اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
إن الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) عاشت بعد أبيها مظلومة ، واستشهدت مظلومة وهي مازالت مظلومة الى يوم يبعثون ...
فبالرغم من تضافر الروايات على قداستها وعلو مقامها عند الله تعالى إلا أن الكثيرين لا يعرفون عن ذلك شيئاً .
فهي صلوات الله عليها عند الكثيرين مجهولة قدراً ومهضومة حقاً .
نعم ، إن الخلق -وكما في الحديث الشريف- قد فطموا عن معرفتها ، ولكن هذا لا يعني أن لا يبحث المحبون والموالون عن فضائلها ويطالعون مناقبها الكثيرة التي تكشف لهم الشيء القليل من عظمة قدرها المجهول .
فهذا سلمان المحمدي على عظم جلالته وارتفاع مقامه يتوسل برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويلح عليه أن يخبره بشيء من فضلها سلام الله عليها .
يقول أبو ذر (رحمه الله) رأيت سلمان وبلالاَ يقبلان الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ انكب سلمان على قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبلها فزجره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك ثم قال له : "ياسلمان لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها ، أنا عبد من عبيد الله آكل مما يأكل العبد وأقعد كما يقعد العبد"
فقال سلمان : يا مولاي سألتك بالله إلا أخبرتني بفضل فاطمة (عليها السلام) يوم القيامة .
قال : فأقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضاحكاً مستبشراً ثم قال : "والذي نفسي بيده إنها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله ، وعيناها من نور الله ، وخطامها من جلال الله ، وعنقها من بهاء الله ، وسنامها من رضوان الله ، وذنبها من قدس الله ، وقوائمها من مجد الله ، إن مشت سبحت ، وإن رغت قدست ، عليها هودج من نور ، فيها جارية إنسية حورية عزيزة جمعت فخلقت وصنعت ومثلت من ثلاثة أصناف ، فأولها من مسك أذفر وأوسطها من العنبر الأشهب وآخرها من الزعفران الأحمر ، عجنت بماء الحيوان ، لو بصقت بصقة في سبعة أبحر مالحة لعذبت ، ولو أخرجت ظفر خنصرها الى دار الدنيا يغشي الشمس والقمر ، جبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها وعلي أمامها والحسن والحسين وراءها والله يكلؤها ويحفظها ، فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : ...
معاشر الخلائق غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم هذه فاطمة بنت محمد نبيكم وزوجة علي إمامكم ، أم الحسن والحسين ، فتجوز الصراط وعليها ريطتان (1) بيضاون ، فإذا دخلت الجنة ونظرت الى ماأعد الله لها من الكرامة قرأت "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب (2) ولا يمسنا فيها لغوب (3)"
قال : فيوحي الله عز وجل إليها : "يا فاطمة سليني أعطك وتمني علي أرضك ، فتقول : إلهي أنت المنى وفوق المنى أسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار ، فيوحي الله إليها يافاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أُعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار (4)"
* اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها *
____________________________
1-الريطة : ملاءة ليست بالفقين كُلها نسج واحد .
2-نصب : تعب .
3-لغوب : شدة الإعياء .
4-بحار الأنوار : ج27 ص139 ح144 .
المصدر : أمهات المعصومين
آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته) .
إن الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) عاشت بعد أبيها مظلومة ، واستشهدت مظلومة وهي مازالت مظلومة الى يوم يبعثون ...
فبالرغم من تضافر الروايات على قداستها وعلو مقامها عند الله تعالى إلا أن الكثيرين لا يعرفون عن ذلك شيئاً .
فهي صلوات الله عليها عند الكثيرين مجهولة قدراً ومهضومة حقاً .
نعم ، إن الخلق -وكما في الحديث الشريف- قد فطموا عن معرفتها ، ولكن هذا لا يعني أن لا يبحث المحبون والموالون عن فضائلها ويطالعون مناقبها الكثيرة التي تكشف لهم الشيء القليل من عظمة قدرها المجهول .
فهذا سلمان المحمدي على عظم جلالته وارتفاع مقامه يتوسل برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويلح عليه أن يخبره بشيء من فضلها سلام الله عليها .
يقول أبو ذر (رحمه الله) رأيت سلمان وبلالاَ يقبلان الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ انكب سلمان على قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبلها فزجره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك ثم قال له : "ياسلمان لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها ، أنا عبد من عبيد الله آكل مما يأكل العبد وأقعد كما يقعد العبد"
فقال سلمان : يا مولاي سألتك بالله إلا أخبرتني بفضل فاطمة (عليها السلام) يوم القيامة .
قال : فأقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ضاحكاً مستبشراً ثم قال : "والذي نفسي بيده إنها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله ، وعيناها من نور الله ، وخطامها من جلال الله ، وعنقها من بهاء الله ، وسنامها من رضوان الله ، وذنبها من قدس الله ، وقوائمها من مجد الله ، إن مشت سبحت ، وإن رغت قدست ، عليها هودج من نور ، فيها جارية إنسية حورية عزيزة جمعت فخلقت وصنعت ومثلت من ثلاثة أصناف ، فأولها من مسك أذفر وأوسطها من العنبر الأشهب وآخرها من الزعفران الأحمر ، عجنت بماء الحيوان ، لو بصقت بصقة في سبعة أبحر مالحة لعذبت ، ولو أخرجت ظفر خنصرها الى دار الدنيا يغشي الشمس والقمر ، جبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها وعلي أمامها والحسن والحسين وراءها والله يكلؤها ويحفظها ، فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل الله جل جلاله : ...
معاشر الخلائق غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم هذه فاطمة بنت محمد نبيكم وزوجة علي إمامكم ، أم الحسن والحسين ، فتجوز الصراط وعليها ريطتان (1) بيضاون ، فإذا دخلت الجنة ونظرت الى ماأعد الله لها من الكرامة قرأت "بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي احلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب (2) ولا يمسنا فيها لغوب (3)"
قال : فيوحي الله عز وجل إليها : "يا فاطمة سليني أعطك وتمني علي أرضك ، فتقول : إلهي أنت المنى وفوق المنى أسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار ، فيوحي الله إليها يافاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أُعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار (4)"
* اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها *
____________________________
1-الريطة : ملاءة ليست بالفقين كُلها نسج واحد .
2-نصب : تعب .
3-لغوب : شدة الإعياء .
4-بحار الأنوار : ج27 ص139 ح144 .
المصدر : أمهات المعصومين
آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته) .
تعليق