بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
طرق التعليم في التربية .. الجزء الأول
سنتحدث في هذا الجزء عن التربية في أهم الحضارات الإنسانية وعن دور التعليم والمعلم والمدرسة . فمنذ أقدم العصور ومنذ بداية الخليقة أعطيت التربية مكانة مهمة في حياة الناس .
ففي العهد الإغريقي ( اليوناني ) كان اليونانيين يهتمون بالتربية اهتماماً كبيراً ، وان هذه التربية تبدأ بمراحل متقدمة من حياة الإنسان حيث تبدأ مراحل التربية عندهم مع الطفل منذ سن مبكرة ، وتقوم بإعداده لكي يكون مواطناً صالحاً وفعالاً في المجتمع .
ومن المعلوم أن إسبارطة وأثينا كانت أهم الدول البارزة بين دول اليونان القديمة ، وقد امتازت كل منهما بنظام تربوي له خصائصه وأهدافه وطرقه وأساليبه وذلك بسبب الاختلاف الموجود في الجوانب الثقافية والسياسية ، فالتربية في إسبارطة تبدأ منذ مولد الطفل لأن الدولة هي التي تسيطر على التعليم بمراحله المختلفة . وعلى العموم فأن أهم جانب كانوا يركزون عليه هو الجانب العسكري ، فبالنظر لما يتلقونه في مراحل عمرهم المختلفة نلاحظ أن التركيز يكون فيها على الجانب العسكري وفنون القتال المختلفة والمتقدمة ، هذا بالنسبة للرجال أما بالنسبة للبنات فإنهن كن يعشن مع أمهاتهن في المنازل وكان يسمح لهن بممارسة الألعاب الرياضية البدنية المختلفة .
أما في أثينا فقد كانت التربية تركز على احترام العلم ، والاهتمام بالمواطن من جميع الجوانب الجسمية والعقلية . وقد أنتجت هذه الحضارة وهذه التربية علماء وفلاسفة من أمثال سقراط وأرسطو وأفلاطون .
أما في بلاد الرافدين فإن الإنسان في هذه البلاد وكما يقول المؤرخون قد سبق الناس في كل المجالات فهو أول من تفاهم بالكلمة المكتوبة ، وهو أول من انشأ مدرسة ونتيجة لذلك فقد كان أول تلميذ وأول معلم وأول إدارة مدرسية وأول نظام مدرسي ، وقد تخرج من هذه المدارس الكثير من العلماء وفي مختلف الاختصاصات والعلوم . وكان مدير المدرسة يدعى ( أب المدرسة ) ويلقب بـ ( الأستاذ ) وقد جاء ذكره في احد الأناشيد ( الأستاذ هو الإله الذي يبني الإنسانية ) .
وأما التربية في الحضارة الصينية فقد تمثلت في ضرورة الحفاظ على التراث الصيني والعادات والتقاليد وعدم المساس بها أو محاولة تغييرها . ومن أشهر المربين والمصلحين في هذه التربية كان ( كونفوشيوس ) ، وأيضا ما ميزها عن الغير هو اهتمامها بالامتحانات التي كانت تجري تحت إشراف الدولة ولمستويات مختلفة .
هذا موجز لما تميزت به التربية والتعليم في أهم الحضارات الإنسانية القديمة . ومن بعدها تلاها حضارات الأديان ومنها اليهودية والمسيحية والإسلام والتي أعطت التربية والتعليم وطرقهما أهتماماً كبيراً . تمثل في الأمر والتشجيع على طلب العلم .
يضاف إليه قيام دور العبادة من كنائس ومساجد وجوامع بالأهتمام بحلقات الدرس والأهتمام بتدريس مختلف العلوم والمعارف ولا سيما التي تتعلق بالدين . واستمر الأهتمام حتى وصل إلى زماننا الحاضر حيث بدأت نهضة علمية وفكرية تمثلت في اجراء الكثير من البحوث والدراسات في علم النفس التربوي وعلم النفس المعرفي وعلم نفس التعلم وعلم النفس بشكل عام وغايتها هو الوصول إلى تقديم افضل الخدمات للأنسان وللتلميذ بشكل خاص .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين المبعوث رحمة ومعلماً للعالمين وعلى آله الغر الميامين وسلم تسليماً كثيرا ..
----------------
المصادر :
أسس التربية ، تأليف د . عباس عبدالمهدي وآخرون .
الشامل في التعليم والتعلم والتدريس ، تأليف د . حمزة أبو النصر .
تعليق