
كان الهدوء يعم المكان في تلك البقعة المباركة والمكان المقدس وتحديداً في درس الأخلاق كنت جالسة وكلي أَذان صاغية الى أستاذة المادة وفي تلك اللحظة قطعت كلامها وقالت : سوف أسئل سؤال وأريد أن تُجيبنَ عليه وكنت كالعادة متهيئة للأجابة إلا إني سرعان ما توقفت حينما سمعت سؤال الأستاذة وتأملت بالسؤال الذي طرحته . بدأت الطالبات بالأجابة واحدة تلو الآخرى وهي تقول : أمِعنوا النظر بسؤالي ولا تستعجلوا بالأجابة وفعلاً فكرت طويلاً بالأجابة إلا إني لم أجيبها قد يسئل سائل ماذا كان السؤال ؟!
وهل هو صعب أو محرج الى هذه الدرجة !!
التي تستوجب كل هذا التفكير والتأني فأقول له : نعم
ربما ذلك من وجهة نظري .
كان السؤال هو هل أنتم من شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) فعلاً ؟
الكثيرات أَجبنَ بنعم نحن من شيعة علي (عليه السلام) .
فقالت الأستاذة : ما الدليل على ذلك ؟
فليس كل من يقول أنا شيعي سُجل من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) .
وفعلاً أنا كنت من هؤلاء الفئة فقد كنت أحمد الله على أني ولدت من أبويين شيعيين وأقول بحب علي ومولاته ولأني شيعية سوف يحاسبني الله حساباً يسيراً .
إلا إني بعد ذلك الدرس وقفت مع نفسي وقفة جادة وقلت : هل إني بمجرد قول أنا شيعية أُعتبر شيعية؟
هل أنا تخلقت بأخلاق أمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين علي (عليه السلام) ؟
هل أنا منعت نفسي مما نهى عنه الله عز وجل ورسوله الكريم عليه أفضل الصلوات ووصيه أمير المؤمنين والائمة الأطهار من بعده (عليهم السلام أجمعين) .
أم إني أحبهم ولا اطبق كلامهم فتضح لي أنه لا يصح أن أقول او انسب نفسي الى شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ما لم أكن ممن يتبعهم بكل شيء وأن ابتعد عن ما نهوا عنه (عليهم السلام) .
فجلست مع نفسي وقررت منذ تلك اللحظة أن احاسب نفسي على كل شيء أعمله وأقول لنفسي هذا العمل يقبل به الله عز وجل ورسوله الكريم صلوات الله عليه وإمامنا علي (عليه السلام) وجعلت من هذه القاعدة مسار أنطلقت فيه في حياتي وأنا أحمد الله عز وجل على هذه النعمة التي رزقني اياها في لحظة تدبر وتفكر بسؤال الأستاذة وفقها الله وحفظها .
نحن في حياتنا اليومية عندما نحب شخص يؤثر فينا ثأثير قوي فنقتدي به ونجعله قدوة لنا فكيف ونحن لدينا رحمة مهداة متمثلة برسولنا عليه أفضل الصلوات والتحية والسلام .
وبطل مثل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والائمة الأطهار من ولده (عليهم السلام) فأي نعمة نشكرها يارب من نعمك التي أنعمت علينا التي لا تحصى ولا تعُد فلك الشكر والحمد على هذه النعم .
{والحمد لله رب العالمين}
بــــقــلــــمـــي المتواضع ...
تعليق