بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم اخوتي الكرام ورحمة الله وبركاته
بعد أن أكمل أبو محمد تناول طعام الغداء جلسوا جميعا لشرب الشاي وفي هذه الفترة كان محمد يعيد ما سمعه من جده من قصة الرمانة على مسامع والده ,وطبعا كانت أخته آمنة تقاطعه بين الحين والآخر وهي تقول :لا ليس كذلك ثم تصحح له ما كانت تراه خطأ في رواية أخيها للقصة.فقال أبو محمد :
وماذا حصل بعد ذلك يا أبي؟ (أرجوك أن تكمل القصة للصغار فأنهم في اشتياق شديد لمعرفة الباقي).فقال الأب وهو ينظر إلى زوجة ابنه مشيرا برأسه الى ولده رضا:
نعم أن الصغار يشتاقون إلى معرفة بقية القصة وأنا بخدمة الصغار وكنا قد وصلنا إلى أن الليل قد بلغ أخره
فإذا برجل يخاطب محمد بن عيسى ويقول: يا محمد بن عيسى ما لي أراك على هذه الحالة، ولماذا خرجت إلى هذه البرية ؟ فقال له: أيها الرجل دعني فإني خرجت لأمر عظيم وخطب جسيم، لا أذكره إلا لإمامي ولا أشكوه إلا إلى من يقدر على كشفه عني. فقال: يا محمد بن عيسى ! أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك، فقال: إن كنت هو فأنت تعلم قصتي ولا تحتاج إلى أن أشرحها لك، فقال له: نعم، خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة، وما كتب عليها وما أو عدكم الأمير به، قال: فلما سمعت ذلك توجهت إليه وقلت له: نعم يا مولاي، قد تعلم ما أصابنا، وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا. فقال صلوات الله عليه: يا محمد بن عيسى إن الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شيئا من الطين على هيئة الرمانة، وجعلها نصفين وكتب في داخل كل نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما على الرمانة، وشدهما عليها وهي صغيرة فأثر فيها، وصارت هكذا. فإذا مضيتم غدا إلى الوالي، فقل له: جئتك بالجواب ولكني لا أبديه إلا في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك، ترى فيها غرفة، فقل للوالي: لا أجيبك إلا في تلك الغرفة، وسيأبى الوزير عن ذلك، وأنت بالغ في ذلك ولا ترض إلا بصعودها فإذا صعد فاصعد معه، ولا تتركه وحده يتقدم عليك، فإذا دخلت الغرفة رأيت كوة فيها كيس أبيض، فانهض إليه وخذه فترى فيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة، ثم ضعها أمام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له جلية الحال.
وأيضا يا محمد بن عيسى قل للوالي: إن لنا معجزة أخرى وهي أن هذه الرمانة ليس فيها إلا الرماد والدخان وإن أردت صحة ذلك فأمر الوزير بكسرها، فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته.
فلما سمع محمد بن عيسى ذلك من الإمام، فرح فرحا شديدا وقبل بين يدي الإمام صلوات الله عليه، وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور.
فلما أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمد بن عيسى كل ما أمره الإمام وظهر كل ما أخبره، فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى وقال له: من أخبرك بهذا ؟ فقال: إمام زماننا، وحجة الله علينا، فقال: ومن إمامكم ؟ فأخبره بالأئمة واحدا بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الأمر صلوات الله عليهم. فقال الوالي: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الخليفة بعده بلا فصل أمير المؤمنين علي عليه السلام ثم أقر بالأئمة إلى آخرهم عليهم السلام وحسن إيمانه، وأمر بقتل الوزير واعتذر إلى أهل المدينة وأحسن إليهم وأكرمهم.
ولما انتهى الجد من قصته التفت الى حفيديه قائلا لهم:
والآن يا أحبائي من يريد منكم أن يأخذ الرمانة؟فامتنع الاثنان وقالا:
نحن لا نريد الرمانة.فقال لهما:
ولماذا يا أحبائي.فقالا له:
إنا نخاف أن نفتحها ويتطاير الرماد والدخان علينا.فضحك الجميع منهما وطلب الجد من امهما ان تعطي لكل منهما رمانة غير منقوشة.
هذا ودمتم سالمين..

تعليق