إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفهوم الإمامة 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفهوم الإمامة 2

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين

    ومما تقدم يفهم أن من يرث الكتاب لا بد أن يكون مسبوقا بالاصطفاء والاجتباء والاختيار ، وجميع ذلك ذكر في الآية الكريمة (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) )

    وقد بين المفسرون أن هذا العهد هو الإمامة لأن إبراهيم عليه السلام كان نبيا قبل أن يعهد إليه الله بمنزلة الإمامة ويدل على ذلك إن هذا الحدث وقع في أواخر عهد إبراهيم عليه السلام بعد كبره وولادة إسماعيل وإسحاق له (قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) وقول زوجته بعد البشارة (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) )


    في حين أن النبوة كما يحكي القران إنما كانت في فترة شبابه (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) )

    كما ويدل على أن الإمامة كانت بعد النبوة ابتلاءه بما ابتلاه الله من الامتحانات ومنها قضية ذبح إسماعيل عليه السلام .

    هذا ويمكن أن نستخلص من الآية الكريمة عدة مفاهيم منها : أنه لا يمكن تصور صدور الظلم عن الإمام بدليل قوله تعالى (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) ، وانتفاء هذا الظلم لا بد أن يتحقق بأعلى درجاته أي بلوغه درجة العصمة التي تؤهله للإمامة .

    وهذه الإمامة لا يمكن أن تكون مجعولة من قبل الإنسان بل جعلها بيد الله تعالى وهي مرتبة أعلى من النبوة فكان من الطبيعي أن يتسلح من يخوض غمارها وينهض بأعبائها بصفات وكمالات وقابليات أفضل من التي عند غيره بمراتب كثيرة جدا لحاجة الشريعة الإسلامية إلى أشخاص يمارسون مهام الأنبياء الأخرى التي لا غنى للرسالة الإسلامية عنها ومن هذه المهام :
    1-الحفاظ على الرسالة الإسلامية من الانحراف في فهم الشريعة ومقاصدها فقد جاء في الكافي عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال : ( ... فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ) وهذا لا يتسنى لأي أحد دون أن يمتاز بمواصفات ومؤهلات خاصة كالعصمة والعلم الخاص كما أنه لا يمكن تشخيصه بمعزل عن السماء وهو الذي نعبر عنه بالإمام .
    2- مواجهة ظاهرة الاختلاف في المجتمع الإنساني وقد بعث الله الأنبياء ليرفعوا هذا الاختلاف إلا أن النبوات قد ختمت بنبي الرحمة ، فتأتي هنا القيادة المعصومة المتمثلة بالإمام لتمارس هذا الدور وعلى أكمل وجه .
    3- تميزت الرسالة الإسلامية أنها تمكنت من أن تقيم حكومة ودولة إسلامية في عصر الرسالة فهي تحتاج إلى قيادة فذة ومتكاملة كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذا لا يتأتى إلا من خلال إمام معصوم وعلى درجة كبيرة من العلم والإدراك .
    ومن كون الإمامة هي استمرار لممارسات النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تطبيق أحكام النبي جاءت مقرونة بهداية الناس وإيصالهم إلى الكمال المطلوب وتحقيق الهدف من رسالات السماء وهذه الهداية تسمى بالإيصالية ، قال سبحانه وتعالى في سورة الأنعام (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) )
    ومما يؤيد أن هداية الإمام هداية إيصالية نفس معنى الإمام اللغوي فهو يستبطن الهداية والاقتداء والإيصال إلى المطلوب من الكمال فمعنى الإمام هو من يؤتم ويقتدى به ولذا فسر القرطبي في الجامع لأحكام القران قوله تعالى (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) ) ( أي رؤساء يقتدى بهم في الخيرات وأعمال الطاعات ) وقال أبن كثير في تفسيره ( وجعلناهم أئمة ) أي يقتدى بهم.
    فمصطلح الأئمة لا يختص بإمامة أهل البيت عليهم السلام كما يظن كثير من مخالفي الشيعة ، حيث نجد إن الإمامة قد حظي بها عدد من الأنبياء المرسلين تقتدي بهم الأمم لتصل إلى رقيها وكمالها كما في قوله تعالى (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) ) ، قال الطبري في تفسيره ( أي وجعلنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب ائمة ) وقال الله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24) ) قال الطبري في تفسيره ( جعلنا من بني اسرائيل ائمة يؤتم بهم ، ويهتدى بهديهم )
    فمفهوم الإمام العام هو أعلى وأشرف من النبوة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نبي ورسول وإمام وهاد وهو أفضل الكائنات على الإطلاق .

  • #2


    • اللهم صل على محمد وال محمد // السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الفاضل عدنان الشمريّ.
    • الشكر لكم على هذه االمشاركة القيمة الهادفة.
    • فمن شروط الإمام أنه معصوم عن الظلم بقوله تعالى(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )).
    • وفقكم الله للمزيد..

    ************************************************** ********************

    صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

    من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

    لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


    فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

    http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167

    تعليق

    يعمل...
    X