بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
فإن ظلامتها (عليها السلام) في الهجوم على دارها وإحراق بابها من الامورالتي ثبتت في التاريخ الاسود للمنافقين الاوائل مما لاشك فيه وإليك أقوال العلماء من الفريقين في الهجومعلى بيت فاطمة (عليها السلام) وإحراق بابها فأقول:
أخي القاريء الكريم ، إذا استعرت نيران الحسد، وتأجّج اُوار الحقد والضغينة لدى شخص ما ـ والعياذ بالله ـ احترقت كلّ القيم والمعايير والالتزامات بلهيب الحمق والطيش، وسقط في هاوية الكفر، واندفع لإتيان أخسّ الأعمال; وكان مع الشياطين، وهذا عين ما فعل أولئك الأرجاس، عندما هجموا على دار فاطمة (عليها السلام) وجمعوا الحطب الجزل لحرق تلك الباب المباركة، والتي طالما شرّفها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بيده المقدّسة، وكثيراً ما وقف أمامها مسلّماً على أهلها محيّيهم، وداعياً لهم {في بُيُوت أذن اللهُ أن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيها اسمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوّ وَالآصال}. النور: 36.
فإذا كانت هذه حرمة الدار والباب، وتلك مكانة أصحابها، فما سيكون تقييمك -أخي القارئ- لمن أحرق تلك الباب، وروّع من احتجب خلفها، وذلك بعد أن تقف على الأخبار الآتية الّتي رواها الخاصّ والعامّ؟!
وإليك بعض المصادر الناقلة لتلك الحادثة المؤلمة ـ والّتي أحدثت شرخاً بالغاً ساهم هذا وغيره بحدوث الويلات
والويلات في ضمير الأمّة الإسلامية، وأورثها الهوانِ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ـ.
1- الشافي للسيّد المرتضى.
روى إبراهيم بن سعيد الثقفي، قال: حدّثنا أحمد بن عمرو البجليّ، قال: حدّثنا أحمد بن حبيب العامريّ، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: (والله، ما بايع عليّ حتّى رأى الدخان قد دخل بيته.) يأتي في الباب الثاني في كلمة السيّد علم الهدى. وإبراهيم بن سعد الثقفي ـ الرّاوي لهذا الحديث ـ هو المحدّث الكبير صاحب كتاب الغارات، رواه في كتاب آخر له هو كتاب السقيفة، وأسفاً إذ لم يصلنا هذا الكتاب.
2- تلخيص الشافي للشيخ الطوسي.مثله. تلخيص الشافي: 3 / 76.
3- تفسير العيّاشي.
عن الصادقين (عليهما السلام):... (فقامت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تحول بينه ـ أي قنفذ ـ وبين عليّ (عليه السلام) فضربها، فانطلق قنفذ وليس معه عليّ (عليه السلام) فخشي أن يجمع عليّ (عليه السلام) الناس. فأمر بحطب، فجُعل حوالي بيته، ثمّ انطلق عمر بنار، فأراد أن يحرق على عليّ (عليه السلام) بيته، وعلى فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.)تفسير العيّاشي: 2 / 307 عنه البحار: 28/231.
4- الهداية الكبرى للخصيبي.
حدّثني محمّد بن إسماعيل، وعليّ بن عبد الله الحسنيّان، عن أبي شعيب محمّد بن نصير، عن عمر بن فرات، عن محمّد بن المفضّل، عن المفضّل بن عمر، قال: سألت سيّدي، أبا عبد الله، جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) - في حديث - إلى أن قال الصادق (عليه السلام): (ثمّ تبتدئ فاطمة (عليها السلام) وتشكو ما نالها من أبي بكر وعمر، وأخذ فدك منها... وتقصّ عليه قصّة أبي بكر، وإنفاذه خالد بن الوليد، وقنفذ، وعمر بن الخطاب، وجمع الناس لإخراج أمير المؤمنين (عليه السلام) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة... وجمع الحطب الجزل على الباب، لإحراق بيت أمير المؤمنين والحسن والحسين وزينب واُمّ كلثوم وفضّة (عليهم السلام) وإضرامهم النار على الباب، وخروج فاطمة (عليها السلام) إليهم، وخطابها من وراء الباب، وقولها: ويحك ياعمر! ماهذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟! تريد أن تقطع نسله من الدنيا وبقيّته، وتطفئ نور الله، والله متمّ نوره.
وانتهاره لها، وقوله لها: يا فاطمة، كفّي فليس محمّد حاضراً، ولا الملائكة تأتيه بالأمر والنهي والوحي من عند الله، وما عليّ إلاّ كأحد المسلمين، فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعاً!! فقالت ـ وهي باكية ـ: اللهمّ! إليك نشكو فقد نبيّك ورسولك وصفيّك، وارتداد اُمّته علينا، ومنعهم إيّانا حقّنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيّك المرسل. فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حماقات النساء! فلم يكن الله ليجمع لكم النبوّة والخلافة!!
فأخذت النار في خشب الباب، وأدخل قنفذ ـ لعنه الله ـ يده، يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسّوط على عضدها، حتّى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله حتّى أصاب الباب بطنها، وهي حامل بمحسن لستّة أشهر، وإسقاطها إيّاه، وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد، وصفقه خدّها حتّى بدا قرطها تحت خمارها، وهي تجهر بالبكاء، وتقول: يا أبتاه! يا رسول الله! ابنتك فاطمة تُكذّب، وتُضرب ويُقتل جنين في بطنها... الخبر). الهداية الكبرى: 392، عنه حلية الأبرار: 5 / 390 ضمن ح 1، وأخرجه المجلسي في البحار: 53 / 17 - 19 عن بعض مؤلّفات أصحابنا.
5- علم اليقين في اُصول الدين للفيض الكاشاني.
قال : (ثمّ إنّ عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين، وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين (عليه السلام) فوافوا بابه مغلقاً، فصاحوا به: أخرج يا عليّ، فإنّ خليفة رسول الله يدعوك. فلم يفتح لهم الباب، فأتوا بحطب فوضعوه على الباب، وجاءوا بالنار ليضرموه، فصاح عمر، وقال: والله، لئن لم تفتحوا لنضرمنّه بالنار! فلمّا عرفت فاطمة (عليها السلام) أنّهم يحرقون منزلها، قامت وفتحت الباب... الخبر). يأتي الحديث بتمامه في باب أقوال العلماء والفقهاء المتقدّمين، في كلمة الفيض الكاشاني راجعها.
وسنكمل البحث فيما يأتي من حلقات أُخرى إن شاء الله تعالى
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام على من إتبع الهدى
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبا الزهراء محمد وعلى آله الغر الميامين المعصومين وعلى من وآلاهم وأحبهم إلى يوم الدين وبعد:
فإن ظلامتها (عليها السلام) في الهجوم على دارها وإحراق بابها من الامورالتي ثبتت في التاريخ الاسود للمنافقين الاوائل مما لاشك فيه وإليك أقوال العلماء من الفريقين في الهجومعلى بيت فاطمة (عليها السلام) وإحراق بابها فأقول:
أخي القاريء الكريم ، إذا استعرت نيران الحسد، وتأجّج اُوار الحقد والضغينة لدى شخص ما ـ والعياذ بالله ـ احترقت كلّ القيم والمعايير والالتزامات بلهيب الحمق والطيش، وسقط في هاوية الكفر، واندفع لإتيان أخسّ الأعمال; وكان مع الشياطين، وهذا عين ما فعل أولئك الأرجاس، عندما هجموا على دار فاطمة (عليها السلام) وجمعوا الحطب الجزل لحرق تلك الباب المباركة، والتي طالما شرّفها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بيده المقدّسة، وكثيراً ما وقف أمامها مسلّماً على أهلها محيّيهم، وداعياً لهم {في بُيُوت أذن اللهُ أن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيها اسمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوّ وَالآصال}. النور: 36.
فإذا كانت هذه حرمة الدار والباب، وتلك مكانة أصحابها، فما سيكون تقييمك -أخي القارئ- لمن أحرق تلك الباب، وروّع من احتجب خلفها، وذلك بعد أن تقف على الأخبار الآتية الّتي رواها الخاصّ والعامّ؟!
وإليك بعض المصادر الناقلة لتلك الحادثة المؤلمة ـ والّتي أحدثت شرخاً بالغاً ساهم هذا وغيره بحدوث الويلات
والويلات في ضمير الأمّة الإسلامية، وأورثها الهوانِ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ـ.
1- الشافي للسيّد المرتضى.
روى إبراهيم بن سعيد الثقفي، قال: حدّثنا أحمد بن عمرو البجليّ، قال: حدّثنا أحمد بن حبيب العامريّ، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: (والله، ما بايع عليّ حتّى رأى الدخان قد دخل بيته.) يأتي في الباب الثاني في كلمة السيّد علم الهدى. وإبراهيم بن سعد الثقفي ـ الرّاوي لهذا الحديث ـ هو المحدّث الكبير صاحب كتاب الغارات، رواه في كتاب آخر له هو كتاب السقيفة، وأسفاً إذ لم يصلنا هذا الكتاب.
2- تلخيص الشافي للشيخ الطوسي.مثله. تلخيص الشافي: 3 / 76.
3- تفسير العيّاشي.
عن الصادقين (عليهما السلام):... (فقامت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تحول بينه ـ أي قنفذ ـ وبين عليّ (عليه السلام) فضربها، فانطلق قنفذ وليس معه عليّ (عليه السلام) فخشي أن يجمع عليّ (عليه السلام) الناس. فأمر بحطب، فجُعل حوالي بيته، ثمّ انطلق عمر بنار، فأراد أن يحرق على عليّ (عليه السلام) بيته، وعلى فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.)تفسير العيّاشي: 2 / 307 عنه البحار: 28/231.
4- الهداية الكبرى للخصيبي.
حدّثني محمّد بن إسماعيل، وعليّ بن عبد الله الحسنيّان، عن أبي شعيب محمّد بن نصير، عن عمر بن فرات، عن محمّد بن المفضّل، عن المفضّل بن عمر، قال: سألت سيّدي، أبا عبد الله، جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) - في حديث - إلى أن قال الصادق (عليه السلام): (ثمّ تبتدئ فاطمة (عليها السلام) وتشكو ما نالها من أبي بكر وعمر، وأخذ فدك منها... وتقصّ عليه قصّة أبي بكر، وإنفاذه خالد بن الوليد، وقنفذ، وعمر بن الخطاب، وجمع الناس لإخراج أمير المؤمنين (عليه السلام) من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة... وجمع الحطب الجزل على الباب، لإحراق بيت أمير المؤمنين والحسن والحسين وزينب واُمّ كلثوم وفضّة (عليهم السلام) وإضرامهم النار على الباب، وخروج فاطمة (عليها السلام) إليهم، وخطابها من وراء الباب، وقولها: ويحك ياعمر! ماهذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟! تريد أن تقطع نسله من الدنيا وبقيّته، وتطفئ نور الله، والله متمّ نوره.
وانتهاره لها، وقوله لها: يا فاطمة، كفّي فليس محمّد حاضراً، ولا الملائكة تأتيه بالأمر والنهي والوحي من عند الله، وما عليّ إلاّ كأحد المسلمين، فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعاً!! فقالت ـ وهي باكية ـ: اللهمّ! إليك نشكو فقد نبيّك ورسولك وصفيّك، وارتداد اُمّته علينا، ومنعهم إيّانا حقّنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيّك المرسل. فقال لها عمر: دعي عنك يا فاطمة حماقات النساء! فلم يكن الله ليجمع لكم النبوّة والخلافة!!
فأخذت النار في خشب الباب، وأدخل قنفذ ـ لعنه الله ـ يده، يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسّوط على عضدها، حتّى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله حتّى أصاب الباب بطنها، وهي حامل بمحسن لستّة أشهر، وإسقاطها إيّاه، وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد، وصفقه خدّها حتّى بدا قرطها تحت خمارها، وهي تجهر بالبكاء، وتقول: يا أبتاه! يا رسول الله! ابنتك فاطمة تُكذّب، وتُضرب ويُقتل جنين في بطنها... الخبر). الهداية الكبرى: 392، عنه حلية الأبرار: 5 / 390 ضمن ح 1، وأخرجه المجلسي في البحار: 53 / 17 - 19 عن بعض مؤلّفات أصحابنا.
5- علم اليقين في اُصول الدين للفيض الكاشاني.
قال : (ثمّ إنّ عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين، وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين (عليه السلام) فوافوا بابه مغلقاً، فصاحوا به: أخرج يا عليّ، فإنّ خليفة رسول الله يدعوك. فلم يفتح لهم الباب، فأتوا بحطب فوضعوه على الباب، وجاءوا بالنار ليضرموه، فصاح عمر، وقال: والله، لئن لم تفتحوا لنضرمنّه بالنار! فلمّا عرفت فاطمة (عليها السلام) أنّهم يحرقون منزلها، قامت وفتحت الباب... الخبر). يأتي الحديث بتمامه في باب أقوال العلماء والفقهاء المتقدّمين، في كلمة الفيض الكاشاني راجعها.
وسنكمل البحث فيما يأتي من حلقات أُخرى إن شاء الله تعالى
والحمد لله ربِّ العالمين
والسلام على من إتبع الهدى
تعليق