بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
المدرسة والصحة النفسية للطلاب .. الجزء الثاني ..
سنتحدث في هذا الجزء عن دور المعلم والمدرس في الصحة النفسية للطالب ، فكما يعرف الجميع فإن المعلم اضافة الى قيامه بعملية تعليم القراءة والكتابة وتعليم مختلف العلوم والمعارف للطلبة فإنه يكون له تأثير من خلال كونه قدوة يقتدي به الطلبة ويعتبرونه مثالاً وقيمة كبيرة . وكذلك فإن كل معلومة يقدمها المعلم للطالب تكون موضع اهتمام لديه . وقد حدثنا أحد أساتذتنا في الجامعة أنه ذات يوم صحح معلومة لأبنه ، فلم يقبل الأبن كلام أبيه الدكتور ، قائلاً : أن المعلم هكذا قال وقول المعلم صحيح يا أبي وليس قولك .
أذن هذه منزلة ومكانة المعلم عند طلابه .
ولكن للأسف نرى بعض المعلمين يعكسون ما يواجههم في الحياة من مشاكل على طلبتهم ، فقد قام مجموعة من الباحثين بدراسة الأوضاع الحياتية لمجموعة من المعلمين والمدرسين ، حيث وجدوا أن المعلمين والمدرسين الذين يعانون من مشاكل نفسية ومن متاعب الحياة وهمومها ، يعكسون ذلك على الطلاب من خلال قيامهم بضربهم لأتفه الأسباب ويهددونهم بأقسى التهديدات والتعذيب بالضرب وحجتهم في ذلك أن هذا سوف يساعدهم على الدراسة والتحصيل الجيد .
ويجب علينا أن لا ننسى أن المعلم يتعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات ، ودرجات متفاوتة من الذكاء . وأطفال نشأوا في ظروف متعددة ، فمنهم من عاش مدلل ومنهم من عاش محروم من الحنان نتيجة لليتم أو لانفصال الوالدين أو لمعيشته في بيت مليء بالمشاكل والخلافات . وهذه كلها أمور تؤثر في الصحة النفسية للطفل ، ويضاف إليها في المدرسة مشاكل أخرى أيضاً تتمثل بصعوبة بعض المواد الدراسية وبعض مشاكل صعوبات التعلم ، وبعض صعوبات الإدراك والانتباه . وكل هذا يتطلب من المعلم أن يكون على مستوى عالي من الوعي وأن يعمل على تذليل بعض الصعوبات ومساعدة الطالب على تجاوزها فهو معلم ومربي .
وترى الدكتورة كلير فهيم في كتابها ( أولادنا .. والمدرسة ) : (( أن مقومات نجاح المعلم وسعادته في عمله اساسها العلاقات الانسانية السليمة مع كل هيئة مدرسته وخصوصاً التلاميذ . فلا بد أن يمنحهم الاحترام ، والثقة ، وان يقدر شعورهم فيشاركهم في افراحهم وأحزانهم ، وان يساعدهم على تخطي الصعاب ، وحل المشاكل التي تعترض سبيل حياتهم . وأن يكون لهم أباً وأخاً وصديقاً )) .
وكذلك علينا ان لا ننسى أن المعلم يجب أن يكون قدوة حسنة ، من خلال تصرفه وتعامله وأخلاقه ، وكذلك أيضاً من خلال ملبسه وأناقته .
وكذلك على المعلم أن يتابع حالة طلابه الصحية ومدى تأثيرها على وضعهم الدراسي ، لأن كل هذا يؤثر في الصحة النفسية للطالب في المدرسة ..
نتمنى أن يجد كلامنا هذا آذاناً صاغية من قبل المهتمين بالتربية والتعليم في بلدنا العزيز وفي مدارسنا ، وأيضاً لنهتم أكثر بأبنائنا وبطلبتنا الكرام .
وفق الله جميع العاملين في التربية والتعليم لتقديم كل ما لديهم من اجل ابنائنا ومن أجل طلبتنا .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيرا ..
تعليق