بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين
إن الروايتين في بحار الأنوار (علي بن إسماعيل بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن رفاعة بن موسى، عن أبي عبدالله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله كان يملي على علي عليه السلام صحيفة، فلما بلغ نصفها وضع رسول الله صلى الله عليه واله رأسه في حجر علي، ثم كتب علي عليه السلام حتى امتلات لصحيفة، فلما رفع رسول الله صلى الله عليه واله رأسه قال: من أملى عليك ياعلي؟ فقال: أنت يارسول الله، قال: بل أملى عليك جبرئيل )
( محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام ودعا بدفتر فأملى عليه رسول الله صلى الله عليهما بطنه واغمي عليه، فأملى عليه جبرئيل ظهره فانتبه رسول الله صلى الله عليه واله فقال: من أملى عليك هذا ياعلي؟ فقال: أنت يارسول الله، فقال: أنا أمليت عليك بطنه وجبرئيل أملى عليك ظهره وكان قرآنا يملي عليه )
والتي أستدل بهما صاحب الشبهة (القفاري) على أن جبرائيل يملي وحيا على علي عليه السلام تدل على أن هذا الإملاء من قبل جبرائيل إنما كان إملاء لوحي قد أنزل على النبي وأراد صلى الله عليه وآله وسلم أن يمليه على علي عليه السلام ليكتبه في صحف خاصة ، وهناك عدد من الشواهد التي تؤيد هذا المعنى الظاهر والمفهوم من الروايتين :
1- قال أبن منظور في لسان العرب يُقَالُ: أَمْلَلْتُ الكتابَ وأَمْلَيْتُهُ إِذا أَلقيته عَلَى الْكَاتِبِ لِيَكْتُبَهُ
وقال الجوهري في الصحاح : ( وأمْلَيْتُ الكتاب أُمْلي، وأَمْلَلْتُهُ أُمِلُّهُ، لغتان جيِّدتان جاء بهما القرآن واسْتَمْلَيْتُهُ الكتاب: سألته أن يمليه على )
فيكون الإملاء في اللغة هو إلقاء الشيء ليكتب في كتاب أو صحيفة
2- جاء في بحار الأنوار للعلامة ألمجلسي ( عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يملي على علي عليه السلام صحيفة فلما بلغ نصفها وضع رسول الله رأسه في حجر علي عليه السلام ثم كتب علي عليه السلام حتى امتلات الصحيفة، فلما رفع رسول الله رأسه قال: من أملى عليك يا علي ؟ فقال: أنت يا رسول الله، قال: بل أملى عليك جبرئيل )
فتكون مسألة الإملاء وحي كان قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسبقا ولم يكن وحيا خاصا لعلي عليه السلام
3- إن أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام بالإملاء يؤكد أن الوحي قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أمره بكتابته ( فعن ابن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ودعا بدفتر، فأملى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله بطنه واغمي عليه، فأملى عليه جبرئيل ظهره، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: من أملى عليك هذا يا علي ؟ فقال: أنت يارسول الله، فقال: أنا أمليت عليك بطنه وجبرئيل أملى عليك ظهره..)
4- علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحدود ما أملاه هو وحدود ما أملاه جبرائيل عليه السلام يؤكد أن الوحي قد نزل عليه ، إذ بعد ما أفاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (أمليت عليك بطن الكتاب وجبرائيل أملى عليك ظهره )
5- إن الروايتين قد نقلهما العلامة المجلسي عن الشيخ المفيد في كتابه الاختصاص هما روايتان مرسلتان لوجود القطع في سند المفيد .
تعليق