تويت
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
قد خص الله كتابه المجيد حيث جعل لكثير من آياته سبب نزول مبني على حدث خاض أو حكم خاص وكان من تلك الآيات الكريمات التي نزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) ولها حدثها الخاص بانها نزلت بحق النبي (صلى الله عليه وآله) واهل بيته (عليهم السلام) وهي آية ((وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) سورة النساء الآية 1.
لا خلاف ان تفسير هذه الآية حيث ذهب المفسرون بأنها تشير الى تقوى الله تعالى والله تعالى من فوق كل شيء هو الرقيب على ما يصدر من اعمال الناس بل انه تعالى مطلع على سرائر الخلائق يعلم ما سر احدنا ويبدي فذلك الله سبحانه وتعالى العالم المطلع على الحقائق .
إلا ان اسباب النزول لكل اية انما يشر لحادثة تكون قد اوجبت نزولها وقد نزلت هذه الآية في فضل النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) حيث ذكرت الروايات بان المراد منها السؤال عن النبي واهل بيته (عليهم السلام) ولذلك نشير لما جاء في بعض الروايات.
في اصول الكافي بإسناده إلى الرضا عليه السلام قال : ان رحم آل محمد الائمة عليهم السلام المعلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، ثم هي جارية بعدها في ارحام المؤمنين ، ثم تلا هذه الآية : ( واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام ) .تفسير النور ج1ص488.
- 19- فرات قال: حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن ابن حسين قال: حدثنا حبان عن الكلبي عن أبي صالح: "عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى (واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا.)) نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته.) وذوي أرحامه وذلك ان كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا من كان من سببه ونسبه ï´؟إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاï´¾ يعني حفيظا". وهكذا ورد في تفسير الحبري وأخرجه عنه أيضا الحاكم الحسكاني في سورة آل عمران في ذيل الآية 172.
ورواه ابن شهر اشوب أيضا على ما في البرهان.
وذكر فرات ايضا حيث قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى خلقني وأهل بيتي من طينة ر: خلقني من طينة وأهل بيتى) لم يخلق الله منها أحدا غيرنا ومن ضوا إلينا ب: ومن يتولانا)، فكنا أول من ابتدأ من خلقه: فلما خلقنا فتق بنورنا كل طينة طيبة وأحيا بنا كل طينة طيبة، ثم قال الله تعالى: هؤلاء خيار خلقي وحملة عرشي وخزان علمي وسادة أهل السماء وسادة أهل الارض، هؤلاء هداة المهتدين والمهتدي بهم، من جاءني بولايتهم أوجبتهم جنتي وأبحتهم كرامتي ومن جاءني بعداوتهم أوجبتهم ناري. ثم قال (عليه السلام): ونحن أصل الايمان بالله وملائكته وتمامه، ومنا الرقيب على خلق الله، وبه إسداد أعمال الصالحين، ونحن قسم الله الذي يسأل به ونحن وصية الله في الاولين ووصيته في الآخرين وذلك قول الله جل جلاله: (اتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا) تفسير فرات الكوفي ط قم: ص 32 س 9.
تعليق