بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وآلة الطيبين الطاهرين .
أخرجه البخاري في صحيحه عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله ) كان يحب موتها حيث أنها تقسم بالله جل جلاله على أن النبي صلى الله عليه وآله يحب موتها فقد
قالت : وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك ) . فقالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( بل أنا وارأساه (1 ).
أقول : عائشة تنصدم بأن الرسول الأعظم يحب موتها بعد قوله صلى الله عليه وآله (( ذاك لو كان وانا حي فاستغفر لك وادعو لك )) وعبرت عائشة عن انصدامتها وأنزعاجها بقولها (( وا ثكلياه ؟
يا ترى ما السر في اعتقاد عائشة ان رسول الله يحب موتها . بعد ذلك كيف يجوز للمسلمين
أن يأخذوا دينهم من امرأة تظن ظنا سيئا برسول الله الذي ،
قال عنه تعالى : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [الأنبياء:107]
وقال : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى }" [النجم: 3-4]
فهل يجوز للمسلم وهو البعيد عن زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ان يظن ظنا سيئا برسول الله
( صلى الله عليه وآله ) وهل نعتبره مسلم .
ونراها قد أذت الرسول الأعظم عند ما
قال : (بل أنا وارأساه)
قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا } [الأحزاب:57]
وقال الغزالي في كتابه احيا علوم الدين .
وجرى بينه وبين عائشة كلام حتى أدخلا بينهما أبا بكر رضي الله عنه حكما واستشهده فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمين أو أتكلم فقالت بل تكلم أنت ولا تقل إلا حقا فلطمها أبو بكر حتى دمى فوها وقال يا عدية نفسها أو يقول غير الحق فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدت خلف ظهره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لم ندعك لهذا ولا أردنا منك هذا) وقالت له مرة في كلام غضبت عنده أنت الذي تزعم أنك نبي الله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتمل ذلك حلما وكرما وكان يقول لها إني لأعرف غضبك من رضاك قالت وكيف تعرفه قال إذا رضيت قلت لا وإله محمد وإذا غضبت قلت لا وإله إبراهيم قالت صدقت إنما أهجر اسمك) (2)
ـــــــــــــــــ
(1)صحيح البخاري ج 5 ص 2145 باب ما رخص للمريض أن يقول ....
(2) احيا علوم الدين ج2 ص 305 .
تعليق