بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
المدرسة والصحة النفسية للطلاب . الجزء الأول ..اللهم صل على محمد وآل محمد
إن ظاهرة أنتشار الاضطرابات النفسية عند الأطفال اصبحت في تزايد مستمر ، ولكن رافق ذلك أيضاً تطور مناهج الوقاية والعلاج في علم النفس وفي الكثير من علومه المتصلة به مثل علم النفس التربوي وعلم النفس المعرفي وعلم نفس الطفل وكل العلوم التي تعنى بالطفل وتربيته ونشأته .
فبعد ان كان مقتصر وفي سنين غير بعيدة على حالات التبول اللاأرادي ، وصعوبات النطق والهستيريا والتأخر الدراسي والفشل الدراسي ، توسع ليدرس تشتت الانتباه وفرط الحركة وصعوبات التعلم ومظاهر كثيرة أخرى .
وباعتبار أن المدرسة من أهم مكونات بيئتنا الحالية فقد اخذت حيزاً كبيراً وقدراً واسعاً من الدراسة باعتبارها محيط يعيش فيه الطفل والشاب لأكثر من خمس ساعات يومياً ، وهذا الوقت لا يخلو من تفاعلات بعضها سليمة وبعضها غير سليمة مما يؤثر في الصحة النفسية للطلاب ، وباعتبار ان المعلم والمدرس في تفاعل مستمر مع الطالب وطيلة الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسة ، فأن الجزء الكبير من صحة الطالب النفسية يكون للمدرسة وللمعلم تأثير فيها . وسنتحدث في هذا الجزء عن المدرسة وفي الجزء الثاني سوف نتحدث عن المعلم والمدرس .
وللمدرسة دور كبير كما لا يخفى في التربية والتعليم يضاف إلى ذلك أنها وبحسب الدكتورة كلير فهيم في كتابها ( أولادنا .. والمدرسة ) فإنها تساعد في :1 – تنشئة جيل سليم البدن وصحيح النفس .2 – تعليم افراده كيف يحبون وكيف يعملون للنجاح ، وكيف يقابلون الفشل وكيف يحاولون التوافق من جديد . وكيف ينزلون عن بعض الرغبات إذا لزم الأمر
3 – كيف يستقطرون الرضا من المهام الموكولة إليهم وإن أثارت في نفوسهم بعض الضيق .4 – كيف يدعون بعض أنانيتهم لكي يعيشوا مع الناس متحابين متعاونين .
وتضيف إلى ذلك الدكتورة كلير أن المدرسة تساعد الطلبة على تحقيق النضج الانفعالي لديهم ، وأيضاً المدرسة تدعم الصلة بينها وبين البيت .
وكذلك فإن المدرسة تساعد في تكوين الاتجاهات والعادات الصحية السليمة المتمثلة باتجاهات حول المدرسة ، واتجاهات حول العمل ، واتجاهات نحو قضاء وقت الفراغ ، واتجاهات نحو الأشخاص .
وخلاصة الكلام أن للطفل قدرات وهذه القدرات تتغذى وتنمو بالتشجيع ، ولكنها تضمر وتموت بالتقريع والقسوة والضرب ، وليس معنى ذلك ألا ينتقد الطفل أو يراجع إذا أخطأ . ولكن هذا يكون من خلال أتباع الطرق التربوية والنفسية الصحيحة في التعامل مع الطلبة وذلك للنهوض بهم وزرع الروح السليمة لديهم ، روح الزمالة والصداقة ، وقيمنا وأخلاقنا الإسلامية النبيلة ، وأتباع القدوة الحسنة المتمثلة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام فهم خير قدوة وخير سلف .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
تعليق