بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربِّ العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وعلى آله الغر الميامين المنتجبين
عظم الله لك الأجر يامولاي ياصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف
بمصاب إمام العلم ومبين أحكام الدين
مولانا ومقتدانا الإمام جعفر بن محمد الصادق سلام الله عليه
النص على إمامته عليه السلام
روى أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفر إلى ابنه أبي عبد الله
فقال :ترى هذا ؟هذا من الذين
قال الله تعالى :
( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (القصص الاية : 5).
ذكر مدح الإمام الصادق عليه السلام على مر العصور وشهد بعلمه وأفضله جميع من عرفه وكل المدارس الدينية التي أسست وخرجت الكثير من الطلبة سواء في الدروس العلمية كالطب والفيزياء والكيمياء والرياضيات
أو العلوم الدينية ولو أنها تبلغ الأن حسب الأراء لكن الأساس يرجع الى النزر القليل الذي أخذوه منه عليه السلام حيث مكنهم من فتح المدارس ولكن للأسف لم يستمروا في الأخذ من عطائه ومناهله الخالصة النقية فأضطروا الى التحريف والتلاعب بالأحكام والعياذ بالله
حيث وصف
الإمام الصادق ( عليه السلام )بصاحب الشخصية القويّة ، والمكانة المرموقة ، والمركز الملحوظ عند سائر الطوائف وجميع الفرق.
فهو الصادق في لهجته ، لُقب بالصادق لأنه عرف بصدق الحديث حتى أصبح مضرب المثل في عصره وبعد عصره.
مثل شخصية جعفر بن محمّد تلك الشخصية الإسلاميّة العظيمة يجب على التاريخ إعطاءها حقّها من البحث.
فذنذكر هنا فضله عند المدارس والمذاهب الأخرى
أبو حنيفة
أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، ولد سنة 80 ه في نسا، وتوفي سنة 150 ه في بغداد.
وهو أحد طلبة الإمام الصادق والذي أغوته الأموال والدنيا وشهوات النفس المريضة بالإنشقاق عنه عليه السلام ولم يحالفه الحظ والتوفيق الإلهي والعياذ بالله لأكمال مسيرته الدراسية عنده عليه السلام
والذي قيل في حقه

حيث قال أبو حنيفة في حق الإمام الصادق عليه السلام
وقد كشف لنا أبو حنيفة انطباعاته عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وأنه ما رأى أفقه منه بقوله :
« ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور بعث اليَّ
فقال : يا أبا حنيفة إنّ الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهيّئ له من المسائل الشداد.
فهيأت له أربعين مسألة ثم بعث إليّ أبو جعفر المنصور وهو بالحيرة ، فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه ، فلما بصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور. فسلمت وأومأ فجلست ، ثم التفت إليه قائلاً :
يا أبا عبدالله هذا أبو حنيفة.
فقال (عليه السلام ) وهذه مني :
نعم أعرفه ،
ثم التفت المنصور فقال : يا أبا حنيفة الق على أبي عبدالله مسائلك.
فجعلت ألقي عليه فيجيبني
فيقول عليه السلام : أنتم تقولون كذا وهم يقولون كذا ونحن نقول كذا ،
فربّما تابعنا وربّما تابعهم وربّما خالفنا حتى أتيت على الأربعين مسألة ، ما أخلّ منها مسألة واحدة.
ثم قال أبو حنيفة : أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس » .
وهذه القضية تكشف لنا انطباعات أبي حنيفة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وأنه ما رأى أفقه منه ، وهو أعلم الناس لعلمه باختلاف الناس.
وقالو ا في الإمام الصادق أيضاَ
مالك بن أنس
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبعي ولد سنة 93 بالمدينة وتوفي سنة 179.
هو رئيس مذهب من مذاهب الإسلام ، وكان معاصراً للإمام الصادق ( عليه السلام ).
« اختلفت إلى جعفر بن محمد زماناً فما كنت أراه إلاّ على إحدى ثلاث خصال : إمّا مصلّياً وإمّا صائماً وإمّا يقرأ القرآن ، وما رأيته قط يحدث عن رسول الله إلاّ على الطهارة ، ولا يتكلّم بما لا يعنيه ، وكان من العلماء العبّاد والزهّاد الذين يخشون الله وما رأت عين ولا سمعت اُذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً »

والذي يعنينا من هذه الكلمة قوله : إنّه كان من العلماء العبّاد والزهّاد ، الذين يخشون الله. فالعلم وحده غير نافع بدون عمل ،
فالإمام الصادق ( عليه السلام ) عالم عامل زاهد في الدنيا يخشى الله ويتبع أوامره ، و ( إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )فاطر : 28 ،
ولم يمنعه عليه السلام زهده وتبتّله عن الكسب وطلب المعاش من وجوهه المشروعة مع الإجمال في الطلب والاعتدال في الإنفاق وأداء الحقوق ،
كما أنّه ينهي عن الكسل والبطالة.
وقالو أيضاَ

ومن وصيّة له عليه السلام إلى زيد الشحّام أمره بتبليغها أتباعه وشيعته:
".. وأُوصيكم بتقوى اللهِ عزّ وجلّ،
والورع في دينكم،
والاجتهادَ لله،
وصدقِ الحديثِ،
وأداءِ الأمانةِ،
وطولِ السجودِ،
وحسنِ الجوار،
فبهذا جاء محمّد صلى الله عليه وآله.
أدّوا الأمانةَ إلى من ائتمنَكم عليها بَراً وفاجِراً، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأمرُ بأداءِ الخيطِ والمخيطِ.
صِلُوا عشائرَكُم،
واشهدوا جنائزَهم،
وعُودوا مرضاهُم،
وأدّوا حقوقَهم،
فإنّ الرجلَ منكُم إذا ورَع في دينِه، وصدقِ الحديثِ، وأدّى الأمانةَ، وحسَّنَ خُلُقَه مع الناسِ، قيلَ هذا جعفريٌّ، ويسرّني ذلك، ويدخلُ عليَّ منه السرورَ،
وقيلَ: هذا أدبُ جعفر، وإذا كان غير ذلك، دخل عليّ بلاؤه وعارَه وقيل: هذا أدبُ جعفر،
فو الله لحدثني أبي: أنّ الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زَينَها:
أدّاهُم للأمانةِ،
وأقضاهُم للحقوقِ،
وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائِعِهِم، تسأل العشيرةُ عنه ويقولون:
من مثل ُُفلان؟ إنّه أدّانا للأمانة، وأصدَقُنا للحديث".
وفاته عليه السلام
قيل :
كانت وفاته عليه السلام في الخامس والعشرين من شوّال ،
وقيل في النصف من رجب ، والأوّل هو المشهور ، واتّفق المؤرّخون من الفريقين على أن وفاته كانت عام ظ،ظ¤ظ¨
سبب الوفاة.
وكانت زوجته أمّ حميدة (هي أمّ الكاظم عليه السلام) تعجب من تلك الحال وأن الموت كيف لم يشغله عن الاهتمام بشأن هذه الوصيّة ، فكانت تبكي اذا تذكّرت حالته تلك
وأمر أيضا وهو بتلك الحال لكلّ واحد من ذوي رحمه بصلة ، وللحسن الأفطس بسبعين دينارا ،
فقالت له مولاته سالمة : أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك ؟
قال عليه السلام : تريدين ألا أكون من الذين قال الله عزّ وجل فيهم :
« والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب » الرعد : ظ¢ظ،
نعم يا سالمة إن الله خلق الجنّة فطيّب ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم ).
وهذا أيضا يرشدنا الى أهميّة صلة الأرحام بعد الصلاة وقد كشف في بيانه عن أثر القطيعة.
وما اكتفى عليه السلام بصلة رحمه فقط بل وصل من قطعه منهم بل من همّ بقتله ، تلك الأخلاق النبويّة العالية.
بعد الموت
ولمّا قبض عليه السلام كفّنه ولده الكاظم عليه السلام في ثوبين شطويين (شطا : اسم قرية في مصر تنسب إليها الثياب الشطويّة).
كان يحرم فيهما ، وفي قميص من قمصه ، وفي عمامة كانت لعلي بن الحسين عليه السلام ، وفي برد اشتراه بأربعين دينارا .
والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين
الحمدلله ربِّ العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وعلى آله الغر الميامين المنتجبين
عظم الله لك الأجر يامولاي ياصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف
بمصاب إمام العلم ومبين أحكام الدين
مولانا ومقتدانا الإمام جعفر بن محمد الصادق سلام الله عليه
النص على إمامته عليه السلام
روى أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفر إلى ابنه أبي عبد الله
فقال :ترى هذا ؟هذا من الذين
قال الله تعالى :
( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (القصص الاية : 5).
ذكر مدح الإمام الصادق عليه السلام على مر العصور وشهد بعلمه وأفضله جميع من عرفه وكل المدارس الدينية التي أسست وخرجت الكثير من الطلبة سواء في الدروس العلمية كالطب والفيزياء والكيمياء والرياضيات
أو العلوم الدينية ولو أنها تبلغ الأن حسب الأراء لكن الأساس يرجع الى النزر القليل الذي أخذوه منه عليه السلام حيث مكنهم من فتح المدارس ولكن للأسف لم يستمروا في الأخذ من عطائه ومناهله الخالصة النقية فأضطروا الى التحريف والتلاعب بالأحكام والعياذ بالله
حيث وصف
الإمام الصادق ( عليه السلام )بصاحب الشخصية القويّة ، والمكانة المرموقة ، والمركز الملحوظ عند سائر الطوائف وجميع الفرق.
فهو الصادق في لهجته ، لُقب بالصادق لأنه عرف بصدق الحديث حتى أصبح مضرب المثل في عصره وبعد عصره.
مثل شخصية جعفر بن محمّد تلك الشخصية الإسلاميّة العظيمة يجب على التاريخ إعطاءها حقّها من البحث.
فذنذكر هنا فضله عند المدارس والمذاهب الأخرى
أبو حنيفة
أبو حنيفة النعمان بن ثابت ، ولد سنة 80 ه في نسا، وتوفي سنة 150 ه في بغداد.
وهو أحد طلبة الإمام الصادق والذي أغوته الأموال والدنيا وشهوات النفس المريضة بالإنشقاق عنه عليه السلام ولم يحالفه الحظ والتوفيق الإلهي والعياذ بالله لأكمال مسيرته الدراسية عنده عليه السلام
والذي قيل في حقه
حيث قال أبو حنيفة في حق الإمام الصادق عليه السلام
وقد كشف لنا أبو حنيفة انطباعاته عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وأنه ما رأى أفقه منه بقوله :
« ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ، لما أقدمه المنصور بعث اليَّ
فقال : يا أبا حنيفة إنّ الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمد فهيّئ له من المسائل الشداد.
فهيأت له أربعين مسألة ثم بعث إليّ أبو جعفر المنصور وهو بالحيرة ، فدخلت عليه وجعفر بن محمد جالس عن يمينه ، فلما بصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور. فسلمت وأومأ فجلست ، ثم التفت إليه قائلاً :
يا أبا عبدالله هذا أبو حنيفة.
فقال (عليه السلام ) وهذه مني :
نعم أعرفه ،
ثم التفت المنصور فقال : يا أبا حنيفة الق على أبي عبدالله مسائلك.
فجعلت ألقي عليه فيجيبني
فيقول عليه السلام : أنتم تقولون كذا وهم يقولون كذا ونحن نقول كذا ،
فربّما تابعنا وربّما تابعهم وربّما خالفنا حتى أتيت على الأربعين مسألة ، ما أخلّ منها مسألة واحدة.
ثم قال أبو حنيفة : أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس » .
وهذه القضية تكشف لنا انطباعات أبي حنيفة عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وأنه ما رأى أفقه منه ، وهو أعلم الناس لعلمه باختلاف الناس.
وقالو ا في الإمام الصادق أيضاَ
مالك بن أنس
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبعي ولد سنة 93 بالمدينة وتوفي سنة 179.
هو رئيس مذهب من مذاهب الإسلام ، وكان معاصراً للإمام الصادق ( عليه السلام ).
« اختلفت إلى جعفر بن محمد زماناً فما كنت أراه إلاّ على إحدى ثلاث خصال : إمّا مصلّياً وإمّا صائماً وإمّا يقرأ القرآن ، وما رأيته قط يحدث عن رسول الله إلاّ على الطهارة ، ولا يتكلّم بما لا يعنيه ، وكان من العلماء العبّاد والزهّاد الذين يخشون الله وما رأت عين ولا سمعت اُذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً »
والذي يعنينا من هذه الكلمة قوله : إنّه كان من العلماء العبّاد والزهّاد ، الذين يخشون الله. فالعلم وحده غير نافع بدون عمل ،
فالإمام الصادق ( عليه السلام ) عالم عامل زاهد في الدنيا يخشى الله ويتبع أوامره ، و ( إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )فاطر : 28 ،
ولم يمنعه عليه السلام زهده وتبتّله عن الكسب وطلب المعاش من وجوهه المشروعة مع الإجمال في الطلب والاعتدال في الإنفاق وأداء الحقوق ،
كما أنّه ينهي عن الكسل والبطالة.
وقالو أيضاَ
ومن وصيّة له عليه السلام إلى زيد الشحّام أمره بتبليغها أتباعه وشيعته:
".. وأُوصيكم بتقوى اللهِ عزّ وجلّ،
والورع في دينكم،
والاجتهادَ لله،
وصدقِ الحديثِ،
وأداءِ الأمانةِ،
وطولِ السجودِ،
وحسنِ الجوار،
فبهذا جاء محمّد صلى الله عليه وآله.
أدّوا الأمانةَ إلى من ائتمنَكم عليها بَراً وفاجِراً، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأمرُ بأداءِ الخيطِ والمخيطِ.
صِلُوا عشائرَكُم،
واشهدوا جنائزَهم،
وعُودوا مرضاهُم،
وأدّوا حقوقَهم،
فإنّ الرجلَ منكُم إذا ورَع في دينِه، وصدقِ الحديثِ، وأدّى الأمانةَ، وحسَّنَ خُلُقَه مع الناسِ، قيلَ هذا جعفريٌّ، ويسرّني ذلك، ويدخلُ عليَّ منه السرورَ،
وقيلَ: هذا أدبُ جعفر، وإذا كان غير ذلك، دخل عليّ بلاؤه وعارَه وقيل: هذا أدبُ جعفر،
فو الله لحدثني أبي: أنّ الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي عليه السلام فيكون زَينَها:
أدّاهُم للأمانةِ،
وأقضاهُم للحقوقِ،
وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائِعِهِم، تسأل العشيرةُ عنه ويقولون:
من مثل ُُفلان؟ إنّه أدّانا للأمانة، وأصدَقُنا للحديث".
وفاته عليه السلام
قيل :
كانت وفاته عليه السلام في الخامس والعشرين من شوّال ،
وقيل في النصف من رجب ، والأوّل هو المشهور ، واتّفق المؤرّخون من الفريقين على أن وفاته كانت عام ظ،ظ¤ظ¨
سبب الوفاة.
كما اتّفق مؤلفو الشيعة على أن المنصور اغتاله بالسمّ على يد عامله بالمدينة ،
وقيل أن السّم كان في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح.
وذكر بعض أهل السنّة أيضا موته بالسمّ ، كما في « إسعاف الراغبين » و « نور الأبصار » و « تذكرة الخواص » و « الصواعق المحرقة » وغيرها.وصيته عليه السلام عند الموت
ولمّا كاد أن يلفظ النفس الأخير من حياته أمر أن يجمعوا له كلّ من بينه وبينهم قرابة ، وبعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطبا لهم :
إن شفاعتنا لا تنال مستخفّا بالصلاة .
وهذا يدلّنا على عظم اهتمام الشارع الأقدس بالصلاة ، فلم تشغل إمامنا عليه السلام ساعة الموت عن هذه الوصيّة ، وما ذاك إلاّ لأنه الإمام الذي يهمّه أمر الامّة وإرشادها الى الصلاح حتّى آخر نفس من حياته ، وكانت الصلاة أهم ما يوصي به ويلفت إليه.
وأحسب إنما خصّ أقرباءه بهذه الوصيّة ، لأن الناس ترتقب منهم الإصلاح والإرشاد فيكون تبليغ هذه الوصيّة على ألسنتهم أنفذ ،
ولأنهم عترة الرسول فعسى أن يتوهّموا أن قربهم من النبي وسيلة للشفاعة بهم وإن تسامحوا في بعض أحكام الشريعة ، فأراد الصادق أن يلفتهم الى أن القرب لا ينفعهم ما لم يكونوا قائمين بفرائض الله.
وقيل أن السّم كان في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح.
وذكر بعض أهل السنّة أيضا موته بالسمّ ، كما في « إسعاف الراغبين » و « نور الأبصار » و « تذكرة الخواص » و « الصواعق المحرقة » وغيرها.وصيته عليه السلام عند الموت
ولمّا كاد أن يلفظ النفس الأخير من حياته أمر أن يجمعوا له كلّ من بينه وبينهم قرابة ، وبعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطبا لهم :
إن شفاعتنا لا تنال مستخفّا بالصلاة .
وهذا يدلّنا على عظم اهتمام الشارع الأقدس بالصلاة ، فلم تشغل إمامنا عليه السلام ساعة الموت عن هذه الوصيّة ، وما ذاك إلاّ لأنه الإمام الذي يهمّه أمر الامّة وإرشادها الى الصلاح حتّى آخر نفس من حياته ، وكانت الصلاة أهم ما يوصي به ويلفت إليه.
وأحسب إنما خصّ أقرباءه بهذه الوصيّة ، لأن الناس ترتقب منهم الإصلاح والإرشاد فيكون تبليغ هذه الوصيّة على ألسنتهم أنفذ ،
ولأنهم عترة الرسول فعسى أن يتوهّموا أن قربهم من النبي وسيلة للشفاعة بهم وإن تسامحوا في بعض أحكام الشريعة ، فأراد الصادق أن يلفتهم الى أن القرب لا ينفعهم ما لم يكونوا قائمين بفرائض الله.
وكانت زوجته أمّ حميدة (هي أمّ الكاظم عليه السلام) تعجب من تلك الحال وأن الموت كيف لم يشغله عن الاهتمام بشأن هذه الوصيّة ، فكانت تبكي اذا تذكّرت حالته تلك
وأمر أيضا وهو بتلك الحال لكلّ واحد من ذوي رحمه بصلة ، وللحسن الأفطس بسبعين دينارا ،
فقالت له مولاته سالمة : أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك ؟
قال عليه السلام : تريدين ألا أكون من الذين قال الله عزّ وجل فيهم :
« والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب » الرعد : ظ¢ظ،
نعم يا سالمة إن الله خلق الجنّة فطيّب ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم ).
وهذا أيضا يرشدنا الى أهميّة صلة الأرحام بعد الصلاة وقد كشف في بيانه عن أثر القطيعة.
وما اكتفى عليه السلام بصلة رحمه فقط بل وصل من قطعه منهم بل من همّ بقتله ، تلك الأخلاق النبويّة العالية.
بعد الموت
ولمّا قبض عليه السلام كفّنه ولده الكاظم عليه السلام في ثوبين شطويين (شطا : اسم قرية في مصر تنسب إليها الثياب الشطويّة).
كان يحرم فيهما ، وفي قميص من قمصه ، وفي عمامة كانت لعلي بن الحسين عليه السلام ، وفي برد اشتراه بأربعين دينارا .
وأمر بالسراج في البيت الذي كان يسكنه أبو عبد الله عليه السلام الى أن اخرج الى العراق كما فعل أبو عبد الله عليه السلام من قبل في البيت الذي كان يسكنه أبوه الباقر عليه السلام .
وقال أبو هريرة : لمّا حمل الصادق عليه السلام على سريره واخرج الى البقيع ليدفن :
أقول وقد راحــوا بـــــه يحملونـــــــــــه * علـى كاهل مــن حامليـــــه وعاتــــــــــق
أتدرون ما ذا تحملون الى الثـــــــــرى * ثبيـر ثوى (11) من رأس علياء شاهـــــــق
غداة حثا الحاثون فـــوق ضريحـــــــــه * ترابا وأولى كــــــــــان فـــوق المفــــــــارق
أيا صــادق ابن الصادقيـــن إليـــــــــــه * بآبائـك الأطهـــــــار حلفــــــــة صـــــــــادق
لحقّا بكم ذو العرش أقسم في الورى * فقال تعالـــــــــــــــــــــى الله رب المشارق
نجوم هي اثنى عشرة كن سبقـــــا * الى الله في علـــــــــم من الله ســــــابق
ودفن عليه السلام في البقيع مع جدّه لامّه الحسن وجده لأبيه زين العابدين ، وأبيه الباقر عليهم جميعا صلوات الله ، وهو آخر من دفن من الأئمة في البقيع ، فإن أولاده دفنوا بالعراق إلاّ الرضا في خراسان.
فسلام عليك يامولاي
يوم ولدت
ويوم أستشهدت
ويوم تبعث حياً
وقال أبو هريرة : لمّا حمل الصادق عليه السلام على سريره واخرج الى البقيع ليدفن :
أقول وقد راحــوا بـــــه يحملونـــــــــــه * علـى كاهل مــن حامليـــــه وعاتــــــــــق
أتدرون ما ذا تحملون الى الثـــــــــرى * ثبيـر ثوى (11) من رأس علياء شاهـــــــق
غداة حثا الحاثون فـــوق ضريحـــــــــه * ترابا وأولى كــــــــــان فـــوق المفــــــــارق
أيا صــادق ابن الصادقيـــن إليـــــــــــه * بآبائـك الأطهـــــــار حلفــــــــة صـــــــــادق
لحقّا بكم ذو العرش أقسم في الورى * فقال تعالـــــــــــــــــــــى الله رب المشارق
نجوم هي اثنى عشرة كن سبقـــــا * الى الله في علـــــــــم من الله ســــــابق
ودفن عليه السلام في البقيع مع جدّه لامّه الحسن وجده لأبيه زين العابدين ، وأبيه الباقر عليهم جميعا صلوات الله ، وهو آخر من دفن من الأئمة في البقيع ، فإن أولاده دفنوا بالعراق إلاّ الرضا في خراسان.
فسلام عليك يامولاي
يوم ولدت
ويوم أستشهدت
ويوم تبعث حياً
والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين
تعليق