بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين
السلام عليك ياسيدي ويا مولاي يا ابا عبد الله ياجعفر بن محمد الصادق ،
هو سادس الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ولد في النصف من ربيع الأول وقيل غير ذلك سنة ثلاث وثمانين
للهجرة ،
عاش مع جده السجاد عليه السلام سنوات وعايش فجيعة اهل البيت عليهم السلام بعمه زيد الشهد عليه السلام
واقام مع ابيه الباقر عليه السلام تسعة عشر عاماً ، وبعد ابيه قام بأعباء الامامة اربع وثلاثون عاماً ، وكان الشاهد على انتقال الحكم من بني امية الى بني العباس ، عهد ( السفاح ) .
حيث أصاب القحط العالم جراء ظلم بني امية واشد البلاء واشد التذمر واندلعت الثورات في كل مكان .
كان للعلويين الحظ الأوفر من القتل والتعذيب الى ان انهارت الدولة الاموية سنة 132 . واستلم بذلك السفاح
من بني العباس وانما سمي كذلك لكثرة ما قتل من بني امية .
وإمام هذه المحن كان يوصي اصحابة ان يكونوا دعاة لهم صامتين وعندما سألوه كيف ؟
قال عليه السلام : "أوصيكم بتقوى اللَّه والعمل بطاعته واجتناب معاصيه، وأداء الأمانة لمن ائتمنكم وحسن الصحابة لمن صحبتموه، وأن تكونوا دعاة لنا صامتيين، فقالوا يا ابن رسول اللَّه وكيف ندعو إليكم ونحن صموت؟ قال: تعملون بما أمرناكم به من العمل بطاعة اللَّه، وتتناهون عن معاصي اللَّه وتعاملون الناس بالصدق والعدل، وتؤدون الأمانة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولا يطّلع الناس منكم إلا على خير، فإذا رأوا ما أنتم عليه عملوا أفضل ما عندنا...".[1]
وبقي مستمرا في سياسة ابيه الباقر عليه السلام في المثابرة على رعاية امور الحلقات الدراسية في مسجد الرسول صلى الله عليه واله في المدينة المنورة ،
حيث تخرج على يديه الكثير من الفقهاء والعلماء وأئمة المذاهب ، كأبي حنيفة ومالك وغيرهما .
وساعده على ذلك اهتمام بني العباس بشؤونهم السلطوية بادئ الأمر حتى ثار عليهم بني هاشم لعدم تسليمهم الأمر لأهله
وهم الأئمة من اهل البيت ، خاصة وقد ثارة الثورة ضد بني امية بإسمهم وتحت شعارهم ،
حيث رفعوا بني العباس راية – يا لثارات الحسين -
ولذلك نرى حكامهم يغتاظون من تعاظم دور الامام الصادق عليه السلام واتساع تأثيره على الناس وسعة علمة .
فاستطاع الامام عليه السلام ان يؤسس لفقه اهل البيت حتى انتسب اليه ، ووجهت بتوجيه من السلطات حالات نادت بالغلو
بحق الأئمة لأبعاد الناس عنهم ، وقد حاربهم الإمام عليه السلام كما قال لأبي بصير في حديث معه ، (( يا أبا محمد ابرأ ممن يرى أننا أرباب وأنبياء ومن قال فعليه لعنة الله ))
وكان يكسب لحياته من تجارة له ،
كان دائم التوجيه لشيعته يأمرهم بالتواضع والتقوى حتى قالت الناس (( رحم الله جعفر لقد ادب شيعته فأحسن تأديبهم ))
كان مدرسة بحق من خلال ما نشره من علوم بكافة المجالات من فقه وتفسير واخلاق وغير ذلك من علوم الطبيعة ونحوها .
قضى كل حياته لدحظ البدع وارساء قواعد العلم والتاريخ حتى وافاه الأجل على يد طاغي عصره المنصور.
لم يكن المنصور يتحمّل وجود الإمام الصادق(عليه السلام) وكان يخطّط للقضاء عليه، وأخيراً دسّ إليه السم.
واستشهد الإمام في 25 شوّال سنة 148 هجرية.
حيث دُفن جثمانه الطاهر في مقبرة البقيع.
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً .....
[1] - مستدرك الوسائل، ج1، ص116.
تعليق