إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشباب في القران الكريم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشباب في القران الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد


    إن القرآن الكريم وإن لم يتناول موضوع الشباب بشكل مباشر ، إلا أنه تناول شيئاً عن هذا الموضوع عندما تحدّث عن ( الفتوة ) باعتبارها المضمون الصالح للشباب ، وكذلك عندما ضرب للشباب أفضل الأمثلة وأجملها في عدد من الأصفياء من الأنبياء الذين اختارهم الله عزّ وجل لرسالاته ووحيه والأولياء الذين امتحنهم لعبادته .


    فكان المثال الأول هو النبي إبراهيم ( عليه السلام ) ، فإنه كان يتطلّع إلى الآفاق الواسعة ، ويفتش عن الحقائق الناصعة ، ويملك الشجاعة العالية ، فيتأمل ويفكر في ملكوت السموات والأرض ، حتى أدله الله تعالى على الحقيقة ، فآمن بالله وتبرأ من الأصنام ومن كل المشركيـن .فقال الله تعالى في كتابه الكريم : ( وَكَذلكَ نُري إِبرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَمَاوَاتِ وَالأرضَ وَلِيَكونَ مِنَ المُوقِنِيـنَ ) الأنعام: 78.


    وبهذا يصبح إبراهيم ( عليه السلام ) القدوة لكل الفتيان والشباب الموحدين الشجعان الرافضين للوثنية والشرك والانحراف والضلال .والمثال الثاني الذي يضربه القرآن الكريم للفتيان والشباب هو النبي يوسف (عليه السلام) ، وهو الذي آتاه الله العلم والحكمة عندما بلغ أشده ، وأصبح الفتـى ، القوي ، الصابر ، الصامد أمام عواصف الشهوة ، والإغراء بالجنس ، والاغراء بالمال والجاه ، وأمام ضغوط الاضطهاد ، والقمع ، والمطاردة ، والتهديد بالسجن ، والنفي ، والفتى الثائر ، المكسر لكل القيود ، وأغلال العبودية ، وأغلال الشهوات ، وكذلك أغلال المجتمع الفاسد .قال تعالى : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَكَذَلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ ) يوسف : 22 .( وَرَاوَدَتهُ التي هُوَ فِي بَيتِهَا عَن نَفسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبوَابَ وَقَالَت هَيتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحَسنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظالِمُونَ ) يوسف : 23 .



    والمثال الثالث هو النبي موسى ( عليه السلام ) ، وهو الذي عاش في أحضان البيت الفرعوني والفرعونية ، وتربى في محيط الطاغوت والجبروت والتـرف الجاه والدلال ، فإن فرعون كان قد اتَّخَذَهُ ولداً له .ولكن موسى ( عليه السلام ) بقي متمسكاً بجذوره الرسالية ومرتبطاً بأصله الإلهي الرباني ، يتجنب معونة الظالمين ، وينتصر للمظلومين ويدافع عنهم ، ويَمُدُّ يَدَ العَونِ والمساعدة للضعفاء والمحتاجين ، وكان يتحمل الآلام والمعاناة والمطاردة والهجرة من أجل ذلك ، ويؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة .قال الله عزّ وجل : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاستَوَى آتَينَاهُ حُكماً وَعِلماً وَكَذَلِكَ نَجزِي المُحسِنِينَ ) القصص : 14.والمثال الرابع هم أهل الكهف ، فقال الله تعالى فيهم : ( إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِم وَزِدنَاهُم هُدىً وَرَبَطنَا عَلَى قُلُوبِهِم إِذ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ لَن نَدعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَد قُلنَا إِذاً شَطَطاً ) الكهف : 13-14 .



    إن هذه الصور والأمثلة الواقعية الجميلة والمعبِّرة عن الأبعاد المختلفة تنطلق من مفهوم صحيح للفتوة ، والشباب ، والقوة ، وهو التوحيد في العبودية ورفض العبوديات الأخرى ، والسيطرة على الشهوات والرغبات ، ونصرة المظلومين والدفاع عنهم ، ومساعدة الضعفاء والمحتاجين ، والتمرد على الواقع الفاسد ورفضه بشجاعة وتضحية .وقد ورد توضيح هذا المفهوم للفتوة والشباب ، ومضمونها الحقيقي عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وذلك من خلال ذكر المصاديق الصحيحة لها .فقد ورد عن أبي قتادة قال : كنا عند أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) إذ تذاكروا عنده الفتوة ، فقال ( عليه السلام ) : ( وما الفتوة ؟ لعلكم تظنون أنها بالفسوق والفجور !! كلا إنما الفتوة طعام موضوع ، ونائل مبذول ، وبشر مقبول ، وعفاف معروف ، وأذى مكفوف ، وأما تلك فشطارة فتى ) .وعن الإمام علي ( عليه السلام ) قال : ( نظام الفتوة احتمال عثرات الأخوان وحسن تعهد الجيران ) .


    ولذا أصبح الاتصاف بالفتوة أجمل زينة للإنسان ، كما ورد عن علي ( عليه السلام ) في غرر كلماته وحكمه : ( ما تزين الإنسان بزينة أجمل من الفتوة ) .


    وفي مقابل ذلك نجد القرآن الكريم يضرب أمثلة أخرى للشباب المنحرف والتائه والمغرور والضال والجاهل ، وأورد ذلك في قصة ابن نوح حيث قال تعالى : ( وَنَادَى نُوحٌ ابنَهُ وَكَانَ فِي مَعزِلٍ يَا بُنَيَّ اركَب مَعَنَا وَلا تَكُن مَعَ الكَافِرِين * قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعصِمُنِي مِنَ المَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللهِ إِلا مَن رَحِمَ وَحَالَ بَينَهُمَا المَوجُ فَكَانَ مِنَ المُغرَقِينَ ) هود : 42-43 .



    ومثال آخر يتحدث عنه القرآن الكريم يعبر عن حالة الانحراف في الشباب حيث العقوق للوالدين والتمرد على الله تعالى والتوغل في الجهل والغي ، فقال تعالى : ( وَالذِي قَالَ لِوَالِدَيهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَن أُخرَجَ وَقَد خَلَت القُرُونُ مِن قَبلِي وَهُمَا يَستَغِيثَانِ اللهَ وَيلَكَ آمِن إِنَّ وَعدَ اللهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَاهَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ) الأحقاف : 17.ولذلك يكون الولد الشاب الصالح قُرَّةَ عينٍ لأبيه ، وامتداداً للمسيرة الصالحة ، ويكون الولد الفاسد عدواً لأبيه وضرراً عليه ، وأخيراً ندعو الله سبحانه بالآية الشريفة : ( رَبَّنَا هَب لَنَا مِن أَزوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعيُـنٍ وَاجعَلنَا لِلمُتـقِينَ إِمَاماً ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة مهند السهلاني ; الساعة 14-09-2014, 04:57 PM. سبب آخر: أسباب فنية

    لا تحزن على خل تفارقه ***** اذا لم يكن طبع الوفاء فيه
    فمنهم كتاج الرأس تلبسه ***** ومنهم كقديم النعل ترميه




  • #2

    بسم الله الرحمن الرحيـــم
    وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين







    الشكر والتقدير لحضرتكم الكريمة الأخت الفاضلة (قرة عين المرتضى) على هذه المشاركة القيمة ، والتي تضمنت بين طياتها نبذة قرآنية رائعة عن الشباب.


    وأقول :
    إننا حينما نذكر كلمة الشباب يتبادر الى الذهن القوة والجمال ، والحيوية والنشاط ، وكل ذلك نعم ، فالشباب -بنين او بنات - جميعهم يمتلكون قدر معين من تلك الصفات ، ولكن هنا شيء جدا مهم يجب ان يكون دائما في الأذهان ، وهو الصلاح ، فالشاب الصالح هو الذي تحتاجه الأسرة ، وهو الذي يحتاجه المجتمع ، لأنه قطعا سيعمل جاهدا لصلاحهم ومنفعتهم ، ومن هنا نجد أن القرآن الكريم أشار بل صرح بصلاح النبي ابراهيم عليه السلام ودعوة مجتمعه الى الصلاح ، وكذلك النبي يوسف عليه السلام والذي فُتنت في حبه وعشقه زلخيا حتى شغفها حبا ، إلا أن علامات وافعال الصلاح كانت واضحة للغاية .


    ومن هنا فإن أهم صفة ينبغي الإهتمام بها هي الصلاح قبل القوة وقبل الجمال ، وهكذا بالنسبة لأختيار الزوج ، فالشاب يجب ان يسأل عن دينه وأخلاقه أولا لا عن انه غني أم فقير؟! ، وكذلك البنت يجب أن يسأل عن اخلاقها ودينها قبل ان يسأل عن جمالها.



    بوركتم ولكم أطيب التحايا..

    ونأمل مشاركاتكم دائما..
    ************************************


    التعديل الأخير تم بواسطة مهند السهلاني ; الساعة 14-09-2014, 04:55 PM. سبب آخر:

    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







    تعليق

    يعمل...
    X