تويت
يسجل القلم على سطور الزمان ...أسطورة عظمتك
حيدر عاشور العبيدي
سيبقى يسجل القلم على سطور الزمان...مآثرك،ومن بحر كراماتك أسطورة العظمة وملحمة الإباء ،ويبحث عن عمق صبرك بين موجات الدموع ،وخفايا الضلوع،وغور الأحزان ووجع القلب..فحين خيم الظلام وأظلمت كربلاء بعاشورائك لم ينر فيها إلا صبرك سيدتي،ورأس مولاي الحسين (عليه السلام). أقف بباب محرابك،اشكر الله على نعمة معرفتك حيث أودعت فيك أوجاعي، وحرماني وشكواي..فكنت ولا تزالين الحلم الجميل الذي أعيش فصوله كلما حل ذكراك،وفي أي مجلس أقيمه على أبي الأحرار..أتحسس وجودك،وأنت تشاركينني مجلس عزائي ،في صرخة وهتاف ممزوجتين بألم والوجع وحزن لا ينقطع إلا بانقطاع النفس..وتوارثوا إقامة المجلس أحفاد أحفادي، وأنا اكرر عليهم نبأ عظمتك، وقوة كرامتك،وسرعة استجابتك بإذن الله.. حينما يستغيث فيك المحتاجين. وقتها كانت نار الحرب مستعرة والموت فيها يجول لا يفرق بين احد..ونذرت،وطلبت،وتوسلت بك أن لا يمس ولدي أذى وان عاد سالما..عهدا عليّ أن أقيم مجلس عزاء لأخيك، بيوم رجوعه...وتفاجئ العالم وأنا أقيم العزاء بغير أوقاته ويشاركني ابني الوحيد بتوزيع ما تيسر لدينا بثواب قتيل العبرات.. بعد أن عاد بقدرة قادر كريم وبركتك يا(زينب) المظلومة بعد يوم من توسلاتي..وكان مجلسا مهيبا،وعظيما،وممتلئا بالموجوعات من الزينبيات،وغيرهن من الفجوعات ..اقتربت مني احدهن وهي مسيحية تشاركني دائما أحزاني وأوجاعي .سألتني بعفوية تملؤها الحيرة والارتباك،والخوف: لماذا سيدتي تقيمين عزائك في غير أوانه؟ - أجبتها بصوت أحببت أن تسمعه جميع المعزيات: لقد استجاب ربي القدير وببركة (العقيلة زينب) أن يرجع ابني من لهيب الحرب سالما وكانت عودته ضربا بالخيال.بكت المسيحية ورفعت يدها إلى السماء لتقول :الهّي وسيدي بحق (زينب بنت علي) .. بحق فجيعتها بالحسين (عليه السلام) ارجع إليّ ولدي.. وحيدي في دنياي سالما من الحرب،ونذرا عليّ أن أقيم مجلس عزاء على بن نبيك وبن وصيك عليهما الصلاة والسلام . سيدتي بفضلك الآن نقيم العزاء ونبكي حسينا (عليه السلام) ،وبفضلك استسلمت جارتي ..بعد أن نالت مرادها ..والآن أولادنا وأحفادنا،يتسابقون لخدمتك بذكرى مصيبتك الكبرى باستشهاد سيد الشهداء ويقدمون أجسادهم وأجساد أبنائهم قرابين حب وولاء للحسين(عليه السلام)..سيدتي يا جبل الصبر وباب النجاة ،وصوت الحق الذي هز عروش الظالمين، روحي لك الفداء. السلام عليك يا كعبة الأحزان .. السلام عليك يا أم المصائب يا عقيلة بني هاشم
تعليق