اقسام النعم واللذات

[السيد سعد الموسوي]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على صاحب الوسيلة والدرجة الرفيعة ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين واصحابه المنتجبين ورحمة الله وبركاته .
اقسام النعم واللذات : ان النعمة هي عبارة عن كل خير ولذه وسعادة ،بل كل شيء مطلوب ومؤثر .وكذا هي مؤثر تنقسم الى مؤثر لذاته لا لغيره ،أي انها تكون غاية مطلوبة ليس عليها غاية اخرى ، وتكون مخصوصة بسعادة الاخرة والتي لانقضاء لها ،ومنها لذة النضر الى وجه الله جل جلاله ،والسعادة بلقائه ، وسائر لذات الجنة ،من بقاء ليس له فناء ،والسرور الذي لاغمة فيه ، والعلم الخالي من الجهل ، والغنى الذي ليس بعده فقر ، وما شابه ذلك ،فهذه كلها لاتطلب للوصول بها الى غاية مقصودة ورائها ، بل انها تطلب لذاتها ،وهنا هذه هي النعمة الحقيقية ولذة واقعية ولذا قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( لاعيش الا عيش الاخرة ) ،وان غالب هذه النعمة والسعادة اقواها وأشرفها هي اللذة العقلية دون اللذه الجسمانية فيختص بادراكها هو العقل ، وكذا ملاحضة السمع والبصر والشم والفرج والبطن فيهما ،والى ما يقصد لغيرها،اي انها تكون مطلوبة لاجل الغاية المطلوبة لذاتها ووسيلة لها ،سواء كانت لنفسها ام لا .
وهي تنقسم الى
اربعة اقسام :
الاول : هو الاخص الاقرب : وهي الفضائل النفسية المذكورة ضمن هذا الكتاب ،ويجتمعان في العلم والعفة والشجاعة وكذا العدالة ، وهذه الصفات تكون لذيذه في نفسها ، وهي تكون وسيلة الى النعمة التي هي غاية لكل الغايات بلا واسطة او وسيلة اخرى .ولذلك القول : انها اقرب الوسائل وأخصها . وأشرفهم العلم ، وأشرف افراده ، العلم بالله وصفاته والملائكة والرسل ، وكذا احوال النشأة الاخرة ،وسائر افعالها ، وكذلك علوم المعاملة الذي يرجع الى علم الاخلاق ،الذي يؤدي الى السعادة الحقيقية بدون واسطة شيء اخر ، واما سائر العلوم فأنها مقصودة من حيث انها وسائل الى هذا العلم وكل هذه الفضائل لذيذه في الدنيا وفي الاخرة نافعة فيهما ، وهي جميلة على الاطلاق ،اي انها مستحسنة في جميع الاحوال . ونقيضها الجهل والاخلاق السيئة وهي ضاره ومؤلمة في دار الدنيا ودار الاخرة ،وهي قبيحة على الاطلاق . وان سائر الصفات ليس جامعة لهذه الاوصاف .فان اكل لذائذ الطعام وطيباتها يوجب لذه ونفعا ، اي تحصل على الراحة في الحال ،ولاكن ضرره في المال ،وترك هذه الشهوات عكس ذلك ،
الثاني : الفضائل البدنية : وعددها اربعة : الصحة ،والقوة ،والجمال ،وطول العمر ،
الثالث : النعم الخارجية المضيفة الى البدن : كالمال ، والجاه ،والعشيرة ،وكرم الاهل ،
الرابع : الاسباب المناسبة في وجه الفضائل النفسية ،ويعبرون عنها بالنعم التوفيقية ،ومنها : الهداية من الله ،والرشد ،والتسديد ،وكل هذه الجملة يتوقف بعضها على البعض الاخر ،حتى تنتهي الى السعادة الدائمية ،التي هي المطلوبة لذاتها ، اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الطائعين ونحصل على هذه السعادة في دار الدنيا والاخرة انك سميع مجيب ا والحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين .