بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
حديث المرآة
أقرب صديقة لأية فتاة هي المرآة . اللهم صل على محمد وال محمد
حديث المرآة
تطول وقفاتها قبالتها .. تتطلع فيها إلى جمالها ومحاسنها .. تسرح شعرها وتتأمله .. كما تتأمل قومها وهندامها وزينتها ، وقد قيل في بعض الأمثال ))المرآة روح المرآة كما السيف روح المحارب)) .
ولن ينتهي حديث المرآة مع المرآة لا في صغرٍ ولا في كبر .. فهي رفيقتها في البيت وفي السيارة وفي حقيبت اليد , بل وفي كل مكان ترى فيه وجهها حتى ولو كان سطحاً صقيلاً .
أما حديث المرأة الى المرأة فنتمنى عليك أن تسمعيه .
فقد لاتكون عيناك واسعتين .. لكن بإمكانك أن تتأملي بعد ستيهما الكثير من عبر الحياة ودروسها ومحنها ومتحاناتها , وأن ترمي بنظراتهما إلى آفاق المستقبل , وأن تنظري بهما بعطف ولطف ورأفة إلى الصغار والكبار, وأن تغترفي بهما أنوار المعرفة .. ساعتها تأملي في المرأة .. وسرين أن لك عينين من أجمل العيون !
وقد لا يكون لك شعر طويل كثيف أسود أو أشقر .. لكنك تحملين فوق رأسك تاجا من الفظائل مرصعاً بجواهر العفاف والنبل والسخاء ودفء العاطفة ورقة الطبع .. قد لا يظهر تاجك المرصع هذا في المرآة ، لأ غير مرئي .. لكن مرايا العيون تراه فتنبهر به !
وقد يكون حظ وجهك الجمال بسيطا .. لكن ابتسامتك العذبة ونظاراتك الحانية , وجبينك الوضاء , ور-وحك الرقيقة الطافية على ملامحك , تعكس للمرأة وجهاً آخر .. كله إشراق !
وقد تبحثين عن أفضل كحل تكتحلين به .. لكن اكتحال عينيك بمرأى الرضا في عيون الناس عن أعمالك الصالحة لا يعدله كحل في جميع المكاحل المتوافرة في الأسواق !
وقد تسألين عن أروع أحمر شفاة تزينين به شفتيك , فلا تجدين كالإبتسامة الصافية التي تتدفق من شفتيك تدفق الماء العذب من النبع الرقراق , ولا كالكلمات الطيبة التي تخرج منهما لتشيع الدفء والمحبة والسلام من حولك !
إن لك جمالاً آخر لا تكشفة المرايا .. لكنك ترينه في مرايا العيون . فإبتسامة الوجه , وذلاقة اللسان , وشفافية الروح , ورشاقة السلوك , وزينة الحياء , وجواهر الأخلاق يكسبن الفتاة ، تتحلى بهن ألقاً وجمالاً وبهاءً يفوق جمال الطبيعة وسحرها .
لا تقول ذلك تهدئة للخاطر وترضية للمشاعر ، فالدراسات النفسية تتحدث عن مغناطيس الشخصية ، أو ما يسمى بـ((سحر الشخصية)) ونقول إنك قد ترين بعض الفتيات الجميلات لكنهن لا يمتلكن الجاذبية التي لدى فئة من الفتيات ، وقد ترين أخريات أقل حظاً من الجمال لكنهن يحظين بسقط كبير من السحر الحلال بما يمتلكن من مواصفات الجمال المعنوي والمزايا العاطرة
والشمائل الوديعة .
فحينما تقفين أمام المرآة تأملي الآخر ، فله إشعاع ينبثق من لحات الذكاء في عينيك ، ومن عذوبة الكلام في شفتيك ، ومن استقامة السلوك في قوامك ، ومن حركة البذل والعطاء في حياتك .
وتذكري أيضاً :
أن الجمال الباهر مدعاة للغرور ((إعجاب المرء بنفسه أحد حساد عقله)) ..
ومدعاة إلى الإفتتان ، والمفتون لا يطور نفسه .
ففي الحديث ((الإعجاب يمنع من الإزدياد)) ..
ومدعاة إلى المتاعب الكثيرة ..
وأن الجمال هبة الله ، ونعمته التي تحتاج إلى الشكر ، وشكرها أن تضعي جمالك في الموضع الصحيح ، فلا تبرج ولا خلاعة ولا ميوعة ولا مجون ولا استعراض ..
أما التكلف والتصنع والتمثيل فمن مفسدات الجمال ، فحتى لو كنت أجملالجميلات فسوف يفسد التصنع جمالك ويشوهه .
إن البساطة جمال .. والنظافة جمال .. والأناقة جمال .. والتناسق حمال .. والذوق جمال .. والموهبة جمال .. والإبداع جمال .. ولمسات الجمال لو بحثتٍ عنها كثيرة ..
فإذا كان حظك من الجمال بسيطاً فاعرضي على مرآة ذاتك جمالك الداخلي ، وسترين ان لك جمالاً لا يشيخ ..
وقد لا يرى الناس ذلك الجمال ، فلهم الشكل الظاهري ، لكن الوقت لن يطول بهم حتى يكتشفوا ذلك الجمال الأخاذ .
وتذكري أيضاً :
أننا لم نختر لون عيوننا وبسراتنا وشعورنا .. ولا طول قامتنا .. ولا استدارة أو استطالة وجوهنا .. وقد يتدخل التجميل – في أدوات زينةٍ أو جراحة – في تعديلات طفيفة هنا وهناك ، لكن جمالنا الخارجي غير قابل للتطوير كثيراً ..
أما الجمال الآخر .. جمال الروح .. جمال الشخصية .. جمال الخصال ، ففيه للنمو والرقي والسمو ، آفاق واسعة ..
وإذا دعتك المرآة للمقارنة بين جمالك وبين جمال الأخريات .. فابحثي عن مزايا وصفات تتفردين بها .. ولا يمتلكنها ، وستدركين أن لك جمالات أخرى ليس لهن مثلهن ، وقد يحسدنك عليها !
وإذا كنت ذات جمال بارع .. فاحمدي الله على أن حسن خلقك .. واطلبي منه أن يحسن خلقك ، فمن الذكر أن تقولي وأنت تقفين إزاء المرآة : ((اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي)) .
وإذا دعاك جمالك للغرور ، وكثيراً ما يصنع ذلك ، فقولي له : ليس لك من فضل .. إنك لست صناعتي .. إنك إبداع الخالق !
وإذا دعاك حسنك الفتان إلى التبرج فتذكري عفاف مريم ابنة عمران ، والسيدة الزهراء (عليها السلام) ابنة النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) .
ولا تكتفي به شكلاً جميلاً .. بل ضمي إليه جوهراً جميلاً !!
تعليق