بسم الله الرحمن الرحيـــم
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
بقلم : المحقق
مقدّمة البحث :-
لقد وضع النبي محمد صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومون من اهل بيته عليهم السلام الأسس والقواعد العامة لمعرفة صحة ماورد عنهم ، فيميزوا الصحيح من السقيم ، وذلك له الأهمية البارزة الكبيرة ، وذلك لما له من المدخلية في أحاكم الفقه والشريعة فضلا عن العقيدة الإسلامية ، ولذا فإن اهل البيت عليهم السلام رسموا خارطة التقييم ومعرفة صحة الصدور للأحاديث والروايات ، وذلك من خلال وضع محاور عامة ضمن إطار من العلم والمعرفة.
مدار البحث : كيف يقيّم فقهاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام الأحاديث والروايات ؟
صلب البحث :-
إن وجود قواعد عامة تمكن المسلم من معرفة صحة صدور الحديث لها المدخلية الهامة في أن يكون الفرد على بصيرة من أمره ، لاسيما وهناك كثرة من الإفتراءات على النبي صلى الله عليه وآله ، فالكثير من المغرضين يتفوهون بكلمات أحاديث مزيفة موضوعة مجعولة وينسبونها للنبي صلى الله عليه وآله رغم تعارضها الواضح مع العقل ومع القرآن الكريم.
ولمعرفة المعايير العامة للأخذ بما صدر عن اهل البيت عليهم السلام - ايها القارىء الكريم- نذكر في هذا البحث مجموعة من آراء العلماء وآراء ذوي الإختصاص :
فقد ذكر الكليني (1) :
- عن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (ص) : يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.
- محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ما جاء كم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاء كم يخالف كتاب الله فلم أقله.(1).
وذكر المجلسي (2):-
- عن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (ص) : يقول : كل شئ مردود إلى كتاب الله والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.
- عن أبي عبد الله (ص) قال : ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل.
39 - سن : أبو أيوب ، عن إبن أبي عمير ، عن الهشامين جميعاًًً وغيرهما قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس : ما جاءكم عني فوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف القرآن فلم أقله.
كما ذكر المجلسي (3) :-
51 - شى : عن سدير قال : قال أبو جعفر وأبو عبد الله (ع) : لا تصدق علينا إلاّّ بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه (ص).
- عن أبي عبد الله (ص) قال : قال رسول الله (ص) في خطبة بمنى أو مكة : يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته ، وما جاءكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله.
- عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله (ص) : يا محمد ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به ، وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به.
- عن سدير قال : قال أبو جعفر وأبو عبد الله (ع) : لا تصدق علينا إلاّّ بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه (ص).
- عن الحسن بن الجهم ، عن العبد الصالح (ص) قال : إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم يشبههما فهو باطل.
وذكر الشيخ الصدوق (4) :-
- ومنها : قول الإمام الرضا (ع) : فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فإعرضوهما على كتاب الله فما كان في كتاب الله موجوداً حلالاًً أو حراماًً فأتبعوا ما وافق الكتاب ، وما لم يكن في الكتاب فإعرضوه على سنن النبي (ص).
وذكر السيد الخوئي
(5):-
- عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمني ، فقال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فإنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله ، الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 69 ) ، صحيحة.
- عن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (ص) : يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 69 ) ، صحيحة.
وذكر الوحيد البهبهاني
(6) :-
- أيضاًً ما قاله في خطبته بمنى ، حيث قال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله ، فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله ، فلم أقله والخطبة مشهورة معروفة عند الكل ؟ !.
وذكر الحر العاملي
(7):-
- ( 33347 ) 14 - وعن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (ص) : يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.
- ( 33348 ) 15 - وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن إبن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ! ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.
وذكر أحمد البرقي(8):-
130 - عنه ، عن أبي أيوب المدايني ، عن إبن أبي عمير ، عن الهشامين جميعاًًً وغيرهما قال : خطب النبي (ص) ، فقال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف القرآن فلم أقله.
وذكر الميرزا النوري (9) :-
- [ 21414 ] 3 - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره : ، عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (ص) ، قال : قال رسول الله (ص) ، في خطبة بمنى أو بمكة : يا أيها الناس ، ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته ، وما جاءكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله.
- [ 21415 ] 4 - وعن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي (ع) أنه قال : في حديث : فما وافق كتاب الله فخذوا به ، وما خالف كتاب الله فدعوه.
- [ 21416 ] 5 - وعن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله (ص) : يا محمد ، ما جاءك في رواية - من بر أو فاجر - يوافق القرآن فخذ به ، وما جاءك في رواية - من بر أو فاجر - يخالف القرآن فلا تأخذ به.
- [ 21417 ] 6 - وعن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (ص) ، يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق القرآن فهو زخرف.
- [ 21418 ] 7 - وعن كليب الأسدي قال : أسمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقة كتاب الله فهو زخرف.
وذكر والد البهائي العاملي (10):-
- عن أبي عبد الله (ص) قال : قال رسول الله (ص) : أن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نوراًً ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه.
- عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.
- عن أيوب بن الحر قال : أسمعت أبا عبد الله (ع) يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.
وذكر السيد المرتضى العسكري (11): -
- ما رواه الإمام أبو عبد الله الصادق ، عن جده الرسول ، قال : خطب النبي بمنى ، فقال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.
كما ذكر السيد محمد باقر الحكيم (12) :-
- عن أبي عبد الله ، قال : قال رسول الله (ص) : إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نوراًً ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه.
- عن أبي عبد الله ( الصادق ) (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى ، فقال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.
- عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد الله ( الصادق ) (ص) قال : الوقوف عند الشبهة خير من اقتحام الهلكة ، إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نوراًً ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه.
وكذلك فقد ذكر الشيخ علي الكوراني (13) :-
- عن أبي عبد الله (ص) قال : قال رسول الله (ص) : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نوراًً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه.
- عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ما جاء كم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاء كم يخالف كتاب الله فلم أقله.
واما الفيض القاساني فقد ذكر (14):-
- وفي الصحيح عنه (ع) قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.
- عن جابر ، عن أبي جعفر (ع) قال : إنظروا أمرنا وماجاءكم عنا ، فإن وجدتموه للقرآن موافقاًً فخذوا به وإن لم تجدوه موافقاًً فردوه ، وأن إشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه الينا نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا.
وكذلك ذكر السيد مصطفى الخميني (15):-
- في تفسير العياشي ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله (ص) : يا محمد ، ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به ، وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به.
- ومنها : ما في الكافي معتبراً ، عن هشام بن الحكم وغيره ، عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ، ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.
وذكر الشيخ محمد القمي (16):-
- عن أبي عبد الله (ص) قال : خطب النبي (ص) بمنى ، فقال : أيها الناس ، ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.
- عن أبي عبد الله (ص) ، في حديث : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نوراًً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه.
- وفي موثقة أيوب بن راشد ، عن أبي عبد الله (ص) قال : ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف.
نتيجة البحث :-
إن جميع الأحاديث النبوية الشريفة والروايات إنما تعرف صحتها من خلال مطابقتها مع آيات القرآن الكريم ، وأما مايتناقض مع القرآن الكريم فيضرب به عرض الجدار ، وخير مثال على ذلك قول ابي بكر لبضعة النبي الخاتم السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بأن النبي محمد صلى الله عليه وآله قال : (نحن معاشر الأنبياء لانوّرث)! ، فإن هذا الحديث يتقاطع ويتعارض مع القرآن الكريم وهذا مرأته السيدة الزهراء عليها السلام بأنه يتقاطع مع صريح القرآن الكريم حيث قال تعالى في محكم كتابه العزيز : (( وورث سليمان داوود)).
ولنكتفِ بهذا القدر ...
والحمد لله رب العالمين.
***********************
المصادر والهوامش :
(1) الكليني- الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 69 )
(2)المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 242 )
(3)المجلسي - بحار الأنوار - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 244 )
(4)الشيخ الصدوق - عيون أخبار الرضا - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 20 )
(5)السيد الخوئي - مصباح الفقاهة - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 453 )
(6)الوحيد البهبهاني - الرسائل الفقهية - رقم الصفحة : ( 208 )
(7)الحر العاملي - وسائل الشيعة - الجزء : ( 27 ) - رقم الصفحة : ( 111 )
(8)أحمد البرقي - المحاسن - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 221 )
(9)الميرزا النوري - مستدرك الوسائل - الجزء : ( 17 ) - رقم الصفحة : ( 304 )
(10)والد البهائي العاملي - وصول الخبار إلى البهائي العاملي - رقم الصفحة : ( 180 )
(11)السيد المرتضى العسكري - معالم المدرستين - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 267 )
(12)
السيد محمد باقر الحكيم - علوم القرآن - رقم الصفحة : ( 310 )
(13)الشيخ علي الكوراني - تدوين القرآن - رقم الصفحة : ( 37 )
(14)الفيض القاساني - الأصول الأصلية - رقم الصفحة : ( 97 )
(15)السيد مصطفى الخميني - تحريرات في الأصول - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 436 )
(16)الشيخ محمد القمي - تسديد الأصول - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 53 )
تعليق