سلام عليكم وورحمة الله وبركاته
نقدم اليكم الحلقة الثانية استدلال القرآن على التوحيد بالحياة:
الحياة حقيقة ارفع من المادة:
ان المقدار الذي نستطيع ان نفهمه هو ان الحياة نور تسطع من افق أعلى وأرفع على المادة المظلمة، وان المادة بذاتها ميته لا حياة فيها ولكنها في ظروف معينة تكون على استعداد لتقبل ضوء افق أعلى وارفع من افق المادة وخواصها وأن تكون تحت تصرف قوانينه الخاصة وتأثيراته وتصبح مغلوبة على أمرها تجاهه.
كما ان الذين يحصرون افكارهم بالمادة ويحددونها بالجسم يجدون في هذا دليلاً واضحا على وجود أفق أعلى وأرفع تتجلى مظاهره على هذه المادة التي لا روح فيها، ثم تسترجع هذه المظاهر منها، وذلك الوجود يبسط ويقبض، يحي ويمت.
اما من حيث وجهة نظر المدرسة الإلهية فإن المادة والحياة لا يختلفان من حيث كونهما معاً من مخلوقات الله ومن صنع يده ودلائل على ذاته، ولكن من حيث وجهة نظر الذين اقتصروا على وحددوا أنفسهم بحيث لا يتعدى شعاع نظرهم الى ما وراء جدار المادة وخصائصها وهم اتباع المدرسة المادية فإن عليهم ان يدركوا ان الوجود لا ينحصر بالجسم وخواصه وان هناك أفقا أعلى من الاجسام وأرفع وان تأثيره يبلغ الاجسام نفسها.
ان عالم الوجود لا ينحصر بقشر هذا الجسم بل هناك عوالم يستبطنها هذا العالم ويحاط بها وما سفر الحياة إلا مظهر من مظاهر تلك العوالم حتى ان المادة اذا واتتها الظروف تصقلها فإنها تعكس نور تلك العوالم وهي تلك المواد التي لها القابلية للحياة وانكم تشاهدون في جسم المادة الميت ضوء الحياة كما ترون في جوهر المادة السيال والمتحرك الذي يموت ويعود الى الحياة خيطا ثابتا من الحياة فعليه هناك شيء ميت في ذاته وشيء حي في ذاته وشيء متغير وغير ثابت في ذاته وشيء باق وثابت في ذاته وشيء لا هيئه ولا صوره له في ذاته وشيء هو ذاته هيئه وصورة فعلا:
(المخلوقات ككأس من الماء الصافي الزلال
تسطــــع فيه صفـــات ذي الجــلال)
(علمـــــــــه وعدلـــــــــــــه ولطفـــــــــــه
كالنجمة اذ تجري على الماء الجاري)
(تبــدل المـــاء في هذا الظرف مـــرات
وصورتــــــا النجــم والقمر باقـيـتـان)
(مضــت قرون وهـــذا قــرن جـديــد
والقمر باقـــا نفسه والمـاء ليس المـاء)
يتبع...
نقدم اليكم الحلقة الثانية استدلال القرآن على التوحيد بالحياة:
الحياة حقيقة ارفع من المادة:
ان المقدار الذي نستطيع ان نفهمه هو ان الحياة نور تسطع من افق أعلى وأرفع على المادة المظلمة، وان المادة بذاتها ميته لا حياة فيها ولكنها في ظروف معينة تكون على استعداد لتقبل ضوء افق أعلى وارفع من افق المادة وخواصها وأن تكون تحت تصرف قوانينه الخاصة وتأثيراته وتصبح مغلوبة على أمرها تجاهه.
كما ان الذين يحصرون افكارهم بالمادة ويحددونها بالجسم يجدون في هذا دليلاً واضحا على وجود أفق أعلى وأرفع تتجلى مظاهره على هذه المادة التي لا روح فيها، ثم تسترجع هذه المظاهر منها، وذلك الوجود يبسط ويقبض، يحي ويمت.
اما من حيث وجهة نظر المدرسة الإلهية فإن المادة والحياة لا يختلفان من حيث كونهما معاً من مخلوقات الله ومن صنع يده ودلائل على ذاته، ولكن من حيث وجهة نظر الذين اقتصروا على وحددوا أنفسهم بحيث لا يتعدى شعاع نظرهم الى ما وراء جدار المادة وخصائصها وهم اتباع المدرسة المادية فإن عليهم ان يدركوا ان الوجود لا ينحصر بالجسم وخواصه وان هناك أفقا أعلى من الاجسام وأرفع وان تأثيره يبلغ الاجسام نفسها.
ان عالم الوجود لا ينحصر بقشر هذا الجسم بل هناك عوالم يستبطنها هذا العالم ويحاط بها وما سفر الحياة إلا مظهر من مظاهر تلك العوالم حتى ان المادة اذا واتتها الظروف تصقلها فإنها تعكس نور تلك العوالم وهي تلك المواد التي لها القابلية للحياة وانكم تشاهدون في جسم المادة الميت ضوء الحياة كما ترون في جوهر المادة السيال والمتحرك الذي يموت ويعود الى الحياة خيطا ثابتا من الحياة فعليه هناك شيء ميت في ذاته وشيء حي في ذاته وشيء متغير وغير ثابت في ذاته وشيء باق وثابت في ذاته وشيء لا هيئه ولا صوره له في ذاته وشيء هو ذاته هيئه وصورة فعلا:
(المخلوقات ككأس من الماء الصافي الزلال
تسطــــع فيه صفـــات ذي الجــلال)
(علمـــــــــه وعدلـــــــــــــه ولطفـــــــــــه
كالنجمة اذ تجري على الماء الجاري)
(تبــدل المـــاء في هذا الظرف مـــرات
وصورتــــــا النجــم والقمر باقـيـتـان)
(مضــت قرون وهـــذا قــرن جـديــد
والقمر باقـــا نفسه والمـاء ليس المـاء)
يتبع...
تعليق