بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
أقول أن هذه (المناظرة بين الشيعي والسني) تبين الخلافة لأهل البيت (عليهم السلام) لا لابي بكر وعمر:
قال السنّي للشيعي: أنتم معشر الشيعة روافض، والروافض في الدنيا يشملهم العار، وفي الاخرة مقرهم النار وبئس القرار.
أجاب الشيعي بكل هدوء وسكون: عافاك الله يا أخي أليس من العدل والانصاف أن لا يحكم العاقل على غيره بدون دليل ولا برهان، فما دليلك على أننا روافض ؟ وعلى تقدير صحة ما تقول، ما هو برهانك على أن علينا في الدنيا العار، ومصيرنا في الاخرة إلى النار وبئس القرار ؟
قال السني: أما كونكم معشرَ الشيعة روافض لانكم ترفضون خلافة خلفاء رسول الله الراشدين، وهذا أمر لا يمكن لكل شيعي إنكاره، وهذا من أكبر العار عليكم.
وأما كونكم مقركم النار وبئس القرار، لانه قد قام الاجماع على أن كلّ من امتنع عن الاقرار بخلفاء رسول الله الراشدين، فهو بمثابة الخروج من الدين، وهذا أيضا لا يتمكن كل شيعي من إنكاره. فقال الشيعي: عافاك الله يا أخي، ها أنا شيعي وأنا أتبرؤ من كلّ من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ، وأنا أشهد على كل شيعي قد فهم حقيقة التشيع أنه أيضا يتبرء مثلي من كل من رفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ، فدعواك هذه على الشيعة ظلم وافتراء، وعار على أمثالك من أهل العلم والفضل أن يتصفوا بهذه الصفات الذميمة التي قد يتحاشاها أبسط الجهال والعوام، وحينئذ لا يبقى لحكمك يا أخي على الشيعة بالنار وبئس القرار أدنى قيمة أو اعتبار.
فأين دليلك وبرهانك اللّذان قد اعتمدت عليهما في حكمك هذا الجائر الباطل، وأرجو المسامحة فأنت أحوجتني لهذا المقال ؟!
قال السني ـ وقد استشاط غضبا وغيظا ـ: ألستم معشر الشيعة ترفضون خلافة أبي بكر وعمر وعثمان أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وخلفائه الراشدين، وكيف يمكنك أو يمكن لكل شيعي أن ينكر هذا الامر الذي هو أشهر من نور الشمس عند كل من عرف الشيعة حتى من غير المسلمين، فما جوابك إن كنت من المنصفين ؟
فقال الشيعي: عافاك الله يا أخي ما ذكرت غير الذي به حكمت، وبين الموضوعين بون بعيد وفارق عظيم قد كان حكمك السابق مستندا إلى أن الشيعة ترفض خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ، والان تثبت لهم رفضهم لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان، وهذا موضع آخر غير ما ذكرته سابقا.
لان نفس هؤلاء الخلفاء الثلاثة وجميع أتباعهم وأشياعهم يستنكرون على كل من يقول: إن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ، قد استخلف وعيّن له خليفة من بعده أو نصّ عليه وأخذ له على الناس الخلافة والولاية، وكلّهم يشهدون ويجزمون على أن رسول الله قد مات ولم يعين له خليفة، وهذا شيء كاد أن يكون من خصائص أبي بكر وعمر وعثمان وأشباههم في ذلك العصر، والباقي أتباعٌ لهم وعنهم قد أخذوا بهذا القول والدعوة التي يدّعونها حتى عصرنا الحاضر. فقولك: إن الشيعة ترفض أو رفضت خلفاء رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ، هذا قد تسالم جميع السنّة على إنكاره ورفضه، فمتى صار أبو بكر وعمر وعثمان خلفاء لرسول الله وهم أشد المنكرين على الشيعة الذين يدّعون أن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ، قد أوصى في حياته ونصّ على خليفته وعيّنه بشخصه وذاته وأخذ له من جميع المسلمين على مشهد مائة ألف أو يزيدون يوم غدير خمّ بعد رجوعه من حجة الوداع.نكمل الكلم الطيب في هذه المناظرة في المشاركة الثانية إن شاء الله تعالى
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام على من إتبع الهدى
تعليق