بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
عمران : اخبرني عن الكائن الأول وعما خلق؟
الإمام الرضا(عليه السلام):
سألت فأفهم ، أما الواحد فلم يزل واحدا لا شيء معه بلا حدود وعلى عرض ولا يزال كذلك ثم خلق خلقا مبدعا مختلفا بأعراض وحدود مختلفة لا في شيء أقامه ولا في شيء حدّه ولا على شيء حذاه ومثل له، فجعل الخلق من بعد ذلك صفوة واختلافا وإيلافا وألوانا وذوقا وطعما لا لحاجة منه إلى ذلك ولا لفضل منزلة لا يبلغها إلا به ولا رأي لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصانا ، تعقل هذا يا عمران ، ولم يخلق الخلق لحاجة ، ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلى بعض بلا حاجة منه إلى من فضل ولا نعمة منه على من أذل فلهذا خلق .
عمران:
اخبرني بأي شيء علم ما علم؟ أبضمير أم بغير ذلك.
الرضا(عليه السلام):-
أرأيت إذا علم (عرف) بضمير هل تجد له بدا من أن تجعل لذلك الضمير حدا تنتهي إليه المعرفة.
عمران:
لابد من ذلك.
الرضا( عليه السلام):-
فما ذلك الضمير؟
عمران انقطع ولم يحر جوابا.
الإمام (عليه السلام):
لا بأس إن سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر،
أن قلت نعم أفسدت عليك قولك ودعواتك يا عمران،
أليس ينبغي أن تعلم إن الواحد ليس يوصف بضمير ؟
وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع ، وليس يتوهم منه مذاهب وتجربة
كمذاهب المخلوقين وتجربتهم؟
فأعقل ذلك وابن عليه ما علمت صوابا.
عمران:
يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا لا شيء غيره ولا شيء معه أليس قد تغير بخلقه الخلق؟
الإمام(عليه السلام) :
لم يتغير عز وجل بخلق الخلق ولكن الخلق يتغير بتغيره .
عمران :
فبأي شيء عرفناه؟
الإمام( عليه السلام) -بغيره .
عمران: فأي شيء غيره؟
الإمام: مشيته واسمه وصفته .
عمران: يا سيدي فأي شيء هو؟
الإمام( عليه السلام)
هو نور ، بمعنى انه هاد لخلقه من أهل السماء وأهل الأرض ، وليس لك علي أكثر من توحيدي إياه .
عمران :
يا سيدي أليس قد كان ساكنا قبل الخلق لا ينطق ثم نطق .
الإمام( عليه السلام)
لا يكون السكون إلا عن نطق قبله ،والمثل في ذلك انه لا يقال للسراج هو ساكت لا ينطق، ولا يقال إن السراج ليضيء فيما يريد إن يفعل بنا لان الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون.
عمران :
اهو في الخلق أم الخلق فيه؟
الإمام(عليه السلام)
جلّ يا عمران عن ذلك ، ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه،تعالى عن ذلك، وسأعلمك ما تعرفه به ولا قوة إلا بالله:---- اخبرني عن المرآة ، أنت فيها أم هي فيك ؟
عمران :
بضوء بيني وبينها.
الإمام(عليه السلام)
هل ترى من ذلك الضوء في المرآة أكثر مما تراه في عينك؟
عمران نعم .
الإمام (عليه السلام):
فأريناه.
عمران ، ساكت لا ينطق.
الإمام فلا أرى النور إلا وقد دلك ودل على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما .
عمران: اخبرني عن الله ، هل يوحد بحقيقة او يوحد بوصف؟
الإمام : إن الله المبدأ الواحد الكائن الأول ،لم يزل واحدا لاشيء معه ،فردا لا ثاني معه،لا معلوما ولا مجهولا ولا محكما ولا متشابها ولا مدكورا ولا منسيا ولا شيئا يقع عليه اسم شيء من الأشياء غيره ، ولا من وقت كان ولا إلى وقت يكون ولا بشيء قام ولا إلى شيء اسند ولا في شيء استكن ودلك كله قبل الخلق أد لا شيء غيره وما أوقعت عليه من الكل فهي صفات محدثة وترجمة يفهم بها من يفهم .
عمران : اخبرني عن الإبداع ،أخلق هو أم غير خلق؟
الإمام: بل خلق ساكن لا يدرك بالسكون وإنما شيء محدث والله الذي أحدثه فصار خلقا له ، وإنما هو الله عز وجل، وخلقه لا ثالث غيرهما ،فما خلق اله لم يعد أن يكون خلقه وقد يكون الخلق ساكنا ومتحركا ومختلفا ومؤتلفا ومعلوما ومتشابها وكل ما وقع عليه حد فهو خلق الله عز وجل .
عمران:يا سيدي اشهد انه كما وصفت ولكن بقيت لي مسألة.
الإمام: سل عما بدا لك.
عمران: أسألك عن الحكيم ، في أي شيء هو؟ وهل يحيط به شيء ؟وهل يتحول من شيء إلى شيء ؟ أو به حاجة إلى شيء؟ .
الإمام: أخبرك يا عمران فأعقل ما سألت عنه فأنه من أغمض ما يرد على المخلوقين في مسائلهم ، وليس يفهمه المتفاوت عقله ،العازب حلمه ،ولا يعجز عن فهمه أولوا العقل المنصفون ، إما أول دلك فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه لجاز لقائل إن يقول : يتحول إلى ما خلق لحاجة إلى دلك ،ولكنه عز وجل لم يخلق شيئا لحاجة ولم يزل ثابتا لا في شيء ولا على شيء إلا إن الخلق يمسك بعضه بعضا ويدخل بعضه في بعض ولا يخرج منه ، والله جل وتقدس بقدرته يمسك دلك كله،وليس يدخل في شيء ولا يخرج منه ولا يؤوده حفظه ولا يعجز عن إمساكه ولا يعرف احد من الخلق كيف ذلك إلا الله عز وجل ومن أطلعه عليه من رسله وأهل سره والمستحفظين لأمره وخزانته القائمين بشريعته ، وإنما أمره كلمح البصر أو هو اقرب اذا شاء فإنما يقول له كن فيكون بمشيته وإرادته, وليس شيء اقرب إليه من شيء ولا شيء ابعد منه من شيء ، أفهمت يا عمران..
عمران: نعم يا سيدي قد فهمت ، واشهد ان الله على ما وصفته وحددته وان محمدا عبده المبعوث بالهدى ودين الحق .
ثم خر ساجدا نحو القبلة واسلم
والحمد لله وحده
الإمام الرضا(عليه السلام):
سألت فأفهم ، أما الواحد فلم يزل واحدا لا شيء معه بلا حدود وعلى عرض ولا يزال كذلك ثم خلق خلقا مبدعا مختلفا بأعراض وحدود مختلفة لا في شيء أقامه ولا في شيء حدّه ولا على شيء حذاه ومثل له، فجعل الخلق من بعد ذلك صفوة واختلافا وإيلافا وألوانا وذوقا وطعما لا لحاجة منه إلى ذلك ولا لفضل منزلة لا يبلغها إلا به ولا رأي لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصانا ، تعقل هذا يا عمران ، ولم يخلق الخلق لحاجة ، ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلى بعض بلا حاجة منه إلى من فضل ولا نعمة منه على من أذل فلهذا خلق .
عمران:
اخبرني بأي شيء علم ما علم؟ أبضمير أم بغير ذلك.
الرضا(عليه السلام):-
أرأيت إذا علم (عرف) بضمير هل تجد له بدا من أن تجعل لذلك الضمير حدا تنتهي إليه المعرفة.
عمران:
لابد من ذلك.
الرضا( عليه السلام):-
فما ذلك الضمير؟
عمران انقطع ولم يحر جوابا.
الإمام (عليه السلام):
لا بأس إن سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر،
أن قلت نعم أفسدت عليك قولك ودعواتك يا عمران،
أليس ينبغي أن تعلم إن الواحد ليس يوصف بضمير ؟
وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع ، وليس يتوهم منه مذاهب وتجربة
كمذاهب المخلوقين وتجربتهم؟
فأعقل ذلك وابن عليه ما علمت صوابا.
عمران:
يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا لا شيء غيره ولا شيء معه أليس قد تغير بخلقه الخلق؟
الإمام(عليه السلام) :
لم يتغير عز وجل بخلق الخلق ولكن الخلق يتغير بتغيره .
عمران :
فبأي شيء عرفناه؟
الإمام( عليه السلام) -بغيره .
عمران: فأي شيء غيره؟
الإمام: مشيته واسمه وصفته .
عمران: يا سيدي فأي شيء هو؟
الإمام( عليه السلام)
هو نور ، بمعنى انه هاد لخلقه من أهل السماء وأهل الأرض ، وليس لك علي أكثر من توحيدي إياه .
عمران :
يا سيدي أليس قد كان ساكنا قبل الخلق لا ينطق ثم نطق .
الإمام( عليه السلام)
لا يكون السكون إلا عن نطق قبله ،والمثل في ذلك انه لا يقال للسراج هو ساكت لا ينطق، ولا يقال إن السراج ليضيء فيما يريد إن يفعل بنا لان الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون.
عمران :
اهو في الخلق أم الخلق فيه؟
الإمام(عليه السلام)
جلّ يا عمران عن ذلك ، ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه،تعالى عن ذلك، وسأعلمك ما تعرفه به ولا قوة إلا بالله:---- اخبرني عن المرآة ، أنت فيها أم هي فيك ؟
عمران :
بضوء بيني وبينها.
الإمام(عليه السلام)
هل ترى من ذلك الضوء في المرآة أكثر مما تراه في عينك؟
عمران نعم .
الإمام (عليه السلام):
فأريناه.
عمران ، ساكت لا ينطق.
الإمام فلا أرى النور إلا وقد دلك ودل على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما .
عمران: اخبرني عن الله ، هل يوحد بحقيقة او يوحد بوصف؟
الإمام : إن الله المبدأ الواحد الكائن الأول ،لم يزل واحدا لاشيء معه ،فردا لا ثاني معه،لا معلوما ولا مجهولا ولا محكما ولا متشابها ولا مدكورا ولا منسيا ولا شيئا يقع عليه اسم شيء من الأشياء غيره ، ولا من وقت كان ولا إلى وقت يكون ولا بشيء قام ولا إلى شيء اسند ولا في شيء استكن ودلك كله قبل الخلق أد لا شيء غيره وما أوقعت عليه من الكل فهي صفات محدثة وترجمة يفهم بها من يفهم .
عمران : اخبرني عن الإبداع ،أخلق هو أم غير خلق؟
الإمام: بل خلق ساكن لا يدرك بالسكون وإنما شيء محدث والله الذي أحدثه فصار خلقا له ، وإنما هو الله عز وجل، وخلقه لا ثالث غيرهما ،فما خلق اله لم يعد أن يكون خلقه وقد يكون الخلق ساكنا ومتحركا ومختلفا ومؤتلفا ومعلوما ومتشابها وكل ما وقع عليه حد فهو خلق الله عز وجل .
عمران:يا سيدي اشهد انه كما وصفت ولكن بقيت لي مسألة.
الإمام: سل عما بدا لك.
عمران: أسألك عن الحكيم ، في أي شيء هو؟ وهل يحيط به شيء ؟وهل يتحول من شيء إلى شيء ؟ أو به حاجة إلى شيء؟ .
الإمام: أخبرك يا عمران فأعقل ما سألت عنه فأنه من أغمض ما يرد على المخلوقين في مسائلهم ، وليس يفهمه المتفاوت عقله ،العازب حلمه ،ولا يعجز عن فهمه أولوا العقل المنصفون ، إما أول دلك فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه لجاز لقائل إن يقول : يتحول إلى ما خلق لحاجة إلى دلك ،ولكنه عز وجل لم يخلق شيئا لحاجة ولم يزل ثابتا لا في شيء ولا على شيء إلا إن الخلق يمسك بعضه بعضا ويدخل بعضه في بعض ولا يخرج منه ، والله جل وتقدس بقدرته يمسك دلك كله،وليس يدخل في شيء ولا يخرج منه ولا يؤوده حفظه ولا يعجز عن إمساكه ولا يعرف احد من الخلق كيف ذلك إلا الله عز وجل ومن أطلعه عليه من رسله وأهل سره والمستحفظين لأمره وخزانته القائمين بشريعته ، وإنما أمره كلمح البصر أو هو اقرب اذا شاء فإنما يقول له كن فيكون بمشيته وإرادته, وليس شيء اقرب إليه من شيء ولا شيء ابعد منه من شيء ، أفهمت يا عمران..
عمران: نعم يا سيدي قد فهمت ، واشهد ان الله على ما وصفته وحددته وان محمدا عبده المبعوث بالهدى ودين الحق .
ثم خر ساجدا نحو القبلة واسلم
والحمد لله وحده
تعليق