جبلت بطين كربلاء ..فأصبحت الغرض العظيم
حيدر عاشور
لهذا كنا دائما نجبل بطين كربلاء ،منذ أن أعطينها وعدٍ من الأعماق المريدة لكل موالا ينصرك ... لا يفتأ يتردد ويهيب بقسم الولاء مع الجزع ، أن السير معك وعلى نهجك وفكرك وعقيدتك هو الغرض العظيم ... كنا ننطلق في شتى الرغبات ،والغرض العظيم يرافق الضمير في نماذج حيرى ... في الارض تارة وأخرى في السماء، خارجا عنا مرة ،وكامنا فينا مرات لا تحصى.
كان الغرض العظيم يدفع خطانا ،ويثير فينا قوى داخلية وصبر كبير، ويثبت قلوبنا على الاستشراف بكراماتك التي حيرة أعدائك ،منذ أن رفعوا راسك الشريف على القنا ...وسرنا مع القدر، ومع ذكرى فجيعتك... وذكرك الثائر فينا ،حد الوجع .
زاملنا اليأس ورافقنا الرجاء وذقنا مرارة أعداء اسمك ،وعشنا على السفوح ،وتذوقنا الفجائع ألوان وأنواع ،وابتعدنا عن أرضك مرغمين ،وعدنا إليها حفاة وعانقنا ضريحك من جديد وارتفع البكاء والنحيب ،وارتفعت رايتك تخفق عالية ليس بكربلاء بل في كل العالم معلنة الغرض العظيم ،وتضرم رغبة عشقنا الأبدية .
أعظم ما في عشقك إنهم حولوا كل ظفر عظيم يتاح لهم تحقيقه ،وأصبحت مواكبهم وشعيرتهم تملئ الأرض وتَترَى فيهم الأنبياء والصديقين ...ومنهم العلماء الذين اخرجوا حبك المكبود في الصدور العاشقين وأسَر إليهم الكون بقوانينه .
وبدأنا ندرك بيقين الغرض العظيم الذي من اجله قدمت قرابين الدم ،وجعلت ، من كل محبيك ميراث لهذه القرابين يقدمونها بكل افتخار على اسمك على نهجك ...اسمك،ونهجك اللذان يرعبان الآن الكثيرين من ورثة قتلتك ...لذا أصبح قرابين دمك نقطة انطلاق التي تسوقها وتسير بها كل مواليك العاشقين الى لقاءك ...
ومن أجلك نوّلي وجوهنا شطر ضريحك المقدس ..لأنك الغرض العظيم وسنتجلى بقربك ولن نترك جوارك ولا مكانك لأي وصف مهما يكن شامخا ..لأنك سيدي عظيم وعظمتك من عظمة الله والرسول ...فأنت اقرب إليهم ،وهم أرحب آمادا وأفسح أبعادا، والتجلي بكماله .
اليقين ..اليقين أنت الغرض العظيم ...ومصباح الحقيقة لكل من يضع إصبعه فيه يضيء له طريقه ...وأنت يا سيدي منذ كنت ،ولا تزال القوة الواعية الناهضة ..يجتمع المؤمنين تحت رواق حرمك وينهلون من عطاء فكرك الذي يتجدد مع الزمان ..فاختاروك امة في مدينة اخضرت بدماء الشهداء حتى أينعت عالما واحدا يسير باتجاه الغرض العظيم
تعليق