بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
إن من أهم المباحث الخلافية هو البحث حول صحابة النبي الأكرم ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ويبحث تحت عنوان (( عدالة الصحابة )) وسنبحث إن شاء الله تعالى كل صحابي منفرداً في كتب أهل السنة والجماعة المعتبرة من الصحاح والمسانيد . وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ونبدأ بأبي بكر وهو هو عبد الله بن عثمان بن عامر القرشي التيمي نسبة إلى بني تيم بن مرة، والده يلقب بأبي قحافة ، أمه أم الخير بنت صخر بن عامر بنت عم أبيه، ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر.
فمن المثالب لأبي بكر ما ذكره أحمد بن حنبل في مسنده :
حدثنا : عبد الله ، قال : ، حدثني : أبي قال : ، نا : يعمر ، وهو إبن بشر ، قثنا : عبد الله يعني ابن المبارك قال : ، أنا : إسحاق بن يحيى بن طلحة قال : حدثني : عيسى بن طلحة ، عن عائشة قالت : أخبرني : أبي قال : (( كنت في أول من فاء يوم أحد )) ، فرأيت رجلاً مع رسول الله (ص) يقاتل دونه .
وكذلك ما ذكره إبن حجر العسقلاني في المطالب العالية من كتاب السيرة والمغازي
قال الطيالسي : حدثنا : ابن المبارك ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : أخبرني : عيسى بن طلحة ، عن أم المؤمنين ، عائشة قالت : كان أبوبكر إذا ذكر يوم أحد قال ذلك يوم كان كله يوم طلحة ، ثم أنشأ يحدث ، قال : (( كنت أول من فاء إلى رسول الله (ص) يوم أحد )) ، فرأيت رجلاً يقاتل مع رسول الله (ص) دونه - قال : أراه يحميه - ... إلى آخر الحديث .
وفاء : يعني رجع بعد أن فرَّ . وإقرار العقلاء على أنفسهم حجة .
ولو نأتي للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لنعرف ما حكم من يفر من الزحف لنعرف قيمة الصحابي الأول (( أبي بكر )) !!!!
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) ( سورة الأنفال : آية : 15 – 16 ) .
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ( سورة الأنفال : آية 65 – 66 ) .
وأما في السنة ففي صحيح مسلم في باب بيان الكبائر وأكبرها : ( حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب قال حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا (( والتولي يوم الزحف )) وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) .
النتيجة :
ما دام أبو بكر فرَّ من الزحف بإقرارٍ منه
ومن يفرُّ من الزحف ( إما متحرفاً لقتال وإما متحيزاً لفئةٍ ) يدخل النار لأنها من الكبائر بل من الموبقات .
ولكن لو قال قائل إن أبا بكر قد تاب بعد ذلك فلا يدخل النار .
قلت : ليس كل ذنبٍ يفعله الإنسان يمكن أن يتوب ويقبل الله توبته فقد ذكر جلال الدين السيوطي في كتابه جامع الأحاديث : (خمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت المؤمن والفرار يوم الزحف ويمين صابرة يقتطع بها مالاً بغير حق ) .
فإذن لا مفر لأبي بكر من تهمة الفرار ....
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا هدانا الله ....
تعليق