بسم الله الرحمن الرحيـــم
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
بقلم : المحقق
المقدمة :
إن التيار القريشيّ المعادي للنبي صلى الله عليه وآله ، والذي قد بذل الغالي والنفيس لتضييع جهود النبي محمد صلى الله عليه وآله ، وإيقاف الدعوة الى الى الإسلام ، وذلك لأن قريش لاترتضي دينا قيما يساوي بين العبد والسيد ويقول بتساوي الناس جميعا وأنهم كأسنان المشط ، وأنه لافضل لعربيّ على أعجميّ ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى ، ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، لأن كبار قريش يومئذ كانوا يعدون أنفسهم بانهم الطبقة الأولى ، ولهم المناصب الإجتماعية ، فضلا عن الخسارة الإقتصادية التي هم يرونها بتهديم الأصنام إذ كانوا هم المستفيدون مما بقدم كنذور لأصنامهم بحسب ماذكره التأريخ.
ومن هنا فإن الإنقلاب الذي يمكن وصفه بأنه إنقلاب سياسيّ أولا وعسكريّ ثانيا على حكومة النبي محمد صلى الله عليه وآله لم يكن ممكنا في حياته، ولكن سرعان ما تهيئة الضروف المناسبة وأعلنت الحكومة الجديدة بإسم الإسلام ، رغم تعيين النبي صلى الله عليه وآله ابن عمه عليّا عليهما السلام إماما لهم.
ومن هنا فإمتداد ذلك الإنقلاب العسكري السياسي أدى الى وصول الحكم الى بني أمية بزعامة معاوية ، والذين كانوا من أشد الناس عداوة للنبي ودينه ، فتظاهروا بالإسلام ليخدعوا الرأي العام ، وليخمدوا أي تحرك ثوريّ ضد حكهم ، فحكمهم لايدوم برأيهم إلا بلباس الدين ، ولكن بغضهم وعدائهم ظهر في مواطن كثيرة وأبرزها محاربة المسلمين الذين كانوا بزعامة الوصي الحق الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وقتل الكثير من صحابة النبي صلى الله عليه وآله كعمار بن ياسر رضوان الله عليه وببساطة لأنه كان مع الإمام عليه السلام ، ومن هنا ظهرت الجريمة الأخرى بقتل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حيث أرسل معاوية عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله فاختال الإمام عليه السلام غدرا في محراب الصلاة ، ومن ثم إختيال الإمام الحسن عليه السلام كريم أهل البيت عليهم السلام ، ومن ثم الجريمة العظمى والمصيبة الكبرى ، والتي لم تكن قبل ولابعد جريمة أعظم منها هو قتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وشيعته على يد الأمويين وشيعة بني سفيان .
وتلك الأسباب والدوافع السابقة -ايها القارىء الكريم- دفعت بني أمية الى الإحتفال بيوم العاشر حيث مقتل سبط النبي صلى الله عليه وآله وريحانته وأحد الأئمة الإثني عشر الإمام الحسين عليه السلام قتيل العبرات ، ومن هنا وضعوا أحاديث مكذوبة زعموا أنها للنبي صلى الله عليه وآله بأن يصوموا يوم العاشر من المحرم فرحا وسرورا! ، وروج لها شيعة بني سفيان -الوهابية السلفيون- والى يومك هذا ، وافتعلوا مغالطات تأريخية لبعض الاحداث المباركة التي تدعوا الى السرور والإبتهاج بأنها حدثت يوم العاشر وهو كذب وإفتراء ، وكذلك فإن من المؤسف ان تذكر الصحاح روايات تخالف العقل السليم والفطرة الإنسانية بأن يكون يوم مقتل الإمام الحسين عليه السلام يوم فرح وسرور ، فتعتبر يوم تاسوعاء وعاشوراء عيدا ! واستحباب ذلك ولبس الجديد ، والتوسع على العيال ، والإدخار في البيوت ، واستعمال الحناء ، و الرقص والضرب بالدفوف ، والى غير ذلك المنسجم مع أكاذيب بني أمية والذي شرعوا ذلك من عند أنفسهم ونسبوها الى النبي صلى الله عليه وآله ، وأن النبي والصحابة بريئون من تلك الأفكار والعقائد المتطرفة وأن الله لم ينزل بها من سلطان.
صلب المبحث :
وهنا يقول القائل : ما حقيقة صيام يومي التاسع و العاشر من محرم الحرام بما روي عن أهل البيت عليهم السلام ؟
والإجابة هي :
يحرم صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء فرحاً وسروراً وتبركاً، لأن صيامهما كذلك سنّة بني اُمية.
نعم، يستحب الإمساك فيهما عن الطعام والشراب حزناً وتأسياً بالحسين(عليه السلام)وأهل بيته وأصحابه
(1).
ففي الصحيح عن أبان عن عبد الملك قال: «سألت أبا عبدالله(عليه السلام)عن صوم تاسوعاء وعاشوراء من شهر المحرم، فقال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين(عليه السلام)وأصحابه
بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام، إلى أن قال(عليه السلام): وأما يوم عاشوراء، فيوم أصيب فيه الحسين(عليه السلام)صريعاً بين أصحابه وأصحابه صرعى حوله، أفصوم يكون في ذلك اليوم؟ كلاّ وربّ البيت الحرام ما هو يوم صوم وما هو إلاّ يوم حزن ومصيبة دَخَلَت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ..ـ إلى آخر الحديث».
وفي حديث آخر: «فمَن صامهما أو تبرك بهما لقى الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب وكان حشره مع الذين سنّوا صومهما والتبرك بهما»، ونحوهما ما روي عن الإمام الرضا(عليه السلام)وفيه: (وكان حظّه من صيام ذلك اليوم النار ) (2).
فعليه كلما روي في بعض الصحاح في فضل صيام عاشوراء وتاسوعا، واستحباب اتخاذهما عيداً، واستحباب لبس الجديد والتوسعة على العيال، واستحباب الادّخار في البيوت واستعمال الحنّاء وضرب الدفوف والرقص واظهار السرور والفرح في هذين اليومين، فكذب وبهتان وافتراء من بني أميّة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وعلى أصحابه الذين نسبت هذه الروايات إليهم، وإنّ رسول الله وأصحابه براء منها وانها بدعة امويّة، وتشريع من الأعداء، ما أنزل الله بها من سلطان(3).
نتيجة المبحث :
إن صيام يومي عاشوراء فرحا وسرورا مخالفا للشريعة الإسلامية الحقة لما ورد عن النبي وآله عليه وعليهم السلام ، وأنه بدعة أموية إبتدعتها الأمويون ومن تبعهم على ذلك ، فعجبا لمن يجعل اليوم الذي أبكى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم صيام فرحا وسرورا ! .
والحمد لله رب العالمين.
***************************
(1) و(2) و(3) : إجماعيات فقه الشيعة للسيد إسماعيل بن أحمد الحسيني المرعشيّ (قدّس سره ).

وفي حديث آخر: «فمَن صامهما أو تبرك بهما لقى الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب وكان حشره مع الذين سنّوا صومهما والتبرك بهما»، ونحوهما ما روي عن الإمام الرضا(عليه السلام)وفيه: (وكان حظّه من صيام ذلك اليوم النار ) (2).
فعليه كلما روي في بعض الصحاح في فضل صيام عاشوراء وتاسوعا، واستحباب اتخاذهما عيداً، واستحباب لبس الجديد والتوسعة على العيال، واستحباب الادّخار في البيوت واستعمال الحنّاء وضرب الدفوف والرقص واظهار السرور والفرح في هذين اليومين، فكذب وبهتان وافتراء من بني أميّة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وعلى أصحابه الذين نسبت هذه الروايات إليهم، وإنّ رسول الله وأصحابه براء منها وانها بدعة امويّة، وتشريع من الأعداء، ما أنزل الله بها من سلطان(3).
نتيجة المبحث :
إن صيام يومي عاشوراء فرحا وسرورا مخالفا للشريعة الإسلامية الحقة لما ورد عن النبي وآله عليه وعليهم السلام ، وأنه بدعة أموية إبتدعتها الأمويون ومن تبعهم على ذلك ، فعجبا لمن يجعل اليوم الذي أبكى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم صيام فرحا وسرورا ! .
والحمد لله رب العالمين.
***************************
(1) و(2) و(3) : إجماعيات فقه الشيعة للسيد إسماعيل بن أحمد الحسيني المرعشيّ (قدّس سره ).
تعليق