بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين و اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
قد يخطأ البعض منا اذا تصور أن خطر السلفية مقتصر على مخالفيهم من الشيعة فقط ، بل لم يسلم منهم حتى كبار علماء اهل السنة الذين يخالفونهم في الرأي ، ومن هؤلاء الذين تعرضوا الى اللون من التعسف السلفي المتحجر امام التفسير الطبري
من هو الطبري ؟
قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج2 ص357
محمد بن جرير بن يزيد الطبري
الإمام الجليل المفسر أبو جعفر صاحب التصانيف الباهرة مات سنة عشر وثلاث مائة ثقة صادق فيه تشيع يسير وموالاة لا تضر أقذع أحمد بن علي السليماني الحافظ فقال كان يضع للروافض كذا قال السليماني وهذا رجم بالظن الكاذب بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام المعتمدين
سبب مهاجمة متعصبي الحنابلة على الطبري
اما سبب مهاجمة سلفيي ذلك الزمان على الطبري فلأنه لم يقل بجلوس الله تعالى على العرش ، فقد ذكر ياقوت الحموي القصة كاملة
معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب ج6 ص2450
تأليف: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ)
تحقيق: إحسان عباس
نشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت
الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م
فلما قدم إلى بغداد من طبرستان بعد رجوعه إليها تعصب عليه أبو عبد الله الجصاص وجعفر بن عرفة والبياضي، وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل في الجامع يوم الجمعة، وعن حديث الجلوس على العرش، فقال أبو جعفر: أما أحمد بن حنبل فلا يعدّ خلافه، فقالوا له: فقد ذكره العلماء في الاختلاف، فقال: ما رأيته روي عنه، ولا رأيت له أصحابا يعوّل عليهم، وأما حديث الجلوس على العرش فمحال، ثم أنشد:
سبحان من ليس له أنيس ... ولا له في عرشه جليس
فلما سمع ذلك الحنابلة منه وأصحاب الحديث وثبوا ورموه بمحابرهم، وقيل كانت ألوفا، فقام أبو جعفر بنفسه ودخل داره، فرموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتلّ العظيم، وركب نازوك صاحب الشرطة في عشرات ألوف من الجند يمنع عنه العامة، ووقف على بابه يوما إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه، وكان قد كتب على بابه:
سبحان من ليس له أنيس ... ولا له في عرشه جليس
اذن من شاهد مصيبة الطبري هانت عليه مصيبته
تعليق