بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تجرع الإمام الصادق (عليه السلام) كبقية أجداده الغصص والويلات التي تشيب الرأس من قبل الحكومات الظالمة ، إلا أنه (عليه السلام) كان يصبر ويصبر عياله وأهله على البلاء ويبشرهم بما للصابرين من الأجر والثواب .
*فعن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال :" نُعي الى جعفر بن محمد (عليه السلام) إسماعيل بن جعفر - وهو أكبر أولاده- وهو يريد أن يأكل وقد اجتمع ندماؤه فتبسم . ثم دعا بطعامه وقعد مع ندمائه ، وجعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام ويحث ندمائه ، ويضع بين أيديهم ويعجبون منه لا يرون للحزن في وجهه أثراً .
فلما فرغ قالوا :يا بن رسول الله ، لقد رأينا عجباً أصبت بمثل هذا الأبن وأنت كما نرى ؟!
قال : "وما لي لا أكون كما ترون !
وقد جاء في خبر أصدق الصادقين أني ميت وإياكم . إن قوماً عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم فلم ينكروا ما يخطفه الموت منهم وسلموا لأمر خالقهم عز وجل"
*وكان له أبن بينما هو يمشي بين يديه إذ غص فمات . فبكى (عليه السلام) وقال :" لئن أخذت لقد بقيت ، ولئن ابتليت لقد عافيت "
ثم حُمل الى النساء ، فلما رأينه صرخن فأقسم عليهن أن لا يصرخن .
فلما أخرجه للدفن قال :" سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له الا حباً " فلما دفنه قال :" يابني ، وسع الله في ضريحك وجمع بينك وبين نبيك "
- من شعرائه (عليه السلام)
__________________________________
من شعرائه أسماعيل الحميري رحمه الله . قالوا : وكان أبواه ناصبيين ، وقد أنكر الحميري عليهما في بعض أشعاره ، وبلغ بهما الأمر أن سعيا به الى سلطان عصره فأنجاه الله بفضل دعاء الإمام الصادق عليه السلام .
سماه الإمام الصادق بالسيد إكراماً له ، حيث قال له حينما التقى به : سمتك أمك سيداً ووفقت في ذلك ، فأنت سيد الشعراء ، فنظم أبياتاً أفتخاراً بذلك قال فيها :
ولقد عجبت لقائل لـــي مـــرة *** علامة فهم من الفقـــهاء
سماك قومك سيدا صـــدقوا به *** أنت الموفق سيد الشعراء
ما انت حين تخص آل محمد *** بالمدح منك وشاعر بسواء
وعن محمد بن النعمان قال : دخلت عليه أي -الحميري- في مرضه بالكوفة . فرأيته وقد أسود وجهه ، وازرقت عيناه ، وعطش كبده . فدخلت على الامام الصادق (عليه السلام) وهو يومئذ بالكوفة راجعاً من عند الخليفة .
فقلت له : جعلت فداك ، إني فارقت السيد بن محمد الحميري وهو على أسوأ حال من كذا وكذا .
فأمر (عليه السلام) بالإسراج وركب ، ومضينا معه حتى دخلنا عليه ، وعنده جماعة محدقون به . فقعد الإمام الصادق (عليه السلام) عند رأسه .
فقال :" يا سيد " ففتح عينيه ينظر إليه ولا يطيق الكلام ، فحرك الإمام (عليه السلام) شفتيه ، ثم قال له :" يا سيد ، قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ، ويدخلك جنته التي وعد أوليائه "
فقال في ذلك :
تجعفرت بأسم الله والله أكــــبر *** وأيقنت أن الله يــعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت داينا *** به ونهاني سيد الناس جعفر
*وعن الحسين بن علوان ، قال : دخلت على السيد إسماعيل الحميري عائداً في علته التي مات فيها ، فوجدته يساق به وعنده جماعة من العثمانية من خزانة ، وكان السيد جميل الوجه رحب الجبهة حسن الصورة ، فبدت في وجهه نقطة سوداء وزادت حتى اطبقت وجهه .
فاغتم من حضر من الشيعة وفرح النواصب ، فلم يلبث الإ قليلاً حتى بدت من ذلك المكان لمعة بيضاء حتى أشرق وجهه نوراً فضحك السيد وقال :
كذب الزاعمون أن عــليا *** لا ينجي محبه من هـنات
قد وربي دخلت جنة عدن *** وعفا لي الإله عن سيئاتي
فأبشروا اليوم أولياء علي *** وتولوا عليا حتى الــممات
ثم من بعـده تولوا بنيـــه *** واحدا بعد واحد بالــصفات((1))
قالوا في الإمام عليه السلام
__________________
قال مالك بن أنس : " وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً "
وقال المنصور الدوانيقي : " إن جعفراً كان ممن قال الله فيه : {ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا} ، وكان ممن اصطفى الله وكان من السابقين بالخيرات .
والحمد لله رب العالمين
((1))- شجرة طوبى : ج1 - ص117 - المجلس 41
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تجرع الإمام الصادق (عليه السلام) كبقية أجداده الغصص والويلات التي تشيب الرأس من قبل الحكومات الظالمة ، إلا أنه (عليه السلام) كان يصبر ويصبر عياله وأهله على البلاء ويبشرهم بما للصابرين من الأجر والثواب .
*فعن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال :" نُعي الى جعفر بن محمد (عليه السلام) إسماعيل بن جعفر - وهو أكبر أولاده- وهو يريد أن يأكل وقد اجتمع ندماؤه فتبسم . ثم دعا بطعامه وقعد مع ندمائه ، وجعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيام ويحث ندمائه ، ويضع بين أيديهم ويعجبون منه لا يرون للحزن في وجهه أثراً .
فلما فرغ قالوا :يا بن رسول الله ، لقد رأينا عجباً أصبت بمثل هذا الأبن وأنت كما نرى ؟!
قال : "وما لي لا أكون كما ترون !
وقد جاء في خبر أصدق الصادقين أني ميت وإياكم . إن قوماً عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم فلم ينكروا ما يخطفه الموت منهم وسلموا لأمر خالقهم عز وجل"
*وكان له أبن بينما هو يمشي بين يديه إذ غص فمات . فبكى (عليه السلام) وقال :" لئن أخذت لقد بقيت ، ولئن ابتليت لقد عافيت "
ثم حُمل الى النساء ، فلما رأينه صرخن فأقسم عليهن أن لا يصرخن .
فلما أخرجه للدفن قال :" سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له الا حباً " فلما دفنه قال :" يابني ، وسع الله في ضريحك وجمع بينك وبين نبيك "
- من شعرائه (عليه السلام)
__________________________________
شاعره عليه السلام
من شعرائه أسماعيل الحميري رحمه الله . قالوا : وكان أبواه ناصبيين ، وقد أنكر الحميري عليهما في بعض أشعاره ، وبلغ بهما الأمر أن سعيا به الى سلطان عصره فأنجاه الله بفضل دعاء الإمام الصادق عليه السلام .
سماه الإمام الصادق بالسيد إكراماً له ، حيث قال له حينما التقى به : سمتك أمك سيداً ووفقت في ذلك ، فأنت سيد الشعراء ، فنظم أبياتاً أفتخاراً بذلك قال فيها :
ولقد عجبت لقائل لـــي مـــرة *** علامة فهم من الفقـــهاء
سماك قومك سيدا صـــدقوا به *** أنت الموفق سيد الشعراء
ما انت حين تخص آل محمد *** بالمدح منك وشاعر بسواء
وعن محمد بن النعمان قال : دخلت عليه أي -الحميري- في مرضه بالكوفة . فرأيته وقد أسود وجهه ، وازرقت عيناه ، وعطش كبده . فدخلت على الامام الصادق (عليه السلام) وهو يومئذ بالكوفة راجعاً من عند الخليفة .
فقلت له : جعلت فداك ، إني فارقت السيد بن محمد الحميري وهو على أسوأ حال من كذا وكذا .
فأمر (عليه السلام) بالإسراج وركب ، ومضينا معه حتى دخلنا عليه ، وعنده جماعة محدقون به . فقعد الإمام الصادق (عليه السلام) عند رأسه .
فقال :" يا سيد " ففتح عينيه ينظر إليه ولا يطيق الكلام ، فحرك الإمام (عليه السلام) شفتيه ، ثم قال له :" يا سيد ، قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ، ويدخلك جنته التي وعد أوليائه "
فقال في ذلك :
تجعفرت بأسم الله والله أكــــبر *** وأيقنت أن الله يــعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت داينا *** به ونهاني سيد الناس جعفر
*وعن الحسين بن علوان ، قال : دخلت على السيد إسماعيل الحميري عائداً في علته التي مات فيها ، فوجدته يساق به وعنده جماعة من العثمانية من خزانة ، وكان السيد جميل الوجه رحب الجبهة حسن الصورة ، فبدت في وجهه نقطة سوداء وزادت حتى اطبقت وجهه .
فاغتم من حضر من الشيعة وفرح النواصب ، فلم يلبث الإ قليلاً حتى بدت من ذلك المكان لمعة بيضاء حتى أشرق وجهه نوراً فضحك السيد وقال :
كذب الزاعمون أن عــليا *** لا ينجي محبه من هـنات
قد وربي دخلت جنة عدن *** وعفا لي الإله عن سيئاتي
فأبشروا اليوم أولياء علي *** وتولوا عليا حتى الــممات
ثم من بعـده تولوا بنيـــه *** واحدا بعد واحد بالــصفات((1))
قالوا في الإمام عليه السلام
__________________
قال مالك بن أنس : " وما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً "
وقال المنصور الدوانيقي : " إن جعفراً كان ممن قال الله فيه : {ثُمَّ أَورَثنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصطَفَينَا مِن عِبَادِنَا} ، وكان ممن اصطفى الله وكان من السابقين بالخيرات .
والحمد لله رب العالمين
((1))- شجرة طوبى : ج1 - ص117 - المجلس 41
تعليق