إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف نجسد علم الاخلاق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف نجسد علم الاخلاق

    بسم الله والحمد لله وحده ونشهد أن لا إله إلا الله وحده شهادة نستهل بها أقوالنا ونستنجح به


    أعمالنا ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله مؤسس قواعد دينه ومشيد معالم كتابه وعلى آله


    الأخيار الطيبين الأطهار الذين اجتهدوا في إحياء وتقويم منهاج شريعته وترسيخ قواعد عقيدته


    وعلى صحبه الأبرار الذين بذلوا غاية الوسع في حفظ البيان بروح من السمو والعرفان.




    جاء الإسلام بتعاليمه كي يؤدب الإنسان بالآداب الشخصية والاجتماعية ، ليلبسه لباس الكمال


    وجمال الأخلاق كي لا تزل له قدم ولا يضعف له ركن ولا تشذ له كلمة ، بهذه الروح الإنسانية


    الجميلة الأخلاقية يتكامل الإنسان ويزداد حباً لله ويكون سديد الخطوة حميد القول والفعل ، كما


    يقول الحق تبارك وتعالى: ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ) "الشمس الآيتان: 7-


    8" هكذا الإنسان في وجوده فهو لم يخلق عبثاً دون غاية وهدف ومن أهم الغايات أن يكون


    ميداناً للعبودية الإلهية ومثالا لتجسيدها ، مستغلاً كل طاقاته وإمكانياته في تحقيق المنفعة التي


    تؤول به في النهاية إلى تحقيق التعبد لله وإقامة شريعته ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا


    تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ‏ ) " المؤمنون آية - 115".




    فالكون بطبيعته الاعتبارية كالمزرعة فمتى ما اتسعت رقعتها الزراعية كلما كان محصولها أكثر


    ، وكلما زاد محصولها زاد زكاتها ، هكذا يكون التعامل مع الله ، فعلى الإنسان المؤمن أن


    يستثمر هذا المفهوم ا لترسيخ دعائم دينه جاعلاً من دنياه أكبر عون له على ذلك ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ


    تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُم وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) " آل عمران آية - 31"


    بهذا القول الإلهي يتم التصديق لله كما سلكوه ورسموه لنا أئمة الهدى (عليهم السلام) واقتفوا به


    قولاً وفعلاً ، كما في الرواية المروية عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) " عندما مر


    على كنسية خربة وقت رجوعه من حرب صفين وكان أحد أصحابه يبحث خلالها عن مكان ما


    ليغتسل فيه أو قيل ليقضي حاجته فيه فنهاه الإمام علي (عليه السلام) فقال الرجل للإمام ولكن


    هذا مكان لطالما أشرك الله فيه ، لكن الإمام (عليه السلام) صحح فكرة الرجل بالقول: هذا مكان


    لطالما عُبد الله فيه ، فيبقى محترماً طالما أن صاحبه وجد الإيمان بالله فيه ومن خلاله ، وإن


    أشرك بالله من وجهة نظر الإسلام ، فروحه وانقطاعه الروحي هذا مع الله يجعله محترم ومقدر


    لدى الإنسان المسلم وإن كان شركه ليس كذلك.




    فالتعامل مع الله وسيلة وغايتها الوصول إلى الله عز وجل ونيل رضاه ، فكيف ندرك أننا حققنا


    رضا الله عنا وقبوله لنا؟ هنا لا بد من وقفة ، علينا أن ندرك أن هناك خطوات ومراحل لا بد من


    اجتيازها وعبورها وأرقى مراحلها والتي لا تُعطى إلا للقليل من العباد ، هي مرحلة الحب له


    أولاً ، ثم الحب لعباده المؤمنين ، فعندما تُجسد قيم الحب مع الله بكل المضامين تنتشر وشائج


    المحبة ، ويصعد هذا الحب نحو السماء فيشهد الله عليه وملائكته ، لكن هناك خطأ واضح لدى


    البعض ممن وطدوا أنفسهم للدنيا ولمتاعها ، فوصفهم القرآن الكريم بالمتثاقلين في قول الله تبارك


    وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم


    بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ ) "التوبة آية - 38" فإذا كان


    الحب لم يقم على التعظيم لله والتصديق بما أنزله على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) من


    خضوع للأوامر الخيرية والانتهاء عن الأفعال الشرية لا يكون حباً ، الحب لا بد أن يُجسم


    بدعوى الجهر به دون اللجوء إلى أي عريضة يضبطها برهان.




    من هذا المنطلق لا يكون الحب لله خاضع لأوامره ونواهيه ومسخر لمنفعة الناس إلا بهذا الفهم


    كما يقول الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لأخرتك


    كأنك تموت غدا) ولكن هناك من الناس ممن لا يعرفون حقيقة التعامل مع الله فتراهم يتخبطون


    ويكونون في حالة من الهبوط الفكري فتراهم يتصرفون على أسس غير واقعية وغير سليمة


    تصل بمدارجها إلى مستوى الجنون.




    فنظام الحب لله يجب أن يقوم على قواعد ثابته ، ويسير ضمن حركة انتظامية مطردة تدل على


    حسن الإتباع والتجرد من هموم الدنيا ، ففي الحديث النبوي الشريف "تَفرَّغوا من هموم الدنيا ما


    استطعتم ، فإنه مَن أقبل على الله تعالى بقلبه ، جعل الله قلوب العباد منقادة إليه بالودّ والرّحمة ،


    وكان الله إليه بكلّ خير أسرع" الحب لله لا بد أن يقوم على ركيزة مبدؤها العقيدة ومفتاحها


    الأخلاق للنظر في دلائل الكون والإتباع لشريعة الله فكراً وسلوكاً ، الحب لله لن يتم إلا بالتكامل


    العلمي المعرفي وبالتهذيب الأخلاقي ، لأنه تجنيد للنفس ولمشاعرها سراً وعلانية والإيمان بالله


    وبرسوله (صلى الله عليه وأله) صدقاً واحتساباً (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ


    يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) "الحجرات - آية 15".




    لهذا من الحكمة بمكان أن يصنع الإنسان المسلم لنفسه الصورة التي تُجسم هذا المبدأ ليستبين


    لعقله وجه الحكمة من التعامل مع الله ومع الناس أدباً وأخلاقا ، على الإنسان أن يفتح لنفسه باباً


    من التفكير الذي لا شائبة فيه لشرك ولا ضلال ولا اتباع لهوى ، عندئذ يتحقق صدق الحب لله


    والذي لا يتأتى إلا بتحقق الخلجات النفسية الصافية النقية التي لا تخشى إلا الله ولا تميل لكائن


    سواء ، فمن لم يحظى بهذا المنظار الأخلاقي فقد انبرى عن الدين الإسلامي ومبادئه ، عندئذ فلا


    يشفع له شافع ولا ينقذه دافع (فَمَا تَنْفَعهُمْ شَفَاعَة الشَّافِعِينَ) "الأعراف آية - 53".




    علينا أيها الأحبة أن نجعل من الحب وسيلة وواسطة كي ينظر الله إلى ألبابنا وهي طاهرة نقية


    ليختار منها عرشه ، ففي الحديث القدسي: "ما وسعني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب


    عبدي المؤمن" وكما في الحديث النبوي الشرف "إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى


    أجسامكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". .




    علينا أن نصنع في قلوبنا الحب الطاهر النقي من كل درن نفسي ومن كل قذرِ روحيِ وأخلاقي ،


    علينا أن نقدم على الله بقلوب كلها حب ورحمة ووئام بعيدة عن كل حقد وكراهية ، ليتخذ الله


    عرشه المقدس فيها ، حيث أن الإنسان العاصي والملوث بقبائح الأعمال لا يمكن له أن يصل إلى


    هذه الدرجة وهي اتخاذ الله له مسكناً في قلبه إلا من نال توفيق التوبة قبل الممات ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ


    مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) " الشعراء الآيتان: 88 - 89 " فالتوفيق الإلهي هو


    خير رفيق ودليل لنا نحن الفقراء المحتاجون لرحمة الله سبحانه ، نسأل الله أن تكون قلوبنا


    طاهرة سليمة مهيأةً لملاذ عرشه ، وأن يكون عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم نافعاً لأحبتنا


    المؤمنين ومن المشمولين ضمن صالح دعائهم المدخر ثوابه ليوم الدين وصلى الله على محمد


    وآله الطاهرين وصحبه المكرمين.



    http://www.altahera.net/article.php?...d_art&id=29891





















  • #2
    الاخت المهتدية وفقها الله تعالى على هذا المجهود الواسع نتمنى ان نراكم دوما في قسمكم المبارك قسم علم الاخلاق
    .................................................. ........
    .................................................. ........

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد واله الطاهرين
      السلام عليكم اختي الكريمة ورحمة الله وبركاته
      بوركتم واحسنتم كثيراً على هذه المشاركة المميزة في سجل اعمالكم ان شاء الله
      لو تفضلتم بيان العبارة لي وفقكي الله
      فالكون بطبيعته الاعتبارية كالمزرعة فمتى ما اتسعت رقعتها الزراعية كلما كان محصولها أكثر
      ما المقصود بالطبيعة الاعتبارية ؟
      تقبلوا مروري

      تعليق


      • #4

        • اللهم صل على محمد وال محمد..
        • الشكر الوافر لكم الاخت " المهتدية " لمشاركتكم القيمة.
        • أقول: إن الاخلاق من جهة الكلام لطالما يسهل الحديث عنها بل التفلسف فيها ، ولكن تطبيقها لطالما يحتاج الى الإهتمام والمتابعة والدقة ، فلذلك نلاحظ أن الكثير يتفلسف بالحديث عن الاخلاق لكن لاينعكس منها على سلوكه مع الآخرين إلا بقدر حبه وإهتمامه للتطبيق الفعلي.
        • وفقكم الله لكل خير بمحمد وال محمد.

        ************************************************** ********************

        صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

        من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

        لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


        فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

        http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167

        تعليق

        يعمل...
        X