بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .واجبات الاولاد تجاه الوالدين :الاحترام والطاعة : فمن القضايا الاساسية التي اهتم بها القرأن الكريم وهو الاحسان للوالدين ، ويستعرض منها في هذا المجال بعض الايات : منها قوله تعالى : (وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة ) .س البقرة ،اية 83 . وقال تعالى : (وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجارذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وبن السبيل ) س /النساء /ايه / 36 .
ان الاستفادة من هاتين الايتين المباركتين هو وجوب الاحسان للوالدين . ودلالة المعنى ( وبالوالدين احسانا ) أي انها : واوصي : بالوالدين احسانا . ولما كانت لنعم الوالدين درجة من بعد نعم الله جل جلاله في المرتبة امر بالاحسان اليهما من بعد الامر بعبادته تعالى . ثم ان هذه الايات تشير الى حق الوالدين والوصية بالاحسان اليهم ، ولا ريب ولاشك ان حقوق الوالدين من القضايا التي اهتم فيها القران الكريم ، وقليل من حضى بمثل هذا الاهتمام والعناية الخاصة بالوالدين ، حيث ان هذه التوصية بالوالدين جاءت بعد الدعوة الى التوحيد للعبادة في القران الكريم في اربعة مواضع ، من هذه العبر المتكررة حيث يستفاد من بين هاتين المسالتين من حيث ان اكبر نعمة تلك نعمة الوجود والحياة ، ولقد وجدها المولى عز وجل في الدرجة الاولى وكما ترتبط بالوالدين درجة ثانيه..
وذلك لان الابن جزء من وجود الوالدين ،لذا كان ترك حقوقهم وكذا تجاهلها في درجة الشرك بالله سبحانه وتعالى ، ولقد اكدت روايات كثيرة عن ما جاء في القرأن الكريم :
روي عن الامام الصادق عليه السلام ، عن قول الله جل جلاله : ( وبالوالدين احسانا ) قيل ما هذا الاحسان ؟ فقال عليه السلام : الاحسان ان تحسن صحبتهما ولا تكلفهما من ان يسالاك شيئا مما يحتاجا اليه وان كانا في استغناء عنه ، اليس قول الله عزوجل (لن تنالوا البرحتى تنفقوا مما تحبون ) .قال :ثم قال ابو عبد الله عليه السلام وقول الله عز وجل : ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) قال : اذا اضجراك لاتقل لهما : اف ، ولا تنهرهما ان ضرباك ، (وقل لهما قولا كريما )وان ضرباك فقل لهما غفر الله لكما ، فهذا هو منك قول كريم .وعن رسولالله صلى الله عليه واله وسلم :إياكم وعقوق الوالين : الكافي / ج / 2 ، ص 157 . وعنه صلى الله عليه واله وسلم : من اصبح مسخطا لابويه فقد اصبح له بابان مفتوحان الى النار : جامع السعادات /ج 2 /ص 202 .اللهم اجعلنا من الطائعين لك ولوالدينا انك سميع مجيب ،والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين .
تعليق