( كن صريحا في لباقة.... )
ليس الامر دائما ان تكون فضا غليظ القلب ، وبين ان تكون ممن يضحي باحترامه الذاتي من اجل كسب رضا الاخرين ، فهناك الحل الصحيح وهو ان تكون صريحا في لباقة . فاذا تطلب الموقف ان ترفض امرا فلا تتردد في ذلك ، ولكن بشرط ان تحفظ ماء وجه الشخص الاخر واحترامه .
وهذا يتطلب ان تعرف كيف تقول ( لا ) حيث لا يجوز ان تقول نعم . ان الصراحة ليست حتما هي ان تكون جافا في معاملتك مع الناس ، بل تعني ان تفصح عن موقفك بلا تردد ، بغض النظر عن تأثيره على الخرين . واذا اخذنا بعين الاعتبار انه ليس بمقدور اي انسان ان يلبي حاجات الناس كلها ، فأنه من الضروري ان تعرف كيف تقول ( لا ) بلباقة كاملة . يقول الله عز وجل في كتابه الكريم ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى ... )( سورة البقرة الأية 263) . فاذا لم تكن قادرا على ان تعطي صدقة فلا اقل من ان تعرف كيف تقول ذلك ضمن اطار ( القول بالمعروف ) .
انك عندما تكون صريحا في الافصاح عن رايك ، او في ابراز توقعاتك ،او في المطالبة بحقك ، فانك تحفظ كرامتك من جهة ، وتدفع الاخرين الى احترامك من جهة اخرى .
ان هناك اشخاصا يستغلون الطيبين الذين يتجنبون عادة صد الاخرين في طلباتهم ، وكلما ابدا الطيبون الاستجابة لمطالبهم امعنوا في استغلالهم ، ان مثل هؤلاء تجب مواجهتهم بكلمة واحدة هي ( لا ) صريحة ، وفي ذلك راحة للمطلوب وتأديب للطالب .
اذا قل ( لا ) فهذه واحدة من افضل الكلمات لتعليم الاخرين ، وانس التردد والارتياب الذين يعطيان الاخرين مجالا لأساءة فهمك . فالناس يحترمون ( لا )حازمة اكثر من احترامهم التصرف المتردد الذي تبغي من ورائه اخفاء مشاعرك الحقيقية ، ناهيك عن احترامك انفسك يزداد ايضا .
تعليق