنِّي أَرْبَعًا وَأَرْبَعًا لاَ يَضُرُّكَ مَـاعَمِلْتَ مَعَهُنَ

    أَغْـنىَ الغِنىَ العَقْلُ وَأَكْبَرُ الفَقْـرِ الحُمْقُ وَأَوْحَشُ الوَحْشَةِ العُجْبُ وَأَكْبَـرُ الحَسَبِ حُسْنُ الخُلُـقِ.
    يَابُنَيَّ؛



    إِيَّـاكَ وَمُصَادَقَةَ الأَحْمَقِ فَإِنَّهُ يُرِيْـدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرُّكَ
    ( أي : إيّاك ومصادقة الأحمق أي عليك أن تبتعد عن مصاحبة الغبي الأحمق لأن هذه المصاحبة تؤدي إلى ضررك في حياتك لأن الأحمق يريد أن يأتيك بالمنافع لكنه بحماقته وجهالته لايأتيك بالمنافع بل يأتيك بالمضرّات والمشقّات).



    إِيَّـاكَ وَمُصَادَقَةَ البَخِيْلِ فَإِنَّهُ يُبْعِدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَـاتَكُوْنُ إِلَيْهِ ؛
    ( أي: إيّاك ومصادقة البخيل أي عليك أن تترك مصاحبة البخيل وهو الذي لا يريد أن يساعدك بمال أو فكر أو شيء آخر لأنك إذا صاحبته فلا يفيدك شيئا بل يبعد عنك كل ما تحتاج إليه فلا تستطيع الوصول إلى مقاصدك).



    وَإِيَّـاكَ وَمُصَادَقَةَ الفَـاجِرِ فَإِنَّهُ يَبِيْعُكَ بَالتَّـافِهِ ؛
    ( أي : إياك ومصادقة الفاجر أي عليك أن تبتعد عن الفاجر وهو الذي يتعود بارتكاب الجرائم كثيرا, لأنك إذا صاحبته أو عاشرته فأنت ستقع معه في سوء عواقب أعماله فتسقط من مرتبتك إلى هوة الدناءة ).




    وَإِيَّـاكَ وَمُصَادَقَةَ الكَذَّابِ فَإِنَّهُ كاَلسَّرَّابِ يُقْرِبُ عَلَيْكَ البَعِيْدَ وَيُبْعِدُ عَلَيْكَ القَـرِيْبَ ؛
    .(أي : وإياك ومصادقة الكذاب أي إذا أردت أن تبلغ آمالك فعليك أن تجتنب في حياتك عن مصاحبة الكذاب وألاّ تصدق كلامه ألا تعتمد على وعده, فإنه يحب أن يعدك كثيرا فيخالفه ويتكلّم كلاما يخالف الواقع. وإذا صدقته واعتمدت عليه وقعت في ضرر لأنه يظهر لك أنه يريد أن يساعدك للوصول إلى آمالك ولكن الواقع أنه يمنعك عن الوصول إلى رجائك القريب).








    أما أختبار الصديق والمحافظة عليه فسنتعرف عليه في القسم الثاني



    والحمد لله ربِّ العالمين
    وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف






    التعديل الأخير تم بواسطة الموالية للزهراء عليها السلام ; الساعة 20-08-2014, 09:10 PM. سبب آخر:















يعمل...
X