أهلا وسهلا بكم في منتدى مدرسة الامام الحسن عليه السلام الدينية إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى
فنرجو التكرم بزيارة صفحة التعليمات بالضغط هنا
كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل في المنتدى
إذا رغبت بالمشاركة، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
وقبل ان نلج في تفصيل سيرته نقف عند ظاهرة هجرة الشيعة ليس الا قم وحدها بل نقصد جميع الهجرات المتتالية حيث كانت تشكل رغم مرارتها خلاصا لاصحابها من نير الظلم وفي الوقت نفسه انتشارا للافكار الايمانية والولائية لمحمد واله (صلى الله عليه واله وسلم) وهي ظاهرة تندرج ضمن مفهوم اية (فأن مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا) فبينما نجد الموالي فارا بدينه تاركا وطنه واهله متجرعا غصص الغربة واذا به يساهم في نشر معتقده فلا يلبث الله عزوجل ان يكافأ من خلاله الاجيال اللاحقة ببسط نفوذهم وعلو شأنهم واستحكام امرهم فقد وصولوا الى مصر والمغرب العربي واسسوا دولا لهم . فان نور اهل البيت (عليهم السلام) اذا ما وجد حملة له مخلصين حلماء علماء يدخل الى قلوب الناس بلا استئذان . منهم هنا نعلم ان الاشعريين المهاجرين الى قم كانوا روادا دفعوا ثمن تشيعهم عرقا ودما وتضحيات كانت موضع اعجاب الائمة (عليهم السلام) وكان زكريا بن ادم من اولئك النخبة التي لم تهن لم تحزن لانه ادرك انه الاعلى بعطر الولاية والتبعية لاهل البيت (عليهم السلام) ولو لم يكن له مناقب الا واحدة لكفاه بذلك فخرا فقد قال في الخلاصة عن علي بن المسيب انه قال: حج الامام الرضا (عليه السلام) سنة من المدينة وكان زكريا بن ادم زميله الى مكة وكانت العادة ان يتزامل ويتعادل حاجان فيشتركان في السفر والنفقة وغيرها فهل تعلمون ما معنى ان ينتقي الامام الرضا (عليه السلام) زميلا له ينتقيه من اصحابه ويقول زكريا بن ادم بالتحديد هذا يعني ان زكريا مؤهل تأهيلا كاملا ليتشرف بهذا الشرف وليحضى بهذه المنقبة التي يحسده عليها الملائكة المقربون ولكم ان تتصوروا وقائع الطريق من المدينة الى مكة واثناء الحج وفي طريق العودة لتعلموا كم من الوقت الرباني قضاه هذا الرجل بخدمة امامه وكم هي الاستفادات العظمى التي حظي بها زكريا والتي ساهمت بعد ذلك في ثباته على ولاية الجواد (عليه السلام) وقد حبى الله هذا الرجل كرامة اخرى عظيمة يحار الانسان في تفسيرها فقد حدث عنه حمزة بن اليسع انه قال للرضا (عليه السلام) اي زكريا قال للرضا )عليه السلام) : ((اني اريد الخروج عن اهل بيتي انا مللت من قم وبالتحديد من الاشعريين فقد كثر السفهاء فيهم )) قال (عليه السلام) : (لا تفعل فان اهل بيتك يدفع عنهم بك كما يدفع عن اهل بغداد بأبي الحسن الكاظم (عليه السلام) ) هنا يشكو زكريا تبرمه وضيقه مما يجري حوله تكاثر الاشعريون ومن معه في زمانه في قم وطبيعي ان تتحكم الاهواء في بعضهم فيتهامسون فيشعر الموالي كالعادة في الغربة حتى بين اهله ويبدو ان الامور بلغت حدا جعلت منه يشاور امامه في تركهم والانتقال الى مكان اخر لسفاهة بعض قومه فكان الجواب الصاعق حيث اقر الامام (عليه السلام) ضمن ان زكريا محق في تبرمه منهم لكنه اراد له ان يبقى صمام امان لهم معتبرا اياه وتدا ايمانيا شامخا من القلة الذين يدفع الله بهم البلاء عن قومهم بل كانت المفاجاة الكبرى اذ اعتبره بمثابة قبرموسى بن جعفر (عليه السلام) امانا لاهل بغداد ان فهم هذا الحديث يقتضي منا البحث في عمق الامور فقد يستغرب المرء ان يعدل المعصوم بأبيه او بجده المعصوم شخصا عاديا من الشيعة بالقياس اليهم (صلوات الله عليهم اجمعين) بيد ان الامر يستبطن تصديقا لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الذي يقول (علماء امتي افضل من انبياء بني اسرائيل ) وفي لفظ اخر (علماء امتي كأنبياء بني اسرائيل) ...... يتبع
لا تحزن على خل تفارقه ***** اذا لم يكن طبع الوفاء فيه
فمنهم كتاج الرأس تلبسه ***** ومنهم كقديم النعل ترميه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الاخت المومنة (قرة عين المرتضى)وفقكم الله
بحث رائع وحلقات مشوقة للموضوع
وفقكم الله للاستمرار بهذه الجهود المباركة
تقبلوا مروري على الموضوع
تعليق