1. بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله الطاهرين . أسباب الطلاق وانحلال الاسرة :
الصلح والتحكيم بين الزوجين : ان تحمل احد الزوجين لبعض الوظائف هو امر مطلوب شرعا وعرفا ،واذا لم يتحقق ذالك فليجب التنازل من احد الطرفين للاخر للحفاظ على سلامة الاسرة من التفكك والانهيار، او لمعنى غير ذلك للحفاظ من تازم الحيات الزوجية بسبب الشقاق والخلافات بين الزوجين ،فلذا يرشد كتاب الله المجيد بكلا الزوجين الى المبادرة المستمرة باتجاة الصلح والتحكيم فيما بينهم واليبادر احدهم بهذا الدور البالغ الاهمية لمنع الاسرة من الانحلال والتدهور ،ويذكرايتين من القران المجيد بصدد هذا الموضوع : قال تعالى في كتابه المجيد : ( وإن أمرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الانفس الشح وان تحسنوا وتتقوا فان الله كان بما تعملون خبير ) النساء / اية /128 . ان الاستفادة من هذه الاية المباركة هو ان على المرأة التنازل عن بعض حقوقها والتصالح مع زوجها للحفاض على العلاقة الزوجية من التصدع والانهيار. ونبين كل ذلك في امور :
الامر الاول : لا اثم ولاحرج على كل من الزوجين ( أن يصلحا بينهما صلحا )وهو ترك المرأة لزوجها يومها او وضع بعض ما يجب لها نفقة وكسوة وغيره لاأستعطافه بذلك واستدامة المقام في حباله ( والصلح خير )ومعنى الصلح هو ترك احد الاطراف بعضا من حقه للطرف الاخر ( خير ) وطلب الفرقة بعد الالفة .اذا كان من طيبة نفس وخاطرها .
الامر الثاني : ان سياق مدلول الصلح والمراد وهو ان تغض المرأة النظر عن جزء من الحقوق الزوجية حتى ولو جميعها وذلك لجلب الانس والالفة الزوجية ، والحفاظ على عدم وقوع المفارقة بينهم اي بين الزوجين . ولاكن على الرجال ان لايسىء ولايستغلوا الحكم الوارد في هذه الاية المباركة ، لأن الاية المبارك تتلو بعد ذلك وتقول : (واحضرت الانفس الشح ) وهذا يشمل كل من الزوج والزوجة من هو المقصر في حق الاخر . وكذا تدعو هذه الاية المباركة في نهايتها الى فعل الخير والتقوى والانتباه الى ان الله عزوجل يراقب كل اعمالنا فالوقاية دائما من الانحراف عن جادة الحق والصواب .
الامر الثالث : روي عن الامام الصادق عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( وان امراة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا ) فقال عليه السلام : المرأة تكون عند الرجل فيكرهها ويقول لها : انا اريد منك الطلاق ، فتقول المرأة له : لاتفعل ذلك اني اكره أن تشمت بي ولاكن انظر في ليلتي هذه فاصنع بها ما شئت وما كان من لك من شيء فهو لك ودعني على حالي ،وهذا هو قوله تبارك وتعالى : ( فلاجناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ) وهذا هو الصلح . الكافي / ج6 / ص145 والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين .
تعليق