بسم الله الرحمن الرحيـــم
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
بقلم : المحقق
المقـــــدمة :
إن الإختلاف في الرأي لايفسد من الودِّ قضية ، ولكنّ القضية التي تتعلق بالشريعة المقدسة لابد من معرفتها بشكل صحيح ، ومن هذا المنطلق فيشكل البعض على من يقول بجمع الصلاة من المسلمين ، في الوقت الذي تذكر مصادره المعتبرة -عنده- أن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله كان يجمع بين الصلاتين ، وعلى المسلمين أن يصلّوا كيفما كان نبيهم يصلي .
فحينما يقول فقهاء مدرسة شيعة أهل البيت عليهم السلام بجواز الجمع بين الصلاتين وذلك إعتمادا على أدلة نقلية معتبرة في كتبهم ، وقد وردت هذه الأدلة النقلية كأحاديث وروايات متعددة .
وكذلك فإن كتب ابناء العامة ومن أبرزها الصحاح المعروفة ، ولاسيما صحيح البخاري وصحيح مسلم وكذلك مسند بن احمد تقول بأن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله كان يجمع الصلاة لغير علة .
مدار البحث : ماحقيقة الجمع بين الصلاتين لغير علّة ؟؟
وهنا فقد وردت الكثير من النصوص في كتب ومصادر شيعة أهل البيت عليهم السلام بما جاء عن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وعن الأئمة المعصومين الاطهار عليهم السلام ، وكذلك جاءت النصوص في كتب أبناء العامة بل في أهم كتبهم- كماتقدّم ايها القارىء الكريم- لتؤكد على جواز الجمع بين الصلاتين ، وأن قضية الجمع بين الصلاتين هي من سنة النبي النقية ، لاتلك التي حرفها المغرضون كالوهبية ونسبوها اليه ، وهنا-ايها القرىءالعزيز- ولتكون الحجة لازمة سنقتصر على الأدلة النقلية المعتبرة ، والتي جاءت في أهم كتب العامة وهي الصحاح ، ومنها صحيح البخاري ومسلم.
الأدلة النقليـــــــــة :
فقد ذكر البخاري :
524 - حدثنا : إبن مقاتل قال : ، أخبرنا : عبد الله قال : ، أخبرنا : أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف قال : سمعت أبا إمامة بن سهل يقول : صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر فقلت : يا عم ما هذه الصلاة التي صليت
قال : العصر وهذه صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي كنا نصلي معه.(1).
537 - حدثنا : آدم قال : ، حدثنا : شعبة قال : ، حدثنا : عمرو إبن دينار قال : سمعت جابر بن يزيد ، عن إبن عباس قال : صلى النبي (صلى الله عليه وآله)سبعاً جميعاًً وثمانية جميعاًً.(2)
واما مسلم فقد ذكر :
705 - حدثنا : يحيى بن يحيى قال : قرأت على مالك ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن إبن عباس قال : صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)الظهر والعصر جميعاًً والمغرب والعشاء جميعاًً في غير خوف ولا سفر.(3)
705 - وحدثنا : أحمد بن يونس ، وعون بن سلام جميعاًً ، عن زهير قال إبن يونس : ، حدثنا : زهير ، حدثنا : أبو الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن إبن عباس قال : صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاًً بالمدينة في غير خوف ولا سفر قال أبو الزبير : فسألت سعيداً لم فعل ذلك فقال : سألت إبن عباس كما سألتني فقال : أراد أن لا يحرج أحداً من أمته. (4)
705 - وحدثنا : يحيى بن حبيب الحارثي ، حدثنا : خالد يعني
إبن الحارث ، حدثنا : قرة ، حدثنا : أبو الزبير ، حدثنا : سعيد بن جبير ، حدثنا : إبن عباس : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بين
الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك فجمع بين الظهر والعصر
والمغرب والعشاء ، قال سعيد : فقلت لإبن عباس : ما حمله
على ذلك قال : أراد أن لا يحرج أمته (5).
706 - حدثنا : أحمد بن عبد الله بن يونس ، حدثنا : زهير ، حدثنا : أبو الزبير ، عن أبي الطفيل عامر ، عن معاذ قال : خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك ، فكان يصلي الظهر والعصر جميعاًً والمغرب والعشاء جميعاًً. (6).
706 - حدثنا : يحيى بن حبيب ، حدثنا : خالد يعني إبن الحارث ، حدثنا : قرة بن خالد ، حدثنا : أبو الزبير ، حدثنا : عامر بن واثلة أبو الطفيل ، حدثنا : معاذ بن جبل قال : جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء قال : فقلت : ما حمله على ذلك قال : فقال : أراد أن لا يحرج أمته.(7).
705 - وحدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب قالا : ، حدثنا : أبو معاوية ح وحدثنا : أبو كريب وأبو سعيد الأشج واللفظ لأبي كريب قالا : ، حدثنا : وكيع كلاهما ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن إبن عباس قال : جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر.
- في حديث وكيع قال : قلت لإبن عباس : لم فعل ذلك قال : كي لا يحرج أمته وفي حديث أبي معاوية قيل لإبن عباس : ما أراد إلى ذلك قال : أراد أن لا يحرج أمته. (8).
705 - وحدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن جابر بن زيد ، عن إبن عباس قال : صليت مع النبي (صلى الله عليه وآله) ثمانياً جميعاًً وسبعاً جميعاًً قلت : يا أبا الشعثاء أظنه أخر الظهر وعجل العصر وأخر المغرب وعجل العشاء قال : وأنا أظن ذاك. (9).
705 - وحدثنا : أبو الربيع الزهراني ، حدثنا : حماد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن زيد ، عن إبن عباس : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمدينة سبعاً وثمانياً الظهر والعصر والمغرب والعشاء. (10).
705 - وحدثني : أبو الربيع الزهراني ، حدثنا : حماد ، عن الزبير بن الخريت ، عن عبد الله بن شقيق قال : خطبنا إبن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون : الصلاة الصلاة قال : فجاءه رجل من بني تميم لا يفتر ولا ينثني الصلاة الصلاة فقال إبن عباس : أتعلمني بالسنة لا أم لك ثم قال : رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء قال عبد الله بن شقيق : فحاك في صدري من ذلك شيء فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقالته.(11).
705 - وحدثنا : إبن أبي عمر ، حدثنا : وكيع ، حدثنا : عمران بن حدير ، عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال : قال رجل لإبن عباس الصلاة فسكت ثم قال : الصلاة فسكت ثم قال : الصلاة فسكت ثم قال : لا أم لك أتعلمنا بالصلاة وكنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) . (12).
وأما أحمد فقد ذكر في مسنده :-
1954 - حدثنا : يحيى ، عن شعبة ، حدثنا : قتادة قال : سمعت جابر بن زيد ، عن إبن عباس قال : جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر قيل لإبن عباس وما أراد إلى ذلك قال : أراد أن لا يحرج أمته. (13).
332 - حدثني ، عن مالك ، عن أبي الزبير المكي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس أنه قال : صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاًً والمغرب والعشاء جميعاًً في غير خوف ولا سفر
قال مالك : أرى ذلك كان في مطر. (14).
مناقشة لطيفة :
يتسائل العقلاء إذا كان النبي (صلى الله عليه وآله) وبحسب كتبكم تثبت أنه كان يجمع بين الصلاتين لغير علّة -فلاخوف ولامطر- ، فأنى لكم أن تنعتوا الجمع بين الصلاتين بالبدعة ؟!
وأنى لكم أن تقول بإنحراف من يجمع بين الصلاتين ؟! ، مالكم بالقرآن لاتؤمنون ؟! ، وبسنة النبي صلى الله عليه وآله لاتهتدون ؟! ، أفسحرٌ هذا أم تضنون أنكم بأفواهكم على المسلمين تسيطرون ؟! ، مالكم لاتتفكرون ، لوكانت بدعة أقالت بها صحاحكم التي بها تؤمنون؟! ، وإن ربك هو أعلم بما هم فيه يختلفون.
نتيجة البحث :
إن قضية الجمع بين الصلاتين هي من سنة النبي(صلى الله عليه وآله)
وقد جاءت أدلتها النقلية في كتب الخاصة والعامة ، وشهدت بها صحاح العامة
ولكن المغرضين جعلوا السنة النبوية بدعة ، وجعلوا البدعة سنة نبوية
وقد حرّفوا الكَلِمَ عن مواضعه ، وعلى شريعة الله تعالى كانوا يتبخترون .
والحمد لله رب العالمين.
*******************************
******************
(2)صحيح البخاري - كتاب مواقيت الصلاة - باب وقت المغرب
(3)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(4)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(5)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(6)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(7)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(8)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(9)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(10)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(11)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(12)صحيح مسلم - كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب الجمع بين الصلاتين في الحضر
(13)مسند أحمد - ومن مسند بني هاشم - بداية مسند عبد الله بن العباس (ر)
(14)موطأ مالك - كتاب قصر الصلاة في السفر - الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر
تعليق