بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
سأبين من خلال حلقات إن شاء الله تعالى الإلحاد والملحدين واعتقاداتهم والرد عليهم بالأدلة والبراهين .
الإلحاد في اللّغة ، واللّحد : الميل والعدول عن الشّيء ، ومنه : لحد القبر وإلحاده أي جعل الشّقّ في جانبه لا في وسطه.
وألحدت الميّت ، ولحدته : جعلته في اللّحد ، أو عملت له لحداً.
ويستعمل الإلحاد في الاصطلاح بمعانٍ منها :
الإلحاد في الدّين ، وهو : الطّعن فيه أو الخروج عنه.
ومنها : الإخلال بما يستحقّه المسجد الحرام بفعل المحرّمات فيه ، أو منع عمارته والصّدّ عنه .
قال ابن عابدين : الإلحاد في الدّين : هو الميل عن الشّرع القويم إلى جهةٍ من جهات الكفر كالباطنيّة الّذين يدّعون أنّ للقرآن ظاهراً ، وأنّهم يعلمون الباطن ، فأحالوا بذلك الشّريعة ، لأنّهم تأوّلوا بما يخالف العربيّة الّتي نزل بها القرآن .
ومن الإلحاد : الطّعن في الدّين مع ادّعاء الإسلام ، أو التّأويل في ضرورات الدّين لإجراء الأهواء[1] .
و ( الإلحاد ) هو الميل عن الحق[2] .
وقد ذكر الإلحاد في القرآن الكريم قال تعالى : " لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "[3]. وهم الملحدون ، عدلوا عن التوحيد إلى الإلحاد فقال هارون : أخبرني عن أول من ألحد وتزندق ؟ فقال موسى ( عليه السلام ) : " أول من ألحد وتزندق في السماء إبليس اللعين ، فاستكبر وافتخر على صفي الله ونجيه آدم عليه السلام ، فقال اللعين : " قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ "[4] فعتا عن أمر ربه وألحد فتوارث الإلحاد ذريته إلى أن تقوم الساعة .
فقال : ولإبليس ذرية ؟ فقال عليه السلام : نعم ألم تسمع إلى قول الله: " وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (*) مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً "[5] لأنهم يضلون ذرية آدم بزخارفهم وكذبهم ويشهدون أن لا إله إلا الله كما وصفهم الله في قوله : " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ "[6] أي إنهم لا يقولون ذلك إلا تلقينا وتأديبا وتسمية . ومن لم يعلم وإن شهد كان شاكاً حاسداً معانداً. ولذلك قالت العرب : " من جهل أمراً عاداه ومن قصر عنه عابه وألحد فيه " لأنه جاهل غير عالم .[7]
والحمد لله ربِّ العالمين ...
يتبع >>>
[1] . الموسوعة الفقهية ، إلحاد ، 2109 .
[2] . التبيان في تفسير القران ، ج 7 ، ص 301 .
[3] . سورة المجادلة : آية : 22 .
[4] . سورة الكهف : آية : 76 .
[5] . سورة : الكهف : آية : 49 – 50 .
[6] . سورة لقمان : آية : 25 .
[7] . تحف العقول ، ج 3 ، ص 94 .
تعليق