منذ ولادته توجه الله على بقعة دمائه الزاكيات
حيدر عاشور
تقدم أيها القلب الهائم في حبه والنابض لأجله ، لعل أرضه تعلن اسمها كروضة من رياض الجنان،واحفر ثبوت الجرم وكن الشاهد عند كل باب تطرق من أبواب الأطهار من نسله الشريف وقاوم جنود يزيد من جديد وعد لهم العدة فأن الحرب القادمة حاسمة بحراب الأقلام وقنابل البث وصوتيات المنابر وهجوما كاسح عبر مواقع التواصل وأيقونات الغرف السرية والغالب الأكثر ثقافة والأعمق فكرا وأركز عقيدة. اخترت أيها القلب البقاء بأرض ملكوته ،وهي تزين نفسها للولادة وتلبس حلة الفرح بمولد الرسالة، والكون يهوي اليه عارفا حقه معلن عشقه ،يعرف انه أعطى أغلى ما في حياته وهو الصابر المحتسب الشاكر ،ومن شهادة قلبه قال: الكون للأحياء ... فورثوا بالسليقة الشهادة فأصبحوا يعشقون الموت باسمه، ويفرحون بذكره... فأوقدت كربلاء شمعوها السنوية بشعبان الخير وطاف حول قبره الملايين..وأصوات تتخلل مشهد الفرح الملائكة والناس على سواء تغسل فرحها بالدموع وتسأل مئات الأسئلة للجبار تحت قبة السبط المولود للموت ذبحا وتسجل الموكلة بالتسجيل ما تحصي من أسماء الصادقين... هناك من يخونون حتى أنفسهم بمسميات ورثوها من أول خيانة في مؤامرة الذبح تحت سقيفة المكبرين باسم الله ،وسار الزمان وطوى التاريخ أعدادا من المذبوحين باسم الله اكبر. اقترب أكثر أيها القلب وتفرس في مقامه المخلد وبعيون زائريه فقد توجه الله على بقعة دمائه الزاكيات وامتدت سلطانه عبر فكره الثابت وعقيدته الراسخة فأصبح امة بدأ الإسلام بها لسحق جراد الأفاعي ،جراد العقارب، فلا تسألوه، يعلم من خان التراب المضئ ورأسه الشريف في محرابه يكلم من يشاء ويرتل عليهم حينا من الذكر أياً ،ويتفقد في صمت أصوات الملايين الناطقة باسمه المتوسلة تحت قبته والناثرة التراب على أجزاء أجسادها طمعا في الشفاء أو تحرر من فقر، ومن يستجير بحفنة رمل فتنحل ماء يغيض بها قاطعي الماء وحاملي الرؤوس الجدد ،فيوسع في مدينته ودولته وأمته ويعمق فيها من يصلي عليه ليتعلق بحبل الوجع والجزع تهيئة لأمة الفقراء الصاعدين لسفينة النجاة. لا تتوقف أيها القلب لعلك تؤرخ عبر عينيك تلك الأسماء التي تحترق في مكنون لعبة الحياة مع السبط المبشر بالجنة وهو يبحر في سفينته المحمدية ،وتعلم أن الحرف له أسرار الألفة وهو يراقب ضياء الوافدين من كل بقاع الأرض لذكراه أو تعزيته ،وتحاصرك الصرخات وانين الآيات المحكمات بصوت عذب يثير الدهشة يحرك الحواس ويتلاعب بالمشاعر ورهافة النفس ،لم تمهلك العين الصبر على النحيب بوجع ... فالعين مقامات يرويها الزائر العاشق عبر هدير يورق حين تشاء ويشهد حين تشاء.. آن للصوت أن يفر لمن عذبه ويستقر في مكانه ويتدحرج حافيا حتى يلامس القرار ويحلو بل يفوز من يخالط صوته في المحراب ويؤشر بفوز الصعود على ظهر النجاة.
تعليق