نداء دفاعك (الكفائي) وسام الولاء
حيدر عاشور العبيدي
دونما تحفظ من سمو قدرك في نفوس كل العالم وأنت تمضي لحفظ الدم من أن يراق،وتستوقف الزوال بقوة اليقين وبكلمة، فأدهشتهم واكتشفوا أنهم ضعاف جدا فدخلوا في المتاهة يتخبطون ولبسوا الأقنعة وتلونوا كل حسب موقعه... فحدقوا في وجودك كثيرا وأنت تنسج الصمت صبرا لتهون الصعاب على مريديك الذين أثقلوك بالحب والطاعة وأثقلتهم بالصبر، عازمون أن لا يترجلوا من سفينتك التي أبحرت تشق الأرض ولا توقفها صيحات الفئران الخائفة من النور الساطع والحقيقة الأزلية إن الوجود قائم بأسماء سماها الله على أرضه لتحتوي العالم بأسره... لذا نحن من لم نمت بعد..! وكم مرة سنموت؟ كي تعاد لهم الحياة. أيكون الموت غياب الذاكرة ومحي الحضارة وتمزيق تاريخهم الأسود المخطوط بدم الأسباط .. جاءت فتواك تعلن أن يمعنوا في حدود الواقع الذي ترك كافة أبواب اللانهاية مغلقة لا ينفذوا منها إلا لجهنم، ونبقى نحن نحيا مدفونين في أجسادنا نحصن قلوبنا من الأخطاء التي لا يمكن إخفاؤها ونتحرر من اسر الماضي وننتفض بكل ما بنا من قوة ونزيح الخجل والندم عن أخطائنا فنموت وهذا من كبائر الأعمال التي وشمّتها بالشهادة وهي السمو الذي تسابق عليه أبناء وأحفاد الإمام المظلوم ليخففوا ظلمه ليطيبوا جرحه ليرجعوا نصاب الإسلام على خطه وفكره ونهجه وعقيدته. فكانت كربلاء ولا تزال منطلق أبواب الشهادة منذ أن توّجها دم الشهيد الذي لا يوازيه شهيد في الأرض ولا في السماء ... شهيد تستأذنه الملائكة قبل دخول حرمه وتحف به حافية باكية...فكان النداء من وسط ضريحه يعلن ان العهد الذي تآمر عليك الطامعون في حق ولاية أبيك وأخيك يعود ثانية ويعدون العدة للقتل والذبح أكثر بشاعة من ذي قبل..لكن النداء كان بالمرصاد حجّم فلولهم وفضح مؤامراتهم واستقبح التاريخ أعمالهم ،وفتحت من جديد الصفحات التي طويت ونقشت بأحرف الشياطين وهي تغير مسار الحقيقة عن أصولها...وأخذ العالم يقرأ من حيث تُرك ويتمعن بصدى نداء الدفاع عن كل مقدساتك وكل بنيان له اثر منك وكل شخصا يحمل علامات المؤمن من رسالتك ...فهب العالم عن بكرة أبيه يلبس درع الشهادة باسمك واستنفر الموالون لصد موجة الكفر والتكفير من ورثة ثقافة الذبح . لتبقى كربلاء تلم لحمة هذا النسيج الخفيّ، وتعشق سليلي الأنهار العميقة في العلم،وفصيحي الأنساب ،لتغط اكفهم وجدان الثرى وينحتون من دموعهم صبرا على الأذى ،حاملين النور والألم والحلم،راكبين الأمواج لينقلوا الفكر الذي حملوه من سيد الشهداء وليبثوا تلك القوة الخفية التي يملكها في ثبات الموقف عند الشدائد.. ليترجموا أسرار عظمته التي انطلقت من كربلاء لتعيد نهضته بنداء لقتال بقايا جرم بشري ملمومة في بقايا من جرذان اجتمعت من كل هويات المنحطين الحالمين لتهديم ضريحك الخالد.
تعليق